أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فآت ذا القربى حقه.. لا للقبلية ونعم للمحبة

الخميس، 03 يونيو 2021 11:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لسنا أبناء شجرة مقطوعة، بل لنا أهل وأقارب يحيطون بنا مثل دائرة، هذه الدائرة قد تكون للحماية، وقد تكون لغير ذلك، وطريقة تعاملك وقدرتك على التواصل مع هذه الدائرة له فعل السحر فى ضبط العلاقة.
 
الأقارب رزق، يكونون جنة وقد يصبحون جحيما، لكن شعورك هذا، يجب ألا تكون له علاقة بالحق، والحق هو ما قال به الله سبحانه وتعالى فى سورة الروم "فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، تستوقفنى كلمة "حقه" لأنها تعنى أن ما تفعله فى تقوية علاقتك بأهلك وأقاربك ليس تفضلا منك، بل حق مكتسب لهم، يتعلق بالوصل والبر، فلا  تعاملهم كما تعامل الغرباء، خاصة أهلك، لا تقول عن أمك أو أبيك أو أخوتك أو أبنائك، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساءوا أسأت، بل قل إن أحسنوا أحسنت وإن أساءو صبرت وسعيت.
 
والحق معناه ألا تتربص بأبناء عمومتك وألا تحمل فى دخلك حقدا، بل تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم، وتمد يدك تحمل ثقلا عنهم وتودهم فى الخير وتواسيهم فى الشر.
 
للأسف التراث الشعبى الذى تربينا عليه يعلى من قيمة القبلية على حساب المحبة الحقيقية، يقول لك إن الاتحاد بين الأقارب والأهل لا يكون إلا فى الإطاحة بآخر، وفى الضرر بأناس لا يربطنا بهم الدم، فنسمع "أنا وأخويا على ابن عمى وأنا ابن عمى على الغريب" علاقة كلها قائمة على الأذى، وقد يخبرنا هذا التراث أيضا بأن "الأقارب عقارب" وهى علاقة تدعو للكراهية أما الدين فلا يفعل ذلك، بل يخبرنا بأن المحبة حق والعطاء واجب والوصل أصل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة