شاهد سيدة وهبت حياتها لقطط الشارع وحوّلت شقتها إلى ملجأ

وهبت حياتها لرعاية القطط الضالة فهى أرواح لا يهتم بها الكثيرون، وحولت منزلها إلى ملجأ لها، فاعتادت لأكثر من نصف قرن على إطعام القطط بالشوارع، لتجسد كل معانى الرحمة والإنسانية .

التقى "اليوم السابع"، بالسيدة منال محمد نافع موظفة بدرجة مدير إدارة، فى منزلها بمدينة الزقازيق، وتعيش مع 11 قطة تتعامل معها على أنها أشخاص لكل واحد منها اسمه الخاص وطريقة تعامل خاصة لا يفهمها غيرهما، حيث بدأ حبها للقطط منذ أيام الطفولة.

تقول منال: "القطط كل حياتى اعتدت يوميا أطعمها، وفى طريقى لمحل عملى، وأحمل حقيبتى وبها علبة جبنة نستو أو طعام دراى فود لإطعام أى قط فى الشارع، فالقطط تعرفنى، وأقوم بتقديم الطعام لها فى أى مكان بطريقى صباحا ومساءا .

منال مثال الرحمة بالحيوان في الشرقية

وأكدت أنها تتدخل لإنقاذها بدافع انسانى ولا تتبع أى جمعية أو جهة متخصصة فى الإنقاذ، موضحة أنها تقوم بنقل أى قط إلى عيادة بيطرية أو استضافته بمنزلها. ومن بين المواقف الإنسانية التى مرت بها هو ملاحظة حالة إعياء ونزيف دموى لقطة تطعمها يوميا، فهرعت بها لأقرب عيادة بيطرية والتى تبين أنها بحالة إجهاض وأجرت عملية قيصرية لإخراج الأجنة الميتة قبل حدوث تسمم دموى للأم ووفاتها، وقالت: "كنت بعيط عليها وبقرأ القرآن أثناء إجراء العملية"، وقررت رعايتها بمنزلها وأطلقت عليها اسم "كرملة" وتذهب يوميا للعيادة البيطرية لاستكمال علاجها.

منال مثال الرحمة بالحيوان في الشرقية

وتابعت: "شاهدت قطا صغيرا صدمته سيارة فى الليل، فهرعت ووضعته بالصندوق المخصص لنقل القطط إلى أقرب عيادة بيطرية لإنقاذه، تبين أنه بحاجة لإجراء أشعة مقطعية على المخ والجهاز غير متوفر إلا فى مستشفى كلية الطب البيطرى، لكن مواعيد عمله بالنهار، وأجريت له الإسعافات الأولية وعدت به للمنزل لانتظار طلوع النهار، إلا أنه مات ونحن فى الطريق"، مضيفة: "انهرت من البكاء كأنه شخص من عائلتى وقمت بتكفينه ودفنه، وأيضا من بين المواقف لاحظت قطتين رضع بدون أكل، نقلتهما إلى منزلى وأطلقت عليهما اسم فراولة ونونا" .

وتقول سيدة القطط إن هناك علاقة حب وإخلاص ورحمة متبادلة بينها وبين قططها، لدرجة أنها ذات مرة كانت مريضة بالسرير ولا تتحرك، وكانت القطط حولها وأحدهم تدعى نونا ترقد على صدرها وتنظر إليها بحنان كأنها تقول ألف سلامة، والقطط كانوا يجلسون حولى عليهم علامات الحزن ولا يطلقون الصيحات أو يتجولون داخل المنزل كعادتهم.

منال مثال الرحمة بالحيوان في الشرقية

وتكمل: "أكلهم ورعايتهم بالنسبة لى أهم من علاجى، فالبرغم من أننى موظفة، إلا أن شراء الطعام بكميات يكفى الشهر لهم، ويكون فى أولوياتى قبل توفير علاجى الشهرى، فهذه الأرواح أصبحت مسئولة عنها أمام الله".

منال مثال الرحمة بالحيوان في الشرقية