أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

إماطة الأذى عن القلوب قبل الطرقات

الإثنين، 14 نوفمبر 2022 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتنوع بنو البشر، فمنهم من يحب ويكره، ويساعد الآخرين ويلحق بهم الضرر، وبينهم أيضا من يمد يده بالسلام ومن يطعنهم بالسكاكين، هكذا يبقى الاختلاف سُنة الحياة.

 

في بني البشر، تجد مع يضع الأذى في طريق الآخرين، ومن يُميطه، ومن يؤذي القلوب ومن "يطبطب" عليها، لتبقى إماطة الأذى عن طريق القلوب أعظم أجراً من إماطة الأذى عن طريق الأقدام.

نعم، إزالة الأذى عن الطريق الحسي "طريق الأقدام"، والطريق المعنوي "طريق القلوب"، كله مما يقرب إلى الله، بيد أن إزالة الأذى عن طريق القلوب، والعمل الصالح أعظم أجرًا، وأشد إلحاحًا من إزالة الأذى عن طريق الأقدام، كما يقول ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين.

 

من السهولة بمكان أن ترفع الأذى عن الطرقات بعد وضعه، لكن من الصعوبة بمكان أن ترفع الأذى والألم من قلوب الناس، فالقلوب المجروحة، تتطلب وقتا طويلا حتى تعود لذي قبل، وهناك قلوبا ربما لا تنسى من أذاها أو تسبب في جرحها.

للآسف، هناك مرضى القلوب، الذين دأبوا على إيذاء الآخرين، وكأنهم يتلذذون بما يفعلون، الناقمون على نجاح الآخرين، والمتتبعون لخطوات غيرهم، والحاقدون على كل خير يصيب من دونهم، هم شر البلية فاحذروهم.

على الشاطئ الآخر، يقف هؤلاء المحبون للجميع، أصحاب القلوب النقية المتسامحة الصفية، يفرحون لكل خير يلحق بمن حولهم، يذكرون أنفسهم بشكل مستمر بأنّ الإيمان لا يصبح كاملاً وصحيحاً إلّا بحبّ الخير للآخرين، ويعاملون الناس كما يحبوا أن يتعاملوا.

دربوا أنفسكم، على محبة الآخرين، وعلى صفاء القلوب ونقائها، حتى تسعدوا بحياتكم وتنعموا بها، وتعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة