أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

"الكريم شكور أو مشكور ".. عن نكران الجميل نتحدث

الأحد، 20 فبراير 2022 12:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نكران الجميل آفة آخذة فى الاتساع في ظل سيطرة عالم الفضاء الإلكترونى وحالة التهاون والاستهانة من قبل البعض بالثوابت الاجتماعية من قيم  ومبادئ أخلاقية وتقاليد مجتمعية، لذا دق ناقوس خطر لنقف جميعا "مؤسسات وأفراد" بالمرصاد ضد اتساع هذه الظاهرة الخطرة، خاصة أن أصبح لها صور متعددة نراها كثيرا في ظل فوضى مواقع التواصل الاجتماعى، والتقليد الأعمى لثقافات أجنبية، فقد يكون هذا النكران بين الزوج وزوجته، وبين الآباء والأبناء، وبين عامة الناس وبعضهم البعض، فكم من زوج ينسى ما بينه وبين زوجته من جميل وإحسان وفضل، ودائما يرصد السقطات والسيئات ناكرا للحسنات والمميزات، متناسيا قول الله تعالى "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وكم من أخ أو ابن ينسى من فضل ومواقف أخيه وأبيه ليصبح إنسانا سويا ونافعا  وقادرا على الحياة، متجاهلا مدى ما بُذل من تعب وشقاء وعطاء فى تحقيق هذا، حيث يكون عند أول خلاف تكون الكلمة الشهيرة التي نسمعها كثيرا الآن "ما رأيت منك خيرا قط".
 
وأعتقد، أن خطورة آفة "نكران الجميل" أن هناك من يمارسها يوميا في حياته وكأنها صفة غير مذمومة بادعاء الشطارة والفهلوة، فلا حياء ولا خجل، إنما بجاحة وتملق، فنجد مثلا أصدقاء تقطعت بينهم صلات الصداقة بعد أن تنكر بعضهم لبعض، ونجد مظاهر مخزية لعقوق والدين وبالسؤال عن أسبابها يتصدر نكران الجميل قائمة هذه الأسباب، ونجد هناك من يريد ترسيخ المودة والسلام الاجتماعى ونشر الحب، ويتنكر له من هو قريب إليه جاهدا للكتمان وعدم البوح بهذه الأفضال بل اللجوء إلى الكذب والتزييف والتضليل بغرض عدم انتساب هذه الأعمال إلى هذا الشخص بغيرة حاقد ونفس غير سوية تكره الخير للناس وتدمن الإساءة للآخرين.
 
لذلك، فجرس إنذار لنا جميعا، بل يجب أن يقف كلُ منّا وقفة مراجعة مع نفسه من وقت لآخر، ليتأكد من سلامة فطرته، لأن أعتقد وبكل وضوح أن لو كل إنسان راجع علاقاته مع الأخرين، ومعرفة هل ما زالت نفسه تميل إلى حب من أحسن إليها والتسامح والعفو مع مَن أساء إليها، أم تشوهت بفعل تأثيرات عالم الحداثة وانهيار منظومة القيم في المجتمعات، سيكون هذا بمثابة تقويم وتقييم سليم لمراقبة النفس من الانحراف والانجراف.
 
وختاما، إن التعامل مع الغير يجب أن يكون بطريقة راقية ومتسقة مع قيم المجتمع وتعاليم ديننا الحنيف، ومع الفطرة السوية، فلا يُنكر لأحد حقاً، ولا يُجحد معروفاً، ولا ننسى قول النبى الكريم "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم فأعطوه، ومَنْ دعاكم فأجيبوه، ومَنْ آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإنْ لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه،" وقوله أيضا "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" "ومن أعطى عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر" ويقول الله تعالى: ادْفع بِالتى هي أَحْسَن فإِذَا الَّذى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، واعلم أن النفس التى تنكر الجميل وتتناساه هى نفس لئيمة وجحودة، فالكريم شكور أو مشكور واللئيم كفور أو مكفور..
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة