هيمنت الأزمة الروسية الأوكرانية على الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز خلف أبواب مغلقة في البيت الأبيض.
كانت هناك تساؤلات حول استعداد ألمانيا للموافقة على حزمة عقوبات قاسية تستعد الولايات المتحدة لمعاقبة موسكو في حالة حدوث غزو لاوكرانيا، حيث ينظر مسؤولو إدارة بايدن إلى العقوبات على أنها رادع قوي لمنع موسكو من اتخاذ خطوة ضد جارتها.
رفضت ألمانيا إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وبحسب ما ورد منعت إستونيا من إرسال أسلحة ألمانية الصنع إلى أوكرانيا.
في اجتماع يوم الاثنين، أظهر بايدن وشولز جبهة موحدة في صد ما أسماه بايدن بـ "العدوان الروسي" وكان بايدن مصرا على أن ألمانيا حليف موثوق به، ووصف شولتز مرارا ألمانيا بأنها ملتزمة بفرض عواقب وخيمة على موسكو في حالة غزوها أوكرانيا.
نصح الرئيس جو بايدن يوم الاثنين الأمريكيين الموجودين في أوكرانيا بمغادرة البلاد ، مشيرة إلى مخاطر العنف في حالة الغزو الروسي، وقال بايدن: "أعتقد أنه سيكون من الحكمة مغادرة البلاد" ، موضحا أنه لا يشير إلى الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين.
وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز: "أكره أن أراهم محاصرين في تبادل لإطلاق النار إذا قامت [روسيا] بالغزو بالفعل. وليس هناك حاجة لذلك ، وإذا كان لدي أي شخص هناك فسأقول غادر"
وتأتي تعليقات بايدن في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أمريكيون لأسابيع من خطر غزو روسي لأوكرانيا حيث حشدت موسكو قوات وإمدادات عسكرية على الحدود الأوكرانية.
كما أقر بايدن بأن لدى روسيا القدرة على غزو أوكرانيا ، لكنه قال إنه غير متأكد مما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتبع ذلك ، مضيفًا "لا أعرف أنه يعرف ما سيفعله".
وقال بايدن: "أعتقد أنه يجب أن يدرك أنه سيكون خطأ فادحًا بالنسبة له إذا انتقل إلى أوكرانيا التأثير على أوروبا وبقية العالم سيكون مدمرا ، وسوف يدفع ثمنا باهظا."
كما أصر بايدن على أنه سيتم ايقاف خط أنابيب نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا إذا اختار الكرملين شن غزو عسكري جديد لأوكرانيا.
وقال خلال المؤتمر المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز: "إذا غزت روسيا ، فهذا يعني عبور الدبابات أو القوات حدود أوكرانيا مرة أخرى ، فلن يكون هناك نورد ستريم 2. وسنضع حدا له .. أعدك أننا سنكون قادرين على القيام بذلك."
لم يتوسع بايدن في محادثاته مع شولتز حول خط الأنابيب، وأصر شولز أيضًا على أنه لن مسالة غير قابلة للتفاوض بين الولايات المتحدة وألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين ، لكنه رفض التحدث مباشرة عن مشروع خط الأنابيب ، الذي كان مصدر توتر بين الولايات المتحدة وألمانيا.
وقال شولتز "لقد أعددنا كل شيء بشكل مكثف لنكون جاهزين للعقوبات الضرورية إذا كان هناك عدوان عسكري ضد أوكرانيا" ، مضيفًا باللغة الإنجليزية: "سنكون متحدين. سنعمل معًا وسنتخذ جميع الخطوات اللازمة وسنتخذ جميع الخطوات اللازمة معًا ".
وعن انتشار القوات الروسية قال شولتز: "هذا تهديد خطير لأمن أوروبا." وهذا هو سبب أهمية أن نتصرف سويًا ، وأن نقف معًا وأن نفعل ما هو ضروري معًا. "
وقبل بدء الاجتماع، اكد بايدن وشولتز إن بلديهما تعملان "بخطى ثابتة" لمواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا، وقال بايدن في تصريحاته: "ألمانيا من أقرب حلفاء أمريكا نحن نعمل بخطى ثابتة لردع العدوان الروسي في أوروبا ومواجهة التحديات التي تفرضها الصين وتعزيز الاستقرار في غرب البلقان."
وأوضح بايدن أيضًا أن الاثنين سيناقشان قضايا أخرى، بما في ذلك جائحة كوفيد -19 وتغير المناخ، وأضاف: "سيكون هناك الكثير لنتحدث عنه".
قدم شولز ملاحظات موجزة، واصفا الولايات المتحدة وألمانيا بأنهما "أقرب الحليفين" وأكد على الحاجة لمناقشة الرد على عدوان روسيا على جارتها، وقال: "هذا ضروري للقيام بالخطوات التي يتعين علينا القيام بها على سبيل المثال لمحاربة العدوان الروسي ضد أوكرانيا".
وفي نفس السياق، صرحت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين بساكي للصحفيين: "نحن نتبع نهجا ذا مسارين يشمل الردع والدبلوماسية ليس لدينا تقييم جديد لقراره وأين يقف عليه."
يأتي الاجتماع بين بايدن وشولتز في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إظهار جبهة موحدة مع الحلفاء في خطط لصد أي جهد من جانب روسيا لغزو أوكرانيا بشكل أكبر.
