روسيا تبحث عن أسواق جديدة للطاقة.. خطط أوروبية للتخلى عن الوقود الروسى قبل 2030.. بدائل الغاز الأكثر صعوبة بسبب الأنابيب.. وحظر أوروبى للفحم خلال 4 أشهر.. وخبير: موسكو لن تصبح أكبر لاعب عالمى بعد فقدان أسواقها

الإثنين، 11 أبريل 2022 03:00 ص
روسيا تبحث عن أسواق جديدة للطاقة.. خطط أوروبية للتخلى عن الوقود الروسى قبل 2030.. بدائل الغاز الأكثر صعوبة بسبب الأنابيب.. وحظر أوروبى للفحم خلال 4 أشهر.. وخبير: موسكو لن تصبح أكبر لاعب عالمى بعد فقدان أسواقها حرب اوكرانيا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستمر تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا خاصة فى مجال الطاقة من النفط والغاز والفحم، ويبدو أن الأيام التى كانت فيها أوروبا أكبر عميل للطاقة لروسيا باتت معدودة، تحتاج موسكو إلى إيجاد أسواق جديدة إذا أرادت أن تظل قوة عظمى فى مجال النفط والغاز.

وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن روسيا هى أكبر مصدر للنفط والغاز الطبيعى فى العالم، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، حيث جاءت 45٪ من ميزانية الدولة الروسية فى عام 2021 من أرباح هذين المصدرين للطاقة.

من خلال مشترياته من النفط والغاز، كان الاتحاد الأوروبى (EU) منذ فترة طويلة أفضل عميل لروسياـ ففى أكتوبر 2021، ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (IEA) أن الدول الأوروبية الأعضاء فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) اشترت 49٪ من النفط الخام والمكثفات الروسية، وبالنسبة للغاز الطبيعى، كان دور أوروبا كسوق رئيسى لروسيا أكبر: فقد ذهب ما يقل قليلاً عن 75٪ من إجمالى صادرات الغاز الطبيعى الروسى إلى الدول الأوروبية فى عام 2021، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

ومع ذلك، فإن الغضب الواسع من الهجوم الروسى لأوكرانيا، فضلاً عن الأدلة المتزايدة على أن الجيش الروسى يرتكب جرائم حرب، دفع الاتحاد الأوروبى إلى تسريع خططه للابتعاد عن الاعتماد على الوقود الروسي.

لا تزال سرعة ومدى مثل هذه الخطط للغاز الطبيعى، خاصة بالنسبة لدول مثل ألمانيا وإيطاليا، موضوع نقاش حاد.

ولكن إذا أصبحت خطة المفوضية الأوروبية الخاصة باستقلال الكتلة عن جميع أنواع الوقود الأحفورى الروسى "قبل عام 2030" حقيقة واقعة، فستحتاج روسيا قريبًا إلى عملاء جدد، وفقا للصحيفة الإسبانية.

 

تقارب أكبر مع الصين..

ووفقا للتقرير فإنه من المرجح أن تركز روسيا على زيادة المبيعات للعملاء الحاليين الذين لم تفرض عليهم عقوبات، مثل الصين، من حيث النفط، تعد الصين أكبر مشتر غير أوروبى لروسيا، حيث استحوذت على غالبية صادرات النفط الخام الروسى إلى دول فى المنطقة الآسيوية وأوقيانوسيا فى عام 2021.

أيضًا، تعد روسيا حاليًا ثانى أكبر مورد للنفط للصين، وفقًا للخبراء، فإن أحد الأهداف الرئيسية للكرملين فى السنوات المقبلة هو التغلب على منافسيه فى الشرق الأوسط ليصبح المورد الرئيسى للنفط الخام للصين.

وقال فرناندو فيريرا، الخبير الجيوسياسى فى Rapidan Energy Consultancy، أنه "من وجهة نظر أسواق الطاقة، فإن الديناميكية الأكثر إثارة للاهتمام التى سيتم ملاحظتها هذا العام هى كيف تحاول روسيا إزاحة علاقاتها التجارية طويلة الأمد من الشرق الأوسط إلى شرق آسيا".

الهند..هدف روسيا الآخر

هدف كبير آخر لموسكو فى هذا الصدد هو زيادة حجم المبيعات إلى الهند بشكل كبير، و تعد الدولة التى يبلغ عدد سكانها 1.38 مليار نسمة ثالث أكبر مستهلك للنفط فى العالم، وتحتاج الغالبية العظمى منها إلى الاستيراد.

كانت روسيا مصدر 2٪ فقط من واردات الهند من النفط الخام فى 2021. لكن هذا بالفعل علامة على التغيير الذى يحدث، ولم تدين الهند تصرفات روسيا فى أوكرانيا فى مارس وأبريل، وزادت مشترياتها من الخام الروسى بشكل حاد.

على الرغم من ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول المدى الذى يمكن أن تحل فيه دول مثل الصين والهند محل طلب أوروبا على الوقود الأحفوري.

 

بدائل أكثر صعوبة للغاز الروسي

فى هذه الحالة، سيكون من الأسهل على روسيا إيجاد أسواق جديدة للنفط بدلاً من الغاز. فى حين يمكن نقل النفط الخام فعليًا إلى أسواق جديدة دون مشاكل، فإن نقل الغاز مرتبط ارتباطًا وثيقًا بخطوط أنابيب الغاز، ولا تزال الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعى المسال الروسى (LNG) أقل بكثير من قدرة منافسيها.

لاستبدال سوق الغاز الأوروبية، يبدو أن أكبر رهان لروسيا هو الصين، ففى فبراير، أعلنت بكين وموسكو عن عقد مدته 30 عامًا لتزويد الغاز الروسى عبر خط أنابيب غاز جديد. كما اتفقوا على أن المبيعات ستتم باليورو.

وينقل خط أنابيب "قوة سيبيريا"، تحت الإنشاء هنا، الغاز الطبيعى إلى الصين.

من ناحية أخرى، أقامت روسيا أيضًا علاقات وثيقة مع باكستان فيما يتعلق ببيع الغاز الروسي. وافقت روسيا على بناء خط أنابيب الغاز باكستان ستريم، بتكلفة 2 مليار دولار، وسيتم نقل الغاز الطبيعى المسال من ميناء كراتشى الباكستانى، فى الجنوب، إلى شمال البلاد. مثل جارتها الهند، لم تدن باكستان الهجوم الروسى لأوكرانيا.

وقالت مارجريتا بالماسيدا، الباحثة فى مركز ديفيس للدراسات الروسية والأوروبية الآسيوية فى جامعة هارفارد، أن الخطاب الروسى حول تحويل مبيعات الغاز من الغرب إلى الشرق يتجاوز ما هو ممكن: "الحقيقة هى أن هذه المشاريع تحتاج إلى تمويل ضخم، وقالت "إذا لم يكن هناك تمويل فلن يتم تنفيذها".

بالإضافة إلى ذلك، أضافت بالماسيدا، يمكن لروسيا، نظريًا، بناء بنية تحتية جديدة لتزويد أسواق الطاقة الصينية والهندية بالغاز فى المستقبل، لكن هذا سيتطلب أيضًا "استثمارات ضخمة"، وهو ما لا يبدو واقعيًا بالنظر إلى التوقعات الاقتصادية الروسية. سيكون الخيار بالنسبة لروسيا بناء خطوط أنابيب غاز جديدة بين الصين وغرب سيبيريا، أو استخدام خطوط موجودة بالفعل، لكن هذا "سيستغرق وقتًا". وبعبارة أخرى، لا يوجد حل فورى لتصدير الغاز الروسي.

لا يزال بعض القادة الأوروبيين، مثل فيكتور أوربان فى المجر، ملتزمين بشراء الغاز الروسي.

 

فقدان القوة لروسيا؟

والنتيجة طويلة المدى لهذا، وفقًا للخبيرة، هى أن روسيا ستتوقف عن كونها أكبر لاعب عالمى فى أسواق الطاقة من خلال فقدان أسواقها أو التقنيات اللازمة لإبقائها تعمل.

بالماسيدا، التى نشرت مؤخرًا كتابًا عن موارد الطاقة فى روسيا تحت عنوان "سلاسل الطاقة الروسية: إعادة بناء السياسة التكنولوجية من سيبيريا إلى أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي"، أعربت عن شكوكها حيال ذلك.

 

الفحم الروسى

أما عن الفحم الروسى فإن أوروبا تخطط لحظر جميع أنواع الفحم الروسى فى الأشهر الأربعة المقبلة، وهى خطوة تقول المفوضية الأوروبية إنها ستؤثر على الصادرات الروسية بقيمة 8 مليارات يورو (8.7 مليار دولار) سنويًا.

وأشار موقع "لا انفوماثيون" الإخبارى الإسبانى إلى أن هذه هى المرة الأولى التى تتخذ فيها أوروبا إجراءات ضد قطاع الطاقة الروسى الواسع، لكن لا يبدو أن ذلك كافٍ بالنسبة لأوكرانيا، التى كررت الجمعة الماضية دعوتها إلى فرض حظر على النفط بعد هجوم صاروخى على محطة قطار فى كراماتورسك، أوكرانيا، قتل حوالى 30 شخصًا وجرح المئات، بحسب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقال الرئيس الأوكرانى فى هذا الوقت"إلى أى مدى يمكن لأوروبا أن تتجاهل فرض حظر على إمدادات النفط من روسيا؟".

لطالما كان فرض عقوبات على الفحم أسهل عن النفط والغاز حيث تستورد أوروبا ما يقرب من نصف فحمها من روسيا، لكن الطلب على أردئ أنواع الوقود الأحفورى فى العالم كان يتراجع بالفعل، كما أن الحصول على إمدادات بديلة أسهل من الحصول على الغاز الطبيعي.

ومع ذلك، فقد زادت التقارير المروعة من بوشا وكراماتورسك من الضغط على قادة الاتحاد الأوروبى للنظر أيضًا فى حظر أو تقييد واردات النفط من روسيا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة