جمال القرآن.. "وإن يريدوا أن يخدعوك" بلاغة القول فى نصره الله للمؤمنين

الأحد، 03 أبريل 2022 05:30 م
جمال القرآن.. "وإن يريدوا أن يخدعوك" بلاغة القول فى نصره الله للمؤمنين الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء القرآن الكريم إلى العالمين هدى للناس، كانت كلمات الوحى المقدس الذى أنزل على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، جاذبة للقلوب والأبصار، آسرة للعقول، قادرة على ملء الوجدان بنور الإيمان، وحملت مع قداستها وجلالها، صورا جمالية وتعبيرات بلاغية جميلة، تليق بكلمات الذكر الحكيم، وكتاب المسلمين المقدس. 
 
ولنا فى القرآن الكريم، آيات كثيرة حملت تعبيرات جمالية، وتجسيدا فنى بليغ، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. (سورة الأنفال الآية: 62).
 
وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله
 
وتحمل الآية سالفة الذكر، دلائل على نصر الله لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والألفة التى صنعها فى قلوب المؤمنين، وإن كثرت أمامهم مغريات الحياة، فإن الله وحده قادر على ملئ قلوبهم بالمحبة والاكتفاء من الإيمان، وفرق هنا الله بين الحسب والتأييد جعل الحسب له وحده، وجعل التأييد له بنصره وبعباده.
 
وبلاغة التصوير الجمالى فى القرآن الكريم، تظهر هنا فى تجسيد الله تعالى فى ذكره الحكيم، طلب الهدنة التى طلبها المشركين من المسلمين ويغروهم بالمصالحة، ويخدعوهم فيما بعض ويأخذونهم على غرة، لكن الله نبه رسوله الكريم، وأمره بالاستعداد لهم، ليقيه هو وأتباعه شر الخائنِين، وعدم أخذ الناس بظواهرهم.
 
وحسبما ورد فى تفسير الإمام الطبرى: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإن يرد، يا محمد، هؤلاء الذين أمرتك بأن تنبذ إليهم على سواء إن خفت منهم خيانة، وبمسالمتهم إن جنحوا للسلم، خداعك والمكر بك = (فإن حسبك الله)، ويقول: فإن الله كافيكهم وكافيك خداعهم إياك، لأنه متكفل بإظهار دينك على الأديان، ومتضمن أن يجعل كلمته العليا وكلمة أعدائه السفلى = (هو الذي أيدك بنصره)، يقول: الله الذي قواك بنصره إياك على أعدائه = (وبالمؤمنين)، يعني بالأنصار.
 
وجاء فى كتاب "المحرر الوجيز" لابن عطية الأندلسى، الضمير في قوله: ﴿وَإنْ يُرِيدُوا﴾ عائد عَلى الكفار الذين قيل فيهم: ﴿وَإنْ جَنَحُوا﴾ [الأنفال: ٦١]، وقوْله: ﴿وَإنْ يُرِيدُوا أنْ يَخْدَعُوكَ﴾ يرِيد: بأن يُظهِروا له السلم ويبطِنوا الغدر والخيانة، أي فاجنح وما عليك من نياتهم الفاسدة، ﴿فَإن حسبك اللهُ﴾ أي كافيك ومعطيك نصرة وإظهارا، وهذا وعد محض. و﴿أيَّدَكَ﴾ معناه: قواك، ﴿وَبِالمُؤْمِنِينَ﴾ يريد: بالأنصار بقرينة قوله: ﴿وَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ الآية، وهذه إشارة إلى العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج في حرُوب بعاث، فألَف الله تعالى قلوبهم على الإسلام، وردهم متحابين في الله، وعددت هذه النعمة تأْنيسا لمحمد ﷺ، أى: كما لطف بك ربك أولا فكذلك يفعل آخرا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة