أحمد إبراهيم الشريف

المتمرد عمر خيرت.. سيرة حياة عن الموسيقى والسياسة والفن

السبت، 28 مايو 2022 10:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف الجميع الموسيقار الكبير عمر خيرت، يحبون موسيقاه وينتظرون جديده، وتحتشد دور الأوبرا فى مصر والعالم فى أيام حفلاته، الجميع يرونه فنانا مكتملا، مفتاحه "الأناقة" فى كل شيء، فى موسيقاه وفى ملبسه وفى حياته، لكن كتابًا جديدًا صدر عن نهضة مصر يقدم مفتاحًا آخر لحياة عمر خيرت وفنه، المفتاح هو "التمرد" والكتاب هو "المتمرد .. سيرة حياة عمر خيرت" حرره الكاتب محمد الشماع.
 
يبدأ الكتاب من الزمان وينتهى بالزمان أيضًا، يبدأ من شارع قديم فى السيدة زينب يسمى "شارع خيرت"، وينتهى بإعلان عمر خيرت أنه لن يعتزل الفن، وبين هذين القوسين الكبيرين تجرى سيرة شخصية وعامة فى الوقت نفسه، سيرة لعمر خيرت ومراحل حياته، وسيرة للموسيقى عندما تتغلغل فى أسرة ما فتختلط بالجينات، لقد فعلها الجد "محمود خيرت" الذى كان من فرسان النهضة فى بدايات القرن العشرين، حيث آمن بقيم معينة غرسها فى أبنائه فتجسدت كما أحب فى ابنه "أبو بكر خيرت" الذى استطاع أن يقدم بصمات كبرى منها إنشاء معهد الكونسرفتوار، غير تأليفاته الموسيقية التى لا تزال تسمع حتى الآن، وقد مات العم أبو بكر بينما الطفل عمر فى الثالثة عشرة من عمره، مات بينما ظل أثره باقيا فى ابن الأخ حتى الآن.
 
كانت أسرة خيرت لا تعرف للموسيقى بديلا، غير أنها لم تكن تأمن للعمل الخالص بها، كانوا يمارسون العزف والتأليف لكنهم يأكلون عيشهم من الهندسة والعلوم، لكن بذرة التمرد الأولى التى استقرت فى عقل عمر خيرت أنه أخلص للموسيقى واختارها هواية ورزقا أيضا، وقد سعى من أجل مكانته كثيرا، وخاض هذه الرحلة مسلحا بالعلم، علوم الموسيقى،وبالمقاومة فى مجتمع لا يعرف عن الموسيقى سوى الأغنيات، لكن الموسيقى الخالصة لوجه التأليف الموسيقى فقد تطلبت المزيد من الجهد، واحتاجت بعض الحظ، كما أفاد عمر خيرت نفسه.
 
كانت روحه متمردة، فرغم شغفه بالبيانو، نجده فى الستينيات قد عمل عازفا للدرامز فى إحدى الفرق الموسيقية التى انتشرت فى تلك الفترة، وقدم حفلات فى بعض الفنادق والحفلات الصيفية، ولكنه كان يعود للبيانو حبه الأول والأخير، وبعد هذه الفترة عمل موزعا لموشحات من ألحان الشيخ فؤاد عبد الحميد، وقد نجحت هذه التجربة وأثرت فى عمر خيرت إذ جعلت فكرته عن الموسيقى الشرقية والأوركسترا مؤكدة.
 
وجاءت بعد ذلك اللحظة الفارقة، لحظة الانطلاق عندما التقى مصادفة بالفنانة الكبيرة فاتن حمامة، ففى نهاية السبعينيات وبدعوة من صديقه كمال القريعي، عزف عمر خيرت فى حفل بسيط يحتفل به الدكتور محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة بعيد زواجهما، فأبدت سيدة الشاشة إعجابها بالموسيقى، وبعد فترة اتصلت به ليقدم موسيقى لبرنامج "قطرات الندى" ومن بعدها وضع لها موسيقى مسلسل "ليلة القبض على فاطمة" وبدأت الرحلة التى كان من أهم محطاتها التعامل مع فريد شوقي، ويوسف شاهين، وشريف عرفة.
 
رحلة طويلة من التأليف الموسيقى خاضها عمر خيرت نجحت فى صنع جمهور متذوق، وفى أن يصبح هو نجما مصريا وعالميا يشار له، حيث شارك فى أبرز الأعمال المصرية ولعل آخرها فيلم الممر.
 
وهنا وجب القول إن الكتاب به لمحات اجتماعية وسياسية تمتد على مدى أكثر من قرن من الزمان كلها تكشف التحولات التى جرت فى مصر، وتؤكد أن بذور الموهبة كامنة تحتاج إلى بعض الإيمان بالنفس وبعض التمرد المثير للعمل. 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة