أحمد إبراهيم الشريف

السنوات

الأحد، 01 يناير 2023 01:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هو الزمن، يفرض سطوته على الجميع، يأتى ويمضى، ونحن لا حول لنا ولا قوة سوى أن نعيشه، والشىء الوحيد الذى يمكن فعله هو الاستفادة منه قدر ما نستطيع، بأن نتعامل معه بوعى ورضا، ومن هنا فإن فارقتنا سنة وجاءت أخرى فعلينا ألا نفزع، بل نلاقيها بقلب متعاطف وعقل متفائل.

علاقتى مع الوقت غريبة بعض الشيء، فأنا أراه شخصاً حياً يعرف ما يريد مني، أذكى منى كثيراً، ورؤيته أوسع، وبالطبع أكثر منى مكراً، وأنا لا أقول إننى أخشاه، لكننى لا أرتاح له كثيراً.

أنا فى عمرٍ يسمح لى أن أطلق على ما مضى من عمرى "السنوات"، أما الآتى فالله سبحانه وتعالى أعلم به، وأشهد الله أن هذه السنوات كان خيرها كثيراً، وكان فضل الله فيها عظيماً، والخطأ الوحيد الذى جرى فيها أننى أحياناً لم أفهمها، فحملت هماً وأصابنى قلق، ورحت أراقب الأيام وأتتبع ما فيها، ونظرت إلى الوقت بصفته عدواً يترصدنى، وبعدما تنقضى الأزمة كنت أرى خطأى، وكيف أفسدت سنواتى الكثيرة بمراقبة عقارب الساعة.

بالطبع لم أتعلم الدرس أبداً، ولم أزل أحمل قلقاً، وأراقب الساعة، وأترقب الغد غير مستريح، ويبدو أن ذلك هو معنى الحياة كما استقر فى داخلي، وبعض التوازن يحدث لى من شعورى بالمقاومة، وبأننى سوف أنتصر ذات مرة وسأفهم الوقت وقد نتصالح معاً، وبالطبع ذلك لم يحدث حتى الآن.

لست من النوع الموهوب فى تقسيم وقته، وإن كنت أحاول أحياناً، لكننى عادة أحترم الوقت، وأحب الأشخاص الأكثر تنظيماً فى الحياة، لأنهم فعلاً يحترمون الوقت فيحترمهم، يحاصرونه بالمشغولية ويؤطرونه بالمهام، وهو مثل حيوان برى عندما يشعر بأنه "مكبل" يستكين ويخضع تقريباً.

وها هى سنة جديدة تبدأ، فنتمنى من الله أن تكون هادئة وطيبة، وأن يزيد الله من السنوات ويكثر فيها الخير.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة