ضربت طالبتان في العقد الثاني من عمرهما أروع الأمثلة في الأمانة والتربية السليمة، وذلك بعدما عثرا علي مبلغ مالي كبير داخل توك توك فقد من أحد الأشخاص، فلم يفكرا ولو للحظة واحدة في الاحتفاظ به، وبحثا عن صاحبه حتي أعادا المبلغ كاملًا رافضتين أية مكافأة مالية.
تسليم المبلغ المالي لصاحبه
البداية عندما عثرت طالبتين بالصف الثاني الثانوي بمدرسة الشهيد مختار كامل الثانوية بمدينة زفتي التابعة لمحافظة الغربية، على مبلغ مالي داخل مركبة “توك توك” استقلاه خلال ذهابهما إلى مقر يتلقيان فيه دروسا عقب نهاية اليوم الدراسي، فأبلغا أولياء أمورهما الذين نشروا العثور علي مبلغ مالي علي مواقع التواصل الاجتماعي حتي ظهر صاحبه.
الفتاة ووالدها
وقالت حنين أنور لـ "اليوم السابع" إنها فور العثور علي المبلغ المالي، قامت على الفور بالإتصال بوالدها وطلبت منه مساعدتها هي وصدقتها في العثور علي صاحبه، موضحًه إنه قام علي الفور بنشر خبر ومكان العثور علي المبلغ بجميع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بأهالي المدينة.
وأضافت: جلسنا أنا وزميلتي ووالدي وأقاربي نستقبل الإتصالات وجاء لوالدي اتصالات متعددة، ولم تتطابق الموصفات إلا مع شخص واحد يعمل محصل بشركة الكهرباء بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والأموال كانت ضمن تحصيله وفُقدت من الحقيبة الخاصة به خلال توجهه لمنزله.
وأشارت إلي أنه عندما حدد المحصل المبلغ الذي تم العثور عليه، وأنه متطابق تمامًا مع ما وجدناه، فطلب والدي منه الحضور ومعه إثبات شخصية والتوقيع على استلام المبلغ، مضيفه: كنا سعداء عندما علمنا أنها أموال عمله وفقدها يهدد بفصله من عمله، وبفضل الله كنا السبب في إعادتها له وإدخال الفرحة على قلبه.
فيما قالت هنا محمد الشاعر إنهما بعد استقلالهما التوك توك أثناء اليوم الدراسي، فوجئا بكيس أسود يخرج منه أطراف النقود، فقاما بالنظر إلي بعضهما البعض، والتفكير بعض الدقائق في إبلاغ السائق من عدمه، فقررا عدم إبلاغه حتي لا يستحوذ عليه، والتنسيق مع أسرهم للعثور علي صاحب الأموال وإعادته له.
الفتاتين
وأضافت: تابعنا الإتصالات وعندما حددنا صاحب المبلغ وهو 24 ألف و 550 جنيه، موضحه أن هذه الأموال كانت تخص وظيفته وهو يعمل بشركة الكهرباء، الأمر الذي جعلنا سعداء لكونه كان في قمة السعادة وكان من المقرر تحويله للتحقيق بسبب تلك الأموال.
فيما قال أنور ياسر عبد الغفار والد إحدي الفتاتين، إن محصل الكهرباء كان في قمة الفرح وعرض على ابنته وصديقتها مكافأة، إلا أنهما رفضا المكافأة، وأكدا أن الأهم من المال هو إغاثة الشاب الذي كان سيفقد وظيفته.
