امل الحناوى

عاش "الجيش المصرى" عاش

السبت، 07 أكتوبر 2023 11:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أول أمس توجهت إلى غرفة المكتب بمنزلى ووقفت أمام مكتبتى التى تضم عددا كبيرا من الإصدارات السياسية التى صَدَرَت عن الفترة بين الخمسينات والتسعينات ، ووقعت عينى على كتاب "البحث عن الذات" الذى يحكى فيه الرئيس الراحل _ بطل الحرب والسلام _ أنور السادات سيرته الذاتية ، وأعترف بأننى مع مرور الوقت احتاج لقراءة هذه الكتاب لأننى فى كل مرة أقرأه اكتشِف معلومة جديدة أقف أمامها لأستوعب مغزاها ومضمونها .. أول أمس قرأت "البحث عن الذات" مرة أخرى وتوقفت طويلاً أمام ما قاله "السادات" نصاً فى ( صفحة ٣٢٩ ) "فى حياة جمال عبدالناصر كُنت أقول له : إننا لو أخدنا حتى عَشَرة سنتيمترات فى سيناء ووقفنا فيها و لم ننسَحِب ، فسوف يتغير الموقف شرقاً وغرباً وكل شيء ، فالعبور إلى سيناء والصمود بها سيُعيد إلينا ثقتنا بأنفسنا".
 
ظللت أُفكِر فى هذه الكلمات ساعات طويلة وسألت نفسي ثلاثة أسئلة وقُلت : ألهذه الدرجة كان العبور للضفة الشرقية لقناة السويس مُهم ؟ ، لهذه الدرجة كانت مُهمة إستعادة الأرض شاقة وصعبة ؟ ، لهذه الدرجة إعتبر "السادات" إستعادة عشرة سنتيمتر من أرض سيناء تغيراً فى الموقف ؟ .. كانت إجابة الأسئلة الثلاثة لدى الجيش المصرى العظيم الذى فاجأ العالم وظهر "قادته وضباطه وجنوده" كالأُسود فى المعركة وأعطوا العدو درساً لن ينساه على مَر التاريخ وهذا الدرس هو ( أرضنا غالية ، وترابها غال ، وأولادها مُستعدون لدفع الغالى من أجل إستعادتها وأعادوها رغم التضحيات والآلام ، وجيشنا حينما يزأر ويُستَنِفَر ويُخيف الأعداء فلن يرضى إلا بالنصر سبيلا ) 
 
فمن المؤكد إن نكسة ١٩٦٧ تركت أثراً سيئاً فى نفوس الشعب المصرى كله ، لكن النصر العظيم فى ( ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ) حَول الإنكسار إلى شموخ ، وجعل روؤس الشعب المصرى مرفوعة بكبرياء ، وجعل "العِزة والكرامة والشهامة والنضال والفداء" رمزاً لشعب جذوره الحضارية عمرها ( ٧٠٠٠ ) عاماً وما تزال _ هذه الجذور _ نابضة وحَية ولم تَهِن ولم تَضعَف أبداً 
 
فى ( ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ) كُنا نَعلَم أن مهمة تحرير الأرض ليست "صعبة" فقط بل إعتبرها البعض "شِبه مستحيلة" ، كُنا نعلم أن العدو لم يكُن يقف وَحدَه فى ميدان المعركة ، كنا نعلم أن هناك من يتمنى أن يرى "مصر" مكسورة ومهزومة وأرضها مُستباحة ومُغتصبة لكن خابت مساعى هؤلاء وهؤلاء مِمَن ظنوا أننا سنرضى بالهزيمة وسنقف مكتوفي الآيدى ونحن نرى أرضنا ضائعة 
 
وكلمة حق أقولها ، إن كلمة السر فى "بقاء مصر" حتى الآن على الخريطة هو ( الجيش ) ، لأننا فى "مصر" نعتبر الجيش مِلِك الشعب ويُحافظ على الشعب ويحافظ على "مصر" كلها ، "جيشنا" دِرُعنا وسيفُنا وبه خير أجناد الأرض وهُم فى رِباط إلى يوم الدين والدليل الأول على ذلك أنه مَرَت علينا كل هذه السنوات وصَدَقَت هذه المقولة ، فَقَد مَر علينا ( التتار والهكسوس والصليبيين والفرنسيين والإنجليز ) ومازال "جيش مصر" كما هو صَلب وقوى ويَقِظ ، والدليل الثانى على ذلك أن هناك جيوش قُسِمَت وفُتِتَت ودُمِرَت و "جيش مصر" كما هو "حديث ومُتطور وينبُض بنبض الشعب" لأن "مصر هى أرض الكنانة" ، و"الكَنانة" هُنا تُعنى ( مجموعة السِهام ) التى تتجَمع لِتُرَد إلى صدور مَن يُريد سوءاً بـ "مصر" .. وهذا يجعلنى أهتِف وأقول : عاش "الجيش المصرى" عاش 
 
ونحن فى "مصر" نُحب جيشنا وندافع عنه ونعتبره صمام أمان الوطن وحِصنِه الحصين المَنيع الذى تتكَسَر عليه أطماع الأعداء ، نُحب جيشنا ونتشرف بالإنتماء له لأننا من نسل القادة العظماء الذين حفروا إسمهم بأحرُف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية 
 
فى ذكرى إنتصار أكتوبر العظيم لا يسِعُنى إلا أن أُقَدِم تحية إعتزاز وتقدير لقواتنا المسلحة التى إستعادت "سيناء" الحبيبة التى إرتوت أرضها بدماء الأبطال الشهداء الأبرار ، تحية إعتزاز وتقدير لِمَن خطط لهذه المَلحَمة التاريخية وتَحَدى الصِعاب بعد أن شَكَك المُغرضون من صعوبة مواجهة ما أسموه بـ "الجيش الذى لا يُقهَر" والذى تَحَوَل على يد جيشنا إلى "الجيش الذى قُهِرَ" بعد أن تم كَسر شوكته ، تحية إعتزاز وتقدير للجندي المصرى الشُجاع الذى أبهر العالم بجرأته وشجاعته وبسالَته وأثبت أن المصريين لا يتركون حقهم لأن أرضهم هى عِرضِهم
فلنردد جميعا نشيد الجيش الذي يصدح بالعزة و الكرامة 
 
رسمنا علي القلب وجه الوطن
 
نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا
 
وصناك يا مصر طول الزمن
 
ليبقي شبابك جيلا فجيلا
 
علي كل أرض تركنا علامه
 
قلاعا من النور تحمي الكرامه
 
عروبتنا تفتديك القلوب
 
ويحميك بالدم جيش الكنانه
 
وتنساب يا نيل حرا طليقا
 
لتحكي ضفافك معني النضال
 
وتبقي مدي الدهر حصنا عريقا
 
بصدق القلوب وعزم الرجال
 
يد الله يا مصر ترعي سماك
 
وفي ساحة الحق يعلو نداك
 
ومادام جيشك يحمي حماك
 
ستمضي إلي النصر دوما خطاك
 
سلام عليك إذا ما دعانا
 
رسول الجهاد ليوم الفداء
 
وسالت مع النيل يوما دمانا
 
لنبني لمصر العلا والرخاء
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة