امل الحناوى

مصر تحمي القضية الفلسطينية

السبت، 25 نوفمبر 2023 11:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كُنت على ثقة من أن "مصر" ستنجح  بشأن إتمام الهُدنة وتبادُل الأسرى بين اسرائيل و حماس ، جهود كبيرة بُذِلت من جانب الدبلوماسية المصرية ، تفاهُمات ونقاشات وشَد وجذب وتفاوض فى كل صغيرة وكبيرة ، وكَلل الله _ عز وَجل _ جهودنا بالنجاح ، إتفاق مع مكتب منظمة الصحة العالمية فى غزة ومكتب الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطينى بضرورة وصول شاحنات المساعدات بكميات مقبولة بعد الإتفاق على أن تكون هذه المساعدات إما دوائية وإما غذائية وإما وقود وإما وسائل ومُعدات إغاثة ، إستعدادات عند معبر رفح لإستقبال الرهائن والإسعافات الأولية كانت جاهزة للكشف الطبي الأولي عليهم للإطمئنان عليهم ، شاحنات المساعدات كانت تنتظر إشارة البدء لدخول قطاع غزة

.. مع بداية الهُدنة كانت المساعدات تتدفق على معبر رفح ودخلت لقطاع غزة ، عَمت البسمة على وِجوه أهالي القطاع رغم الكبوة التى يعيشون فيها ، ثم ما أن تَمَت عملية تسليم وتسلُم الرهائن من الجانب الإسرائيلي والجانب الحمساوى حتى إتسعت دائرة إنتشار البسمة على وِجوه أهالي القطاع ، دخلت سيارات الإسعاف والأدوية والمواد الطبية .. عند هذه اللحظة أصبحت "مصر" مَحط أنظار الإعلام العالمى بالكامل ، فقد كانت جميع وكالات الأنباء وقنوات الأخبار الدولية حريصة على نقل الصورة كاملة من معبر رفح ، الدور المصرى لا يُمكن الإستهانة به ، منذ بداية الأحداث فى السابع من أكتوبر ومصر لم تتوان فى بذل الجهود والتحرك على كافة الأصعدة للمطالبة بوقف التصعيد من الجانبين وضرورة التهدئة وضرورة حل الدولتين وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أراضى ما قبل ( ٥ يونيو ١٩٦٧ )

.. "مصر" لم تترك أبداً الأشقاء الفلسطينين يواجهون المُحتل بمُفردهم ، بل _ على الدوام _ تقف بجانبهم وتدافع عنهم وتتبنى قضيتهم ورفضت تهجيرهم ووقفت وقفة جادة لمواجهة تصفية قضيتهم .. "الرئيس عبدالفتاح السيسي" عَبَر عن ذلك _ مراراً وتكراراً _ فى إحتفالية لمساندة القضية الفلسطينية بإستاد القاهرة تحت عنوان ( لا للتجهير .. لا للتصفية ) وقال : تهجير أهالى قطاع غزة خط أحمر وتصفية القضية مرفوض .. كان الجميع فى إستاد القاهرة يقولون : تحيا مصر وفلسطين ورددوا قائلين ( حالِفونا على الأمانة اللى فى إيدينا وحالِفونا عُمرنا مانِفَرَط فى سيناء )

.. بطبيعة الحال فإن الذين تَفَلسَفوا وصَدعوا روؤسنا من كثرة الحديث عن "مستقبل غزة" ، فقد ضَلت إفتراضاتهم وكَذِب ما خططوا له ، إن معادلة القوة تغيرت وبإتمام الهُدنة فإن هناك حسابات أخرى تتعدى المكسب والخسارة ، ولهذا أقول أولاً : إن مُستقبل غزة يُحدده الفلسطينيون ، وأقول ثانياً : مَن يحكُم غزة أهلها .. وسيناريوهات مستقبل غزة لن تجد طريقها للتنفيذ بل سيقوم أهالي غزة بإجهاضها ورفضها لأنهم وحدهُم _ دون غيرهم _ سيُقررون مصيرهم لأنهم تَعدوا مرحلة المراهقة السياسية وقادرون على تطبيق ديموقراطيتهم التى يرتضونها

.. ظنى أن هناك من كان يريد إفشال الهُدنة حتى يتم تصدير مشهد فشل مصر فى مساعيها الحثيثة لوقف الصدامات بين الجانبين ، آما وقد نجحت الهُدنة فإنهم الآن يحاولون التقليل من الدور المصرى لكن الإشادات التى إنهالت على الدور المصرى من كل الدول الكبرى والمنظمات الكبرى أحرجتهُم وجعلتهم يتصببون عَرَقاً من الخِزى الذى أصابهم ومن هذه الإشادات إشادة الأمم المتحدة وتحديداً ما وَرَد على لسان المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة الذى أشاد بدور مصر فى إتمام الهُدنة وتبادُل الأسرى .. فـ "مصر" دورها محورى وأساسي ومتواصل منذ سنوات طويلة وما تُقدِمه للفلسطينيين لا تستطيع أي دولة ان تُقدِمه ، لأن مصر لها ثِقَل دولى وإقليمي وعربي لا يُضاهيه ثِقَل

.. مصر تُلزِم نفسها بمساندة الفلسطينيين وتُصر على ضرورة تواجدهم فى أراضيهم وعدم ترحيلهم ، قرارات الأمم المتحدة لها مشروعيتها ولن يتم نسيانها أو التغاضي عنها أو التغافُل عنها أو حتى السماح بعدم تطبيقها ، فلسطين عربية وأرضها عربية ونحن مُتمسكون بها .. إسرائيل فى مازق حقيقي وهناك ضغوط داخلية من الرأي لعام الإسرائيلي على "بنيامين نتنياهو" من أجل إيقاف العدوان نهائياً وهذا يتماشي مع التظاهرات التى تعج بها شوارع العالم من نيوريوك للندن وباريس وبروكسل وكندا وأستراليا وكل البلاد العربية وهذا يُنذِر بتغيُر معادلات الصراع خلال الأيام القادمة وهذا ما سنراه لاحقاً .. فـ دعونا ننتظر










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة