أكثر من 150 سنة وقت الإفطار.. قصة وتاريخ مدفع رمضان بالأقصر

الخميس، 13 أبريل 2023 09:30 م
أكثر من 150 سنة وقت الإفطار.. قصة وتاريخ مدفع رمضان بالأقصر المدفع أمام مقر الحماية المدنية بالأقصر
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد محافظة الأقصر منذ أكثر من 150 سنة مضت، عادة مميزة يومياً فى شهر رمضان المبارك، وهى عادة ضرب مدفع الإفطار، حيث ينطلق قبل لحظات من وقت الإفطار صوت من أحد رجال الحماية المدنية بمديرية أمن الأقصر قائلاً: (مدفع الإفطار.. إضرب)، وهى تلك التى ينتظرها الصائمون بعد إنقضاء فترة الصيام للإفطار مع حلول آذان المغرب.

 

ومن أبرز تلك الموروثات التاريخية في شهر رمضان المبارك هو "مدفع الإفطار" الذي يتواجد أمام مقر الحماية المدنية بقلب مدينة الأقصر، والذى ينتظره يومياً الصائمين للإفطار على صوته وأذان المغرب، حيث يتم تجهيز المدفع من قبل رجال الإطفاء يومياً ويتجمع حولهم عدد كبير من الشباب والأطفال للاستمتاع بتلك اللحظات المميزة يومياً خلال الشهر الكريم، لمشاهدة اللحظات الأخيرة قبل إطلاق مدفع الإفطار الشهير بمدينة الأقصر.

 

ويعود تاريخ "مدفع رمضان" بمحافظة الأقصر لفترة حكم الخديوي إسماعيل للبلاد، حيث تم إحضاره لمحافظة الأقصر ليكون ضمن مجموعة من المدافع التي وصلت إلى مصر فى عهده من دولة إنجلترا، والمدفع صنع عام 1871 من نوع "كروب"، نسبة إلى مصانع "كروب" التى كانت تنتجه في ذلك الوقت وكان يستخدم فى حروب القرن التاسع عشر، وهناك جنود كانوا فى عهد الخديوى إسماعيل يجربون أحد تلك المدافع فى شهر رمضان حين انطلقت قذيفة عند الغروب فأحدثت دوياً هائلاً بحيث اعتقد الناس أن الحكومة أعلنت تقليداً جديداً للإفطار على دوى المدافع، وعلمت الحاجة فاطمة بنت الخديوى بذلك فأصدرت فرماناً باستخدام هذه المدافع عند الغروب وعند الإمساك وفى الأعياد الرسمية، فارتبط ذلك المدفع باسمها فسمى "مدفع الحاجة فاطمة".

 

ومن التراث القديم فى الأقصر خلال شهر رمضان، حيث كان خلال ليلة الرؤية يخـــرج موكب مهيـــب من أمام مركز الشرطة، يتقدمه راكبو الخيل والموسيقى، يليهم صفان من الجنود على جانبى الطريق ثم المدفع مزين بالورود تجرها أربعة خيول حيث يوضع فى المكان المخصص له، وكان هذا المكان أمام مدرسة التجارة فى الأقصر، ثم تعددت بعد ذلك أماكن انطلاقاته، فتم وضعه خلف قسم الشرطة ومن ثم فى المنطقة المطلة على معبد الأقصر، وعندما تم نقل إدارة المطافئ إلى مبناها الجديد أصبح يطلق من المنطقة المجاورة له، وكان صوته فى الماضى قوياً تسمعه الأقصر كلها، أما فى تلك الأيام فهو يسمع أحياناً ولا يسمع فى بعض الأوقات، ويرجع ذلك إلى اتساع المدينة وترامى أطرافها.

 

ويسمع أهالى مدينة الأقصر منذ طفولتهم صوت مدفع رمضان يومياً خلال الشهر الكريم، حيث يعتبر من التقاليد والتراث حول عمل مدفع رمضان قديماً بالأقصر، ومن الطرائف التي تروى عن المدفع أنه فى عام 1932، كان الطقس غائماً بشدة فى الأقصر وكان الجندى المكلف بإطلاقه يعد المدفع للإطلاق لكنه أطلقه قبل موعده بعشر دقائق فأفطر غالبية الصائمين، وفى رمضان 1945 أتى إلى الأقصر أحد أصدقاء الملك فاروق وأقام فى فندق «ونتربالاس» وقيل إن صوت مدفع الإمساك كان يزعجه ويوقظه من النوم، وطلب من الملك إصدار أوامره بعدم إطلاق المدفع عند الإمساك فطلب الملك من وزير الداخلية آنذاك محمود فهمى النقراشى بإصدار أوامره لمأمور الأقصر بعدم إطلاق المدفع ليلاً طوال بقاء ضيف الملك فى الأقصر، ورفض المأمور تنفيذ الأمر الصادر له فعوقب ونقل من الأقصر وكان يوم وداعه مشهوداً فى محطة سكك الحديد، وبعد تلك الواقعة التى حدثت بأرض الأقصر، لم تمر أسابيع معدودة حتى اغتيل وزير الداخلية محمود فهمى النقراشى وهو متجه إلى مكتبه، كما اغتيل معه مساعده الخاص، فاعتبر الأقصريون ذلك انتقاماً إلهياً لأنه أخرس مدفع الإمساك أربعة أيام مدة بقاء ضيف الملك فى الأقصر.

 

المدفع امام مقر الحماية المدنية بالأقصر
المدفع امام مقر الحماية المدنية بالأقصر

 

جانب من تجهيز المدفع وقت الافطار
جانب من تجهيز المدفع وقت الافطار

 

مدفع رمضان بالأقصر أكثر من 150 سنة وقت الإفطار أمام الحماية المدنية
مدفع رمضان بالأقصر أكثر من 150 سنة وقت الإفطار أمام الحماية المدنية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة