غادة جابر

ذكرى النكبة الـ 75 في الأمم المتحدة بين تطرف إسرائيل ومساعي السلام

الثلاثاء، 16 مايو 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم أشعر بفرحة أو إنصاف، عندما صرح المندوب الدائم لدولة فلسطين، لدى الأمم المتحدة، أن لأول مرة ستحيي في مقرها ذكرى النكبة الـ 75 وذلك في الخامس عشر من مايو 2023، عندما تأملت ُهذا التصريح، حزُن القلب أنه قد مر 75 عاماً على هذه النكبة، ومستمرة!، وهل إحياء هذه الذكرى لأول مرة في مقر الأمم المتحدة له أبعاد أخرى؟، وخاصة في هذه الأيام وفي ظل حكومة نتنياهو المتطرفة الأكثر وحشية بهذا الشعب الأعزل، وسلبه كافة الحقوق المشروعة التي منحته إياها الأمم المتحدة نفسها، وهي لا تستطيع وقف هذا العدوان، ولا تطبيق الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة،  رغم أن دور الأمم المتحدة في دعم القضية الفلسطينية أصبح معدوماً وبلا جدوى، وبات عملها الأساسي في التأثير على شعوب العالم فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالسلام والأمن، والتنمية وحقوق الإنسان، ومنع نشوب النزاعات وحفظ السلام، ونزع السلاح ومحاربة الإرهاب، وإعادة توطين اللاجئين وتقديم المساعدات الأنسانية وسيادة القانون!

كل ماسبق أصبح كلاما على الورق، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإذا تحدثنا عن سيادة القانون، فكان قبول إسرائيل كدولة في الأمم المتحدة مشروطا باحترام دولة الاحتلال قرارات منظمة الأمم المتحدة، الخاصة بالتقسيم وحق عودة الشعب الفلسطيني المهجر والعمل على تعويضه، وكان قبول إسرائيل لهذا الشرط، كلام علي الورق أيضاً!.

فالحكومة الإسرائيلية ضربت بُعرض الحائط كل المواثيق الدولية واحترام حقوق الإنسان ومساعي السلام، ويستمر الاعتداء حتى في الذكرى الـ75!،  كنتُ أحد المشاركين في اليوم الفلسطيني لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة ويوم الأسير، التي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاعة الأندلسية، قطاع فلسطين والأراضي المحتلة، في الثامن من مايو 2023 وذلك بحضور مندوبي الدول الأعضاء وممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية، والمنظمات الدولية، وممثلي أبرز الأحزاب والمنظمات المدنية الحقوقية، وعدد من الشخصيات الاعتبارية ووفود عربية تتضمن وفدا كبيرا من الفلسطينيين المقيمين تحت القصف الإسرائيلي.

 

كان إحياء الذكرى يحمل الكثير من مشاعر الغضب والحزن والشعور بالظلم لما تشهده فلسطين من دولة الاحتلال، وكانت كلمات أُم الأسير أكثر ألماً وخذياً لنا ولعروبتنا ولقدسيتنا، " واأقصاه"، ورغم ذلك، هذا الشعب يملُك قوة إلهية وإصرارا على المقاومة، للحفاظ على فلسطين، أرضهم وبيوتهم ومساجدهم وكنائسهم ، مهما طال النفاق فالتاريخ باق.

 

وفي ظل متابعتنا لجهود ومساعي السلام من أجل حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، محاولات أن يعيش الشعبان في سلام، من طرح مبادرات لوقف إطلاق النار، وكان أقرب هذه المبادرات والمساعي الدولية، مؤتمر ميونخ الذى عُقد في برلين، في الحادى عشر من مايو 2023 ، بحضور وزراء خارجية مصر، والأردن وفرنسا وألمانيا، من أجل محاولة أن يلتقي الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني من أجل وقف التصعيد والعنف الذى يولد مزيد من العنف بين الجانبين، وعقب الاجتماع صرحت وزارة الخارجية الألمانية، بأن صيغة ميونخ، تتكون من أربع دول: "ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن"، فهي حالياً المحفل الوحيد الذى يتعاون فيه الشركاء الأوروبيون والعرب فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، بعد ما توقفت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي تكونت من "الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وروسيا"، منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية!.

يبدو أن العالم منشغل بقضايا أخرى أهم من فلسطين من وجهة نظرالدول العظمى و الأمم المتحدة نفسها، فالصراع علي التربع علي عرش العالم أهم من الحفاظ علي الإنسان العربي الفلسطيني!، ولكن جهود مصر دائمة ومستمر وتدعم السلام وتطرح دائماً المبادرات لوقف أطلاق النار بين الجانبين، وتعمل علي المحادثات مع إسرائيل جاهدة أن تصل إلي حل أتفاقي سلمي كما نوه وزير الخارجية سامح شكرى بإشارته لمحادثات العقية وشرم الشيخ وما أسفر عنها من تهدئة الأوضاع المتوترة بين الجانبين، وتعزيز الأمن والأستقرار والسلام للأسرائيليين والفلسطينيين ، فخورة بمصريتي.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة