رحلة الاستثمار البيئى في زراعة الصحراء، ليست بالخطوه السهلة ، والتى تحتاج لقدرة خاصة على تجاوز وتخطى العقبات، وخاصة أنها تجربة مختلفة فى الاستثمار تحتاج دأب وصبر ومعرفة، فى نطاق هذا أكد الخبير البيئى الدكتور صلاح عرفة استاذ الفيزياء بكلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية، أن الخطوة الأولى في كل رحلة نجاح في مجال الاستثمار البيئى في زراعة الصحراء، هي المعرفة.
وأوضح عرفة فى تصريحات خاصة لليوم السابع ، أن الشباب يحتاج أن يرى ويعرف، عن المستقبل حتى يمكنه التفكير الجيد، بناء على معلومات حقيقية تساعده فى تحقيق حلمه فى تحويل الصحراء لجنة ، فاذا كان مهتماً سيجد العديد من مؤسسات المجتمع المدني لديها المعلومة والتمويل، ومعنى التمويل هنا ليس تمويل مالى وإنما تمويل معلوماتى يساعده على تخفيف الأعباء مهم فقط أن تتوفر لديه النوايا.
ويؤكد عرفة أن عملية الزراعة فى الصحراء تحتاج لأرض ومياه وعمالة وتسويق، بالإضافة إلى طاقة من أجل إمكانية خلق مجتمع وفرص عمل، وطرق لتدوير المخلفات، وهو الأمر الذى يحدث التكامل البيئي الذى لابد وأن يتم بناؤه على وعي علمي، مشيرا إلى أن هذا التكامل البيئى يشكل الحياة الخضراء التى تبنى على بعضها من كل صغيره لكل كبيرة ، وان كل جزء فى المشروع لابد وأن يكون له نواه بيئية وهدف يحمى البيئة ، فمثلا عند الإقدام على إقامة مزرعة لابد من الحرص على إنشاء وحدة البيوجاز، من أجل تخمير الروث بعيداً عن الهواء فيتخمر ويخرج غاز الميثان لتوليد الطاقة، وما تبقى من العملية يصبح سماداً عضوياً، والعمل على عالجة مخلفات الصرف الصحي ، ومخلفات المزرعة النباتية والحيوانية وكذلك القمامة، بطريقة اقتصادية وآمنة صحيا و بيئيا .
جدير بالذكر أن الدكتور صلاح عرفة هو صاحب اول نموذج مستدام فى إحدى قرى محافظة الشرقية ونى تجربة قرية البسايسة التى تحولت من خلالها القرية بالكامل لقرية خضراء وذلك فى السبعينات، وهو نفس النموذج التى تم عمل محاكاه له فى محافظة سيناء جنوب وشمال، وتسعى الدولة لتطبيقه فى جنوب الصعيد، فالتجارب الحقيقة على أرض الواقع تحتاج مزيدا من الوقت للتكامل.
