كتاب جديد لمعهد الشارقة للتراث يوثق سيرة عبدالعزيز المسلم مع الموروث

الخميس، 14 سبتمبر 2023 02:00 ص
كتاب جديد لمعهد الشارقة للتراث يوثق سيرة عبدالعزيز المسلم مع الموروث عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفى معهد الشارقة للتراث بمناسبة فوز الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث هذا العام بجائزة "رجل التراث العربي" من قبل الاتحاد العربى للإعلام السياحي، وذلك خلال حفل أقيم على هامش دورة 2023 من بورصة برلين السياحية، وقيامه بتسلم الجائزة فى حفل أقامه الاتحاد فى سلطنة عُمان،  وقدم المركز كتابا تذكاريا حمل عنوان "رجل التراث العربى الدكتور عبدالعزيز المسلّم: السيرة العلمية والمسيرة العملية"، واشتمل على توثيق لمسيرة "المسلم" مع التراث، بجانب مجموعة من الشهادات التى كتبها نخبة من خبراء التراث والكتاب والباحثين العرب. 
 
واحتوى على ثمانية فصول أولها يتحدث عن الشعر الشعبي، وثانيها يتناول موضوع الذاكرة الشعبية، وثالثها يناقش الأدب وموضوعاته، ورابعها يستعرض التراث الثقافى وقضاياه الكبرى التى شغلت البحاثة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، بينما يناقش الفصل الخامس موضوع الحكاية الشعبية والخرافية، وأما الفصل السادس ففيه استعراض للتراجم وسير الأعلام، فيما يتناول الفصل السابع أدب الرحلة واستكشاف الذات، وأما الفصل الثامن فقد استعرضنا فيه شهادات ومواقف من نخبة من الباحثين والخبراء والمفكرين حول تجربة الدكتور عبد العزيز المسلم ومحطاتها المختلفة وأصدائها لدى النخب العلمية متعددة الاختصاصات والميولات الثقافية، والتى زامنت وواكبت مختلف أطوارها، حيث نظر كل منهم إلى تجربة "المسلّم" من زاويته الخاصة مستحضرا ما تعكسه من قيمة علمية وأخلاقية وإبداعية وما حققته من إضافة نوعية. 
رجل
 
وأما خاتمة الكتاب فقد استعرضت ما انطوى عليه المنجز الثقافى والتراثى للدكتور عبدالعزيز المسلّم مما يتناسق مع مشروعه وحلمه الذى لازمه. 
 
وضمت قائمة الكتاب الذين أدلوا بشهاداتهم حول مسيرة الدكتور عبدالعزيز المسلّم: الدكتور أحمد على مرسى – رحمه الله – وإبراهيم الهاشمي، والدكتور حمد بن محمد بن صراي، والدكتور صالح هويدي، وعبدالله صالح الرميثي، وعلى أحمد المغني، والدكتور عادل الكسادي، والمهندس عزيز رزنامه – رحمه الله – والدكتور بوشليبي، والدكتور محمد فخر الدين، والدكتور مصطفى جاد، والدكتور محمد حسن عبد الحافظ، والدكتور مصطفى نامى – رحمه الله – ومحمد عبدالسميع، والدكتور يحيى لطف العبالي، ويوسف أبولوز. 
 
وفى مقدمة الكتاب، يقول محرر الكتاب الدكتور منّى بونعامة، الباحث بشئون التراث ومدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، انه من الصعوبة بمكان اختزال تجربة طويلة وثرية لقامة مثل الدكتور "المسلّم" فى سطور، أو تلخيصها فى صفحات بين دفتى كتاب و"بخاصة إذا كانت التجربة تنطوى فى ذاتها على مسار طويل من البحث والكتابة والتحقيق والتدقيق، وارتياد عوالم مجهولة وأخرى مطمورة فى تلافيف ذاكرة يتهددها النسيان من كل مكان، وفوق هذا وذاك، تتنازع صاحبها مشاغل جمة تتوزع بين العمل الثقافى والإداري، وهذا ما يجعل الابتداء فى تجربة البحاثة القدير والكاتب والمثقف الدكتور عبد العزيز المسلّم من نقطة معينة أمراً فى منتهى الصعوبة بل هو عين المخاطرة، ومع ذلك لا بد مما ليس منه بد ولا بد من الغوص فى أعماق هذه التجربة الثرية، التى تأخذنا فى عوالم فسيحة متشبعة بالتراث، ومتشربة بروح الماضى وعبقه الجميل ومسكونة بحب الشعر والأدب". 
 
ولفت "بونعامة" إلى أن مسيرة الدكتور عبد العزيز المسلّم، بدأت فى ثمانينات القرن الماضي، حيث كان ومازال مدافعا عن التراث، جامعاً وحافظاً ما وعته صدور الرواة وسطور الكتب فى أسفار عكف عليها سنوات طوال أمضاها فى دروب البحث والتحصيل، ليقدم الكثير من المؤلفات التى أثرت المكتبة العربية فى ميادين متعددة. 
 
وننقل من الكتاب ما جاء به من صفحات حول مرحلة البدايات فى مسيرة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، حيث ولد فى الشارقة فى أكتوبر 1966، وبحكم شغفه بالتراث، فقد أعاد صياغة العشرات من الحكايات الخرافية التى ترجمت إلى عدد من اللغات العالمية: الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية وغيرها. 
 
وقد أسهمت نشأة "المسلّم" الأولى – التى سرد الكثير من تفاصيلها بكتاباته - فى صقل شخصيته وبلورة وعيه ووجهَتْه التوجيه الصحيح نحو تحقيق أحلامه، مستحضراً فى سيرته ما تعالق فى ذاكرته التى اختزنت تفاصيل الحياة على اختلاف تلاوينها، من حياة رخيّة إلى حياة قاسية، ومن الدخول إلى أول روضة فى الشارقة إلى أعلى درجاتها العلمية (الدكتوراه) ومن شاعر إلى باحث متخصص ساهم فى توثيق وتقديم صفحات من الموروث الشعبى لدولة الإمارات. 
 
وبحسب فصول وصفحات الكتاب، فإن الأوساط الثقافية والتراثية العربية تعرف "المسلم" بأنه مثقف من الطراز الأول وخبير فى التراث الثقافي، ومثقف متعدد فى المعنى متشبث بمبادئه وقيمه وهويته وانتمائه، وتعد تجربته أنموذجاً متفرداً لما تميزت به من خصوصية طبعت مرحلة النشأة وواكبت مراحل حياته بمختلف مساراتها ومنعرجاتها الحاسمة، وهى فى مجملها تترجم فلسفته فى الحياة ونظرته للأمور: فهو يرى أن الأساس الصحيح والتجارب الممتدة هى التى تطور الإنسان وتجعل نظرته أكثر عمقاً، كما يؤمن بأن الظروف هى التى تصنع الإنسان، ومن دونها لا يمكن أن يميز دروبه السهلة والوعرة وهذا ما يجعله يتجاوز الصعاب بقوة التحدى والإصرار والمثابرة وتجاوز العقبات الكأداء غاضاً الطرف عن المثبطات ماضياً فى دربه متسلحاً بإرادته القوية وعزيمته النافذة. 
 
ووفقا لكتاب "رجل التراث العربى الدكتور عبدالعزيز المسلّم: السيرة العلمية والمسيرة العملية"، من إعداد وتحرير الدكتور منّى بونعامة، فإن من يتمعن فى ملامح المشروع الثقافى والتراثى لـ "المسلّم" ويغوص فى أعماق تجربته، يلامس فيها العمق والجزالة والدقة والموضوعية وغيرها من الصفات والسمات التى لازمته فى بحثه ودراسته وتوثيقه للتراث الإماراتي، وهو باحث خبر البحث ودروبه الوعرة، وامتلك أدواته المنهجية والموضوعية لجمع ما تناثر من روايات وحكايات شفوية اختزنتها صدور الرواة أو حوتها بطون الكتب، ويكشف منهجه النقدى الذى اعتمده فى تمحيص المعلومة التراثية عن باحث قدير أوتى ملكة العلم وهبة الفهم، وسخرها فى خدمة تراث يذوى ويتآكل، ومهدد بالضياع والاندثار، لولا استنهاض الهمم ومراعاة الذمم فكان هو الباحث الغيور الذى انبرى للقيام بتلك المهمة وحمل على عاتقه حفظ تراث بلده وأمنه ومجتمعه، وتنقيح ما طاله التشويه منه وتصحيح الخطأ وتقويم المعوج.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة