امل الحناوى

احذروا المصير المجهول

السبت، 23 سبتمبر 2023 11:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أحداث 25 يناير 2011 وجدت "زخماً سياسياً" جديداً على مصر وغريباً على شعبنا العظيم وعجيباً ومُريباً لدرجة جعلتنى أشعُر بـ(القلق)، حينما وجدت أحد المُتطرفين الذين يظهرون على الساحة ويقودون المشهد ويتبنون الدعوة "استفتاء غزوة الصناديق"، ويقولون إن الصناديق قالت: نعم للدين.. عِند هذه النقطة تحديداً تَحَوَل "القلق" إلى "خوف" على مصر و"خوف" من المستقبل و"خوف" من صِدام مُحتَمَل مع أصحاب هذه الأفكار المتطرفة.. وبطبيعة الحال لم أذهب للإدلاء بصوتى فى هذا الاستفتاء وفَضَلت الابتعاد عن المشهد والإكتفاء بمُراقبة الأحداث .
 
بَعدها، سريعاً أُجريت انتخابات البرلمان وفى (21 يناير 2012) أعلنت النتائج النهائية وسيطر التيار المُتشدد على التشريع، ورغم أنى حاولت بِكُل ما أُوتيت من قوة أن أكون فاعِلة فى المشهد السياسى وأُمارِس دورى فى توعية المواطنين بخطر التطرف والمتطرفين الذين وضحت خطتهم التى كانوا يقولون عنها علناً "مُغالبة لا مُشاركة"، إلا أن البرلمان قد وَقَع فى يَدهم، نعم وَقَع البرلمان فى يد مَن لا يعرفون معنى الوطن ويقولون عن الوطن إنه "مُجرد حفنة من التُراب العَفِن"، وقتها شعرتُ بخيبة أمل لكننى لم أفقِد _ أبداً _ الأمل، وظللتُ أَتَمَسَك بهاجِس بداخلى يقول لى: دعهُم يظهرون ويُسيطرون لنُشاهد أفعالهم على السطح ولتظهر نواياهم الحقيقة .. هُنا قررت أن أتَمَسَك بالصبر حتى تتضح الصورة أكثر وأكثر .
 
حاولت بِقدر المُستطاع أن أُواجه هؤلاء ولم أنجح لكننى _ فى نفس الوقت _ لم أفشل، لأننى ساهمت مساهمة كبرى فى إظهار الجانب الخفى من صفاتهم ومآرِبهم، وفى غَفلة من الزمن صَعدوا للسُلطة بعد أن رَوَعوا المواطنين وهَدَدوا اللجنة العليا للانتخابات بـ"حَرق مصر" .. هُنا سيطر علىّ الخوف والرُعب على وطنى العزيز الغالى، وأصبت بحالة لا أستطيع تفسيرها سوى بكلمات مُختصرة وهى (التوَتُر الدائم والضيق الدائم والغضب الدائم والتَشَتُت الدائم وانهيار دائم وعدم النوم الدائم)، كُنت مهزومة ومُنهارة ومصدومة، وما أن فوقت من الصدمة حتى بدأت أستعيد نفسى مع مرور الوقت بالرغم من أننى لم أكل أو أمل من توجيه جَم غضبى على الأوضاع المأساوية التى شهدتها البلاد، كُنت أُصلى وأُطيل فى سُجودى وأدعو الله _ عز وجل _ بأن يُنجينا مِن هؤلاء ويحفظ "مصر" مِنهم ويُهئ لنا مِن أمرِنا رَشدا .
 
يشهدُ الله عليّ بأننى لم أكُن يوماً من الذين كانوا يقولون: إن هؤلاء المُتطرفون فصيل سياسى.. ويشهدُ الله علىّ بأننى لم أنطِق هذه الجملة على الإطلاق ولم يُضبط لِسانى وهو يُرددها أبداً، فقد كُنت أعرِف تاريخهم الدَمَوى وجرائمهم السوداء وتحالفاتهم المُريبة وانتهازيتهم الغريبة ومهاراتهم فى اللف والدوران واللِعِب بالدين واللِعِب بـ"البيضة والحجر" لتحقيق أهدافهم وخططهم فقط .
 
ذَكرتُ كل ما سَبق بمناسبة مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات الذى عُقِد الأسبوع الماضى للإعلان عن بدء سِباق انتخابات الرئاسة، وأردتُ فقط أن أوجِه نصيحة _ خالصة لوجه الله _ للشعب المصرى العظيم وأقول له: يا أبناء "مصر" احترسوا وأنتم مُقبولون على انتخابات رئاسية من أى مُرشح رئاسى يُحاول إقناعكم بأفكار الجماعة الإرهابية أو يحاول إقناعكم بنسيان الماضى ويجُمل الجماعة الإرهابية، احترسوا فالجماعة الإرهابية من المُمِكِن أن تظهر بـ( 100 وِش)، نعم مُمِكن أن يأتى إليكم مُرشح رئاسى ويقول لكم: إننى أريد إعادة المتطرفين للساحة مرة أخرى فى شكل جمعية خيرية أو عليهم بالاتجاه للعمل الدَعَوى فقط أو أنهم فصيل سياسى أو لا بد من إخراجهم من السجون.. احترسوا فمِن المُمِكِن أن يأتى إليكم أحد المُرشحين ويُحاول خِداعكم ويقول لكم: إننى أريد التغيير ولا بد من خروج الجماعة الإرهابية من السجون وهو فى حقيقة الأمر لا يُريد التغيير بل يُريد التدمير.. وأعلموا أن "مصر" لم تَعُد تحتَمِل أى تدمير وأى فوضى بعد أن تم تعميرها ويسودها الأمن والأمان الذى يحسدوننا عليه الآن .
 
ومثلما أقول لكم لا تنتخبوا من يُحاول الأخذ بيد الإرهابيين وإعادتهم للحياة مرة أخرى أقول لكم: انتخبوا البطل الذى وقف بجانبكم وقت الأزمة والشِدة وتصدى للمتطرفين وقت الخطر الداهِم وأنقذ الوطن مِن مصير مجهول لا يعلمه إلا الله، انتخبوا مَن عرفتموه أميناً على الوطن وحامياً له ومُدافعاً عنه ومَن حَقق المشروعات ومَن فوضتوه ليُحارِب الإرهاب نيابةً عنكم ومَن تُنادونه يَسمع نداءكم ومن استعنتُم به وطلبتُم منه استغاثة ولبى النداء فأطلقتُم عليه لقب (البطل المُنقِذ).
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة