المصريون خير سند لأهالى غزة.. متطوعون على الحدود يقدمون خدماتهم لتخفيف آلام الأشقاء فى رحلة العلاج.. طفلة مبتورة القدمين تخصص يومها للمساعدة بخيمة خدمة المرافقين.. وشباب بالعريش يوفرون الترفيه والدعم النفسى

الإثنين، 15 يناير 2024 03:00 م
المصريون خير سند لأهالى غزة.. متطوعون على الحدود يقدمون خدماتهم لتخفيف آلام الأشقاء فى رحلة العلاج.. طفلة مبتورة القدمين تخصص يومها للمساعدة بخيمة خدمة المرافقين.. وشباب بالعريش يوفرون الترفيه والدعم النفسى متطوعون على الحدود يقدمون خدماتهم لتخفيف آلام الأشقاء
العريش ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد مناطق مصر الحدودية مع قطاع غزة موقف مشرفة للمصريين فى خدمة الأشقاء من خلال جهود تطوعية تقدم اضافة ومساندة للجهود الرسمية التى تقدمها مصر على مدار الساعة، وروى متطوعون لخدمة الأشقاء الفلسطينيين لـ"اليوم السابع"، جانب من يوميات عملهم التى تتواصل وخلالها يقومون بمهام إنسانية يستهدفون من خلالها المصابين ومرافقيهم أثناء رحلة علاجهم بالمستشفيات، فضلا عن العالقين بالعريش الذين تعذر عودتهم بسبب الحرب الملتهبة وتم توفير استراحات مؤقتة لهم بمنطقة السبيل غرب مدينة العريش.

ومن هذه النماذج الطفلة الصغيرة هبة يوسف سليمان سليم، التى الأنظار إليها وهى تسابق الكبار فى خدمة الجرحى والمصابين ومرافقيهم القادمين من غزة، وهم يتلقون العلاج بمستشفى العريش العام بشمال سيناء، رغم إعاقتها حيث تسير على قدمين صناعيتين بسبب بتر فى ساقيها.

الطفلة الصغيرة "هبة"، تقطع يوميا عشرات الكيلو مترات من منزلها وصولا لمقر خيمة خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام، لتنفيذ مهمتها الخيرية التطوعية لمدة 8 ساعات متواصلة يوميا.

قالت هبة يوسف سليمان سليم، إنها تدرس بمدرسة الحمايدة بالشيخ زويد بالصف الأول الإعدادى، وهى من سكان قرية الظهير جنوب الشيخ زويد، لكنها حاليا مع أسرتها يقيمون فى شقة سكنية بحى العبور جنوب مدينة العريش.

أضافت أنها قبل عام ونصف بترت ساقيها، وفقدت القدمين بالكامل، ولكن عاد لها الأمل فى الحياة، بعد أن تم تركيب أطراف صناعية لها وتسير عليها.

وتابعت أنها فور وصول الجرحى والمصابين القادمين من غزة لتلقى العلاج فى مستشفى العريش العام، قررت أن تكون ضمن صفوف المتطوعين لخدمتهم بمقر خيمة مكتب خدمة المواطنين.

وأشارت إلى أنها تحضر من شقتها بحى العبور وصولا بمستشفى العريش العام يوميا الساعة 7 صباحا، ولاتغادر المكان إلا منتصف الليل، حيث تشارك نهارا فى تقديم وجبات الطعام بداية بالإفطار ثم الغداء والعشاء، وتلبية أى خدمة وطلب من المتواجدين فى المكان من مرافقى الجرحى، وفى نهاية كل يوم تستأذن طاقم التمريض وتقوم بزيارة الأطفال القادمين من غزة لتلقى العلاج، وتشاركهم الألعاب وتقول لهم إنها كيف تعيش حياتها الطبيعية بعد أن بترت ساقيها، وهم يسعدهم هذا ويعود لهم الأمل فى الشفاء، مشيرة إنها تنتهز فرص الفراغ تستذكر دروسها وهى تمارس عملها الخيرى لتحقق أمنيتها أن تصبح طبيبة جراحة ناجحة.

وقال عايش أبو حج، إن عمره 52 عامًا، ويعمل محاسبًا، ويخصص يوميًا من 8 إلى 12 ساعة من وقته للعمل متطوعًا فى مكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام، الذى فيه يتم توفير الخدمات اللازمة للأشقاء أبناء قطاع غزة ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة الذين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة.

أضاف أنهم فى هذا المكان فريق عمل من المتطوعين من كل الأعمار، دورهم العمل على توفير احتياجات كل من يصل من قطاع غزة لمستشفى العريش من الجرحى والمصابين والمرافقين لهم، لافتًا إلى أن رحلته فى مهام التطوع الخيرية لخدمة الإخوة الفلسطينيين القادمين لتلقى العلاج بالعريش بدأت منذ 2008 حيث أنه مع كل هجمات إسرائيلية على غزة يتم نقل مصابين لمستشفى العريش ويستقبلونهم.

وأوضح أنهم فور صدور قرار القيادة باستقبال مصابين من غزة بمستشفى العريش، جهزوا مكتب خدمة المواطنين ليصبح جاهزًا لمهمته الإنسانية، بالتعاون مع المتطوعين ومنظمات المجتمع المدنى وتحت إشراف ومتابعة محافظ شمال سيناء، وتم نصب خيمة استقبال بجوار المكتب داخل مستشفى العريش العام، فيها خصصت استراحة فيها تقدم الخدمات على مدار اليوم لمرافقى المصابين.

وأشار إلى أن المهام المكلف بها هى استقبال الجرحى والمصابين حال وصولهم مستشفى العريش حتى تسكينهم فى غرف الرعاية الصحية المخصصة لهم وتزويدهم بالاحتياجات الضرورية العاجلة وإعداد ملف الاحتياجات لكل حالة لتوفيرها.

حكايات آخرى من داخل خيمة خدمة المصابين ومرافقيهم بمستشفى العريش العام كشفت عنها "الدكتورة مروة على حسين النجار"، وهى فلسطنية حضرت من غزة مرافقة لحالات مرضى وتعمل خبيرة فى مجال الصحة النفسية بقطاع غزة، توضح المعاناة النفسية والصحية لأطفال وسيدات غزة جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، التى ادت لإبادة مناطق سكنية بالكامل وقتل وتشريد سكانها.

 وروت تجربتها فى علاج هذه الحالات لنحو شهرين بعد قيامها وزملاء لها، بتكوين فريق دعم نفسى لضحايا العدوان من خلال موقعها كطبيب صحة نفسية وإرشاد نفسى بجامعة الاقصى، ومراكزالتعليم فى خان يونس، وعضويتها فى جمعيات متخصصة فى الصحة المجتمعية.

فيما أوضحت الدكتورة مروة على حسين النجار، خلال تواجدها فى مستشفى العريش بشمال سيناء مرافقة لمرضى وجرحى قادمين من غزة، وتقدم لهم مصر خدمات العلاج، أنه منذ اعلان آلة الحرب الإسرائيلية الحرب على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، بدأت تجربتهم الميدانية فى علاج الضحايا، مضيفة أن الهجمات كانت شرسة، وهى حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، خلفت دمار وشهداء ضحاياها سيدات وأطفال بعدد كبير.

ولفتت إلى أن وصف المعاناة النفسية التى كانوا يقابلونها وتحتاج لعلاج ليس وقتى ولكن مطول جدا، هو كم الاضطرابات السلوكية عند الأطفال من صراخ هستيرى وتبول لا إرادى وبكاء متواصل وكوابيس، بينما النساء التى تشكل فى غزة مصدر قوة لأطفالها تعانى من علامات الخوف والهلع والاكتئاب القلق.

وأشارت النجار، إلى أنها من رحلة تقديم العلاج النفسى لضحايا العدوان فى غزة، انتقلت لتقدم الخدمة النفسية لمن يحضرون لمصر للعلاج من الجرحى والمصابين والمرافقين لهم من خلال عملها متطوعة بمستشفى العريش العام، موضحة أن وصولها للأراضى المصرية، جاء بعد انتقلت من قطاع غزة إلى مصر مرافقة لزوجها المصاب، وبرفقتهم أطفال لهم فيما بقيت بقية العائلة فى غزة تعانى الآم النزوح من مكان لمكان بعد أن تم استهداف مربع سكنى يقومون به، وغادورا بيتهم ليقيموا فى الخيام.

وقالت إنها حال صولها المستشفى، وجدت خدمة ورعاية فائقة لكل من يحضر من غزة، وعلى بوابة المستشفى مقر لخدمتهم وهو ما دفعها للانضمام للمتطوعين فيه لتقوم بدورها الإنسانى إلى جانب مهمتها كمرافقة لمصاب.

وتابعت وجدنا حفاوة واستقبال وتوفير كل ما يحتاجه المصاب ومن يرافقه من خلال مكتب خدمة الموطنين بمستشفى العريش العام، وهى بدورها تؤدى واجبها للتخفيف النفسى على كل من يحضر من غزة لمصر لتلقى العلاج ويأتى محملا بألام إثر العدوان، وتجلس مع الأمهات والمرافقات للمصابين خصوصا من يتلقون خبر قصف منازلهم واستشهاد أسرهم فى غزة.

وبدورهم يواصل متطوعون من الهلال الأحمر المصرى رسالتهم الإنسانية فى نقل المساعدات لمخازن لوجستية خصصت لاستقبالها وتجهيزها بالعريش ومرافقتها حتى تسلم للهلال الأحمر الفلسطينى بقطاع غزة.

ويواصل مجموعة من شباب مدينة العريش بشمال سيناء، تقديم الدعم النفسى لعشرات الأسر الفلسطينية من قطاع غزة العالقين فى مدينة العريش والذين لم يمكنوا بسبب العداون الإسرائيلى من استكمال رحلة عودتهم لقطاع غزة.

يتم تقديم الدعم النفسى داخل مقر نادى اجتماعى فى منطقة عمارات السبيل غرب مدينة العريش التى وفرت فيها الدولة إقامة مجانية متكاملة الخدمات للعالقين لحين عودتهم.

قال المهندس إسلام عابد، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأهلية القائمة على النادى الاجتماعى، إنه يواصل فريق المتطوعين دورهم الإنسانى بمقر النادى المجتمعى الذى وفرته المؤسسة لتقديم الدعم النفسى والخدمة والترفيه لأسر الأشقاء الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة بموقع عمارات السبيل غرب العريش حيث موقع خصصته محافظة شمال سيناء لاستضافتهم إلى حين تمكنهم من العودة إلى غزة.

وقال إنه شهد مقر النادى تخصيص فقرات ترفيه منوعة قدمها فريق أصحاب البصيرة من شباب وأطفال شمال سيناء فاقدى البصر المبدعين بإشراف الدكتور عبدالكريم الشاعر الأستاذ بجامعة العريش وبحضور رموز من مدينة العريش، وتضمنت الفقرات إلقاء الشعر والمديح والغناء واستعراض المواهب فى الإلقاء والرسم وتقديم الهدايا لعدد 35 طفلا من أبناء الأسر الفلسطينية العالقين بالعريش.

أشار إلى أنه انطلقت خدمات النادى الاجتماعى فى الأول من شهر نوفمبر الماضى، تلبية لنداء الدولة فى مشاركة مؤسسات المجتمع تقديم الخدمات للأشقاء الفلسطينيين، وتبنت المؤسسة دورها فى إنشاء نادى اجتماعى والتكفل بتقديم الخدمات داخله وإدارته بفريق من المتطوعين جميعهم يقوم بمهامه بجهد تطوعى يوميا.

وقال إنه منذ اندلاع أحداث غزة وتعذر عودة أفراد وأسر من أبناء القطاع لبلدهم وتوقفهم بالعريش بتقديم خدمات منوعة لهم بينها توفير أماكن مبيت وإعاشة وأدوية بجهود فريق المتطوعى نتحت إشراف محافظة شمال سيناء، فضلا عن تقديم الخدمات لمرافقى الجرحى الفلسطينيين بمستشفى العريش العام وتأمين جانب من احتياجاتهم بالتعاون مع مكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش وتلبية جانب من الاحتياجات الإنسانية للمصابين والجرحى، وتجهيز قاعدة بيانات متبرعين بالدم تحت الطلب، والمشاركة فى تجهيز وتعبئة وشحن مساعدات مواد غذائية وصلت لمدينة العريش فى طريقها لغزة لتنقل على شاحنات وتسلم للجانب الفلسطينى.

وقال اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء فى تصريح له خلال الاجتماع بممثلى الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى التى تعمل فى خدمة الأشقاء الفلسطينيين، إن المستشفيات المصرية اتستقبل يوميا الجرحى والمصابين من معبر رفح البرى، منذ بداية الأحداث التى شهدتها غزة.

أضاف المحافظ، أن المحافظة وفرت مكانًا فى حى السبيل فى مدينة العريش لإقامة العالقين والمرافقين للفلسطينيين، حيث تم تخصيص 3 عمارات سكنية مجهزة للإقامة بها، وتوفير وسيلة مواصلات لهم، بجانب تخصيص نادى اتحاد سيناء الرياضى كمكان للاستشفاء بعد الخروج من المستشفيات، بطاقة 140 سريرًا منها 101 سرير مشغول.

أشار المحافظ، إلى قيام الهلال الأحمر المصرى بإقامة عيادتين طبيتين لصالح الأشقاء الفلسطينيين فى حى السبيل وفى نادى اتحاد سيناء، بجانب توفير الإقامة والإعاشة الكاملة لهم خلال فترة إقامتهم بالسبيل ونادى الاستشفاء، وتوفير الوجبات الثلاث لهم، مشددا بتنوع الوجبات اليومية المقدمة لهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة