الاحتلال والسرطان.. غزة ينهشها الخبيثان.. قصف وتدمير المستشفى الوحيد لعلاج المرض وتوقف جلسات الكيماوى.. 10آلاف مريض ينتظرون الموت دون علاج.. والمرضى يستغيثون بالعالم: السرطان ينهشنا ولا نحتمل آلامه ونموت بالبطئ

الخميس، 25 يناير 2024 01:15 م
الاحتلال والسرطان.. غزة ينهشها الخبيثان.. قصف وتدمير المستشفى الوحيد لعلاج المرض وتوقف جلسات الكيماوى.. 10آلاف مريض ينتظرون الموت دون علاج.. والمرضى يستغيثون بالعالم: السرطان ينهشنا ولا نحتمل آلامه ونموت بالبطئ قصف وتدمير المستشفى الوحيد لعلاج "الخبيث" وتوقف جلسات الكيماوى
تحقيق: أحمد جمعة – مروة محمود الياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- المصور الفلسطيني يوسف أبو سعيد لـ"اليوم السابع": اكتشفت إصابتي بالسرطان في مستشفى الشفاء.. استشهاد الدكتور عمر وبكاء أمى يكسرنى.. اتحامل على تعبي ومرضي لأواصل تغطية الحرب على غزة

 

- مواطن فلسطيني: لا أخاف الموت ولكن الآلام بشعة وتقتلني يوميا

 

- فتاة فلسطينية: المرض يحاصر عائلتى.. أمى ينهشها السرطان بلا علاج وإخوتي الثلاثة يعانون من مرض نادر ولا نجد الطعام

 

- شاب فلسطيني: انقذوا أمي تموت بالبطيء ..وآخر: المرض ينهش جسد أبى وأمي ولا أجد خيمة تأويهما

 

- المريض رياض شعبان السرطان ينخر عظامه ويعانى من "غيبوبة"  ولا يعرف حتى "ابنته"

 

- مدير مستشفى الصداقة في غزة الدكتور صبحي سكيك لـ"اليوم السابع": الأطفال الأكثر عرضة للوفاة بسبب نقص العلاج.. سرطان الثدي والقولون والرئة الأكثر انتشارا في غزة.. ومرضي سرطان الدم على حافة الهلاك

 

- المدير الإقليمي للصحة العالمية أحمد المنظري لـ"اليوم السابع": الصراع الحالي في غزة منع خروج مرضى السرطان من القطاع .. 122 طفلًا من المصابين بسرطان الدم يحتاجون لإحالتهم إلى المستشفيات في الضفة الغربية

 

- الأطباء: السرطان تزيد سرعة انتشاره بعد توقف العلاج أضعاف ما قبل الاكتشاف

في بقع الأرض العامرة، تجد الإنسان يهرب من مرارة الدواء، منذ الصغر من ملعقة تجرى بها الأم وراءه مملوءة بدواء طعمه مر، يتدلل تارة ويمتثل تارة، حتى ينال ترياق مرضه، أما في "غزة" وكالعادة الأمر معقد، فالمشهد مختلف وأقسى وأشد، تجد المريض يبكى  لمرور شهر دون أن يتعاطى جرعة الكيماوي للمرة الثانية أو الثالثة على التوالي، لتقتل بداخله رويدا كل أحلام الشفاء، والتعافي وحتى يفقد قدرته على "الحلم" بالحياة من جديد! ، أو حتى مجرد تسكين الآلام المبرحة ، فالسرطان يتوغل، حيث وجد ملاذه للانتشار دون أن يوقفه دواء او علاج.

ما ذنب السرطان؟ هو شرس، قاسى، لا يمكن - حتى يومنا هذا - أن تقارنه بمرض، فهو الأشرس، الأقوى، يلقبه من يفهمه بالقاتل المتسلل، يصيبك بهدوء، لا يحدث ضجيجا ولا أعراض صارخة، لا يعلن عن نفسه إلا بعد تمكنه من جسمك، واستقراره بين خلاياك، حتى إذا أصبحت أسيره، أعلن وبقوة عن احتلاله جسدك ويوجه لك الضربات القوية ..فسحقا للسرطان، الذى يشبه توغل الاحتلال.

لكنه، ورغم بشاعته، لا يتساوى مع قسوة ما يجري في غزة من العمليات العسكرية المستمرة التي تنتهك القوانين الإنسانية، يزهق الروح والجسد، حتى الجثث، لا يترك الحى حيا، ولا الميت سالما، لم يترك حتى للمريض فرصة لمجرد الحلم بإمكانية العلاج، والخروج من نفق المرض، وظلماته القاتمة، هذا الاحتلال السرطاني، يتسلل ويحكم قبضته ويبدأ في التدمير.

دمر الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية المستشفى الوحيد في غزة الذى يقدم خدماته لمرضى السرطان، قصف مستشفى الصداقة لمرضى السرطان هذا المستشفى الذى كان بداخله آلاف المرضى الذين يحاربون مرضهم، أكثر من 10 آلاف مريض سرطان، هائمين على وجوههم، يتخبطون لا يعرفون السبيل للنجاة، فقد تدمر ملجأهم الوحيد للشفاء وتهدم، وهدمت معه أحلامهم بمجرد البقاء ليوم آخر على وجه الحياة.

 

المصور الفلسطيني يوسف أبو سعيد لـ"اليوم السابع": اكتشفت إصابتي بالسرطان في مستشفى الشفاء .. استشهاد الدكتور عمر كسرني

"لا أتحمل بكاء أمي على مرضي وضعفي وانكساري" جملة يقولها المصور الفلسطيني يوسف أبو سعيد الذى عانى "الأمرين"، مرارة مرض خبيث ينهش جسده وروحه ويأكل احلامه، ومرارة مضاعفة حيث يتجرع يوميا مع مرضه، جرعة خوف ورعب وأحداث قتل وإبادة، منذ اندلاع الحرب على غزة.

"أكثر موقف كسرني وأثر في نفسيتي كثيرا هو استشهاد صديقي الدكتور عمر الذي كان حريص على نقلي إلى مستشفى الشفاء الطبي لتشخيص حالتي بعدما شكوت من ظهور كتلة في رقبتي تسبب لي ألم لا يتحمل ... أخذني عمر وعرضني على طبيب أجرى لي فحوصات عدة وكانت النتائج سيئة وأجريت أشعة مقطعية وتأكدنا من تشخيص إصابتي بمرض السرطان .. هو أكثر شخص اهتم بحالتي وكان يرافقني في كل جلسة كيماوي .... كان بمثابة السند لي وهو صديقي الأقرب لقلبي .. عمر كان بالنسبة لي الحياة وبعد استشهاده أصبحت دنيتي سوداء"، بنبرة حزن وأسى تحدث المصور الصحفي الفلسطيني يوسف أبو سعيد لـ"اليوم السابع" عن الوضع الصحي في غزة خاصة مرضى السرطان.

وتابع: "تقبلت بصدر رحب إصابتي بمرض السرطان كونه ابتلاء والحمد الله صابر وراضي وذهبت لجلسة الكيماوي بعزيمة عالية ... خلال أول جرعة كانت هناك رهبة لكن أصدقائي التفوا حولي ولم أشعر بالضعف أبدا"، موضحا أن انقطاع الجلسات جعله يشعر بالانكسار والقهر.

وأضاف: "بعد انقطاع العلاج شعرت بعجز المرضى السابقين الذين لم يتوفر لهم أي علاج وكانوا قادرين على التعامل مع المرض، تفكيري كان أنه العلاج متوفر بكافة دول العالم إلا غزة التي لا يتوافر بها العلاج حاليا."

المصور الفلسطيني يوسف أبو سعيد
المصور الفلسطيني يوسف أبو سعيد

لا أتحمل بكاء أمي على مرضي وضعفي وانكساري

وتحدث المصور الفلسطيني بنبرة تحدي وصمود بأنه لا يهاب أي شيء في هذه الحياة لإيمانه بقضاء الله وقدره، مضيفا "لو كتب لي ربي الشفاء سأتعالج بدون أي عناء ... موت الحرب ومعاناتها أصعب من التفكير في مرضي أو أشكو تعبي .. السرطان هو الموت البطيء الذي يلتهم الإنسان من الداخل."

وأوضح أن الآلام تشتد يوميا مع تزايد الأعراض يفكر كثيرا في المرض ويحاول التخفيف عن نفسه وأعراضه عن والدته، وتابع القول: "ما بتحمل بكاء أمي على مرضي وضعفي وانكساري.. لا يوجد مسكنات ألجأ إليها حتى إن وجدت مضاد حيوي لا أعرف هل سيكون له تأثير إيجابي على صحتي أم لا .. لا يوجد أي مستشفى كي أتوجه لها .. كلمات أمي تؤثر في كثيرا حيث قالت لي أنت سندي بالحياة وربنا لن يخيب أملي في شفاءك ولن يحرمني منك."

وطالب المصور الفلسطيني بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة فورا ودون أي تأخير، وأن يعود سكان قطاع غزة إلى حياتهم الطبيعية ما قبل 7 أكتوبر الماضي، وأن يتواجد مستشفى لمرضى السرطان في غزة بشكل سريع وأن يوفر الخدمات بكل سهولة ويسر للجميع، مضيفا: "أتمنى أن تنتهي معاناة مرضى السرطان بأن يسمح لهم بالسفر لاستكمال علاجهم في الخارج."

اوراق لحالة المصور يوسف ابو سعيد
اوراق لحالة المصور يوسف ابو سعيد

اتحامل على تعبي ومرضي لأواصل تغطية الحرب على غزة

وعن الأعراض التي تلاحقه مع اكتشافه لإصابته بمرض السرطان، أكد المصور الفلسطيني يوسف أبو سعيد أنه يعاني من الإرهاق العام بجسده، والآلام المفاصل وعدم قدرته على الوقوف، وصعوبة التنفس بسبب أحد الأورام الأربعة المتواجدة في صدري، وفقدان للشهية، وعدم القدرة على تناول الطعام، التعرق الليلي، وتابع بالقول: أخذت جرعتان كيماوي وكانت الخطة أن أخذ من 6 لــ 8 جرعات مقسمة الجرعة الواحدة على جلستين خلال الشهر.

وأشار إلى أن حالة مرضى السرطان في غزة سيئة للغاية فلا تتوافر  رعاية صحية أو مكان نظيف، فضلا عن عدم توافر طعام صحي ومغذي، ونقص المياه النظيفة، موضحا أن مريض السرطان مناعته ضعيفة وشبه معدومة ويتأثر بأي فيروس.

وعن استمرار عمله في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، أكد المصور الفلسطيني استمراره في التغطية رغم اشتداد الأعراض والتعب المستمر إلا أن إحساسه بالمسؤولية والواجب يحتم عليه ضرورة توثيق معاناة الناس في مخيمات النازحين وتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وختم قائلا: أنا بالمرحلة الثانية من المرض ويطلقون عليها المرحلة الكلاسيكية وكانت نسبة الشفاء تزيد عن 95 ٪؜ إذا استمريت بالعلاج.

اوراق تشخص حالة يوسف ابو سعيد
اوراق تشخص حالة يوسف ابو سعيد

السرطان ..العدو الأول ..هل يهزم مرضى غزة؟

قصف الاحتلال الإسرائيلي ودمر مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني المستشفى الوحيد في غزة الذى يقدم خدماته لمرضى السرطان من كل الفئات، محى الصرح الذى كان يضم آلاف المرضى ويمثل الملجأ الوحيد للشفاء، وبخبث يشبه المرض، جعل أكثر من 10 آلاف مريض سرطان، هائمين على وجوههم، يتخبطون لا يعرفون السبيل للنجاة، ولا يجدون من ينقذهم.

تحدث "اليوم السابع" مع مدير مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني لعلاج مرضى السرطان في غزة الدكتور صبحي سكيك بشكل مفصل عن الكارثة المحققة التي تنتظر المرضى.

المصور يوسف أبو سعيد من غزة
المصور يوسف أبو سعيد من غزة

السرطان لا يبقى ساكنا .. وحش لا يمكن إيقافه

السرطان لا يبقى ساكنا" هكذا بدأ الدكتور صبحي سكيك حديثه ، معبرا عن قلقه الشديد على مرضي بالآلاف يعانون السرطان كانوا يتلقون العلاج فى المستشفى الذي تم قصفه، وتابع: "كانت المستشفى الوحيدة القائمة على تشخيص وعلاج السرطان فى غزة، وأطلق عليها المرضى اصطلاحا مركز غزة للخدمات ".

خرج مستشفى الصداقة الفلسطيني – التركي لمرضى السرطان في غزة عن الخدمة مطلع نوفمبر الماضي، وتابع الدكتور سكيك "قبل هذا التاريخ بأسبوعين تم تكثيف القصف المباشر وغير المباشر الذي لم يتوقف على المستشفى، مؤكدا أن أكثر ما يقلقه هي الكارثة الإنسانية التي تحدث بألا يجد مرضى السرطان في غزة من يستقبلهم ويوفر لهم الأدوية ويشخص المرض.

 

10 آلاف مريض سرطان مهدد بالموت بعد تدمير المستشفى الوحيد

أوضح الدكتور صبحي سكيك أن 10 آلاف مريض سرطان كانوا يتلقون العلاج داخل مستشفى الصداقة قبل تدميرها وخروجها عن الخدمة تماما، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة بالسرطان في غزة تتراوح بين  93 : 96  مريض من بين كل 100 ألف مواطن، بمعنى أن المستشفى كانت تعالج سنويا من ألفي مريض إلى 2500 سنويا، 7% : 10% منهم أطفال، وكلهم الآن مهددون بالهلاك والموت نتيجة خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل.

 

نسبة هلاك محققة

"مع توقف العلاج والجلسات وبرامج متابعة السرطان في المستشفى بعد خروجها عن الخدمة، تصبح نسبة وفرص التعرض للهلاك والوفاة اكبر بكثير من الأرقام التي تحدثنا عنها سابقا، والنسبة أكبر من ذلك بكثير"، هكذا يصف الدكتور صبحي سكيك الوضع في غزة بعد خروج المستشفى الوحيد لعلاج السرطان عن الخدمة، مشيرا إلى أن عدد المترددين على العيادات الخارجية في السابق تراوح بين 500: 550 مريض يوميا، منهم حوالى 150 مريض كيماوي، فضلا عن 100 مريض كان مقيم بالمستشفى يوميا لتلقى العلاج.

وحذر "سكيك" من الخطورة التي تكمن فى عدم قدرة الأطقم الطبية على التشخيص للمرض، فلم تعد تتوفر أية سبل للتشخيص مثل التحاليل والخزعات والمناظير ودلالات الأورام وغيرها، ما ينذر بالكثير من الحالات المصابة بالسرطان، والتي لم يتم تشخصيها بعد، موضحا أن مجمع الشفاء الطبي كان يجري به بعض دلالات الأورام وتشخصيها إلا أن تدميرها تسبب في وضع كارثي، ما يعد هلاكا للمرضي سواء من تم تشخيص إصابتهم بالسرطان أو من لم يكتشفوا إصابتهم بعد.

 

الدكتور صبحي سكيك
الدكتور صبحي سكيك

مستشفى الصداقة .. الصرح الوحيد لعلاج السرطان وأمراض الدم في غزة

وأوضح الدكتور صبحى سكيك أن مستشفى الصداقة لعلاج السرطان كان الوحيد الذى يحوي أقسام لا تتواجد بأية مستشفى آخر، ويقدم خدمات الرعاية والعلاج والتشخيص لأمراض السرطان والدم كذلك، فضلا عن قسم الرعاية التلطيفية للعناية نفسيا بمرضى السرطان ومساعدتهم لتقبل العلاج وتخطى المرض، كذلك الخدمات الطبية الأخرى وأقسام أشعة، قسم أمراض الدم بكافة أنواعه منها أمراض الدم السرطانية، مشيرا إلى أن ندرة أطباء الدم في كافة قطاع غزة شكل ضغطا على المستشفى في السابق فقد كانت تقدم كافة الخدمات وتستقبل جميع المرضى، مضيفا: "الخطر الذى يهدد المرضى أن هذه المستشفى كانت الصرح الوحيد لعلاج السرطان وأمراض الدم ولا يوجد بديل لها في كل القطاع، لا مستشفى أو مركز خدمات طبية."

كان مستشفى علاج السرطان في غزة السبيل الوحيد لاستقبال كافة الحالات التي لم تستكمل علاجها بعد، فكانت تستقبل المرضي ممن أجروا جراحات وتلقوا جزء من العلاج بأية مستشفيات خارج غزة، ليكملوا خطة علاجهم بها، والأهم هي المكان الوحيد الذي يقدم تشخيصا سليما لإصابة أي مواطن بمرض السرطان، لكن الوضع الصحي الكارثي  حاليا يصعب مهمة تشخيص أيا من المرضى، وهو ما يهدد حياة آلاف مرضى السرطان الذين باتوا فريسة لهذا العدو الخبيث.

دمار فى مستشفى السرطان الوحيد في غزة
دمار فى مستشفى السرطان الوحيد في غزة

الموت المبكر.. مصير حتمي ينتظر مرضي السرطان في غزة

يقول الدكتور صبحي سكيك: مرض السرطان يكمل رحلته الشريرة بالانتشار في كافة أعضاء الجسم، يتحول إلى وحش كاسر شرس ويستشري بشكل كبير حال عدم التصدي له بالعلاج والأدوية، هذا الكيان الشرس تختلف درجات شراسته وفقا للدرجة والمرحلة التي يعانيها المريض، إذا لم يتلقى العلاج المناسب، وبات مهددا بالموت المبكر اللاإنساني.

وأكد أن عدد كبير من مرضي السرطان في غزة كانت تقدم لهم وزارة الصحة الخدمة الطبية والعلاج والجراحات بالمجان، وكذلك العلاج بالخارج، لكن يبقى الوضع حاليا كارثي وعدد كبير من المرضى ينتظرون الهلاك المحقق وغير قادرين على التحمل.

دمار المستشفى الوحيد للسرطان في غزة
دمار المستشفى الوحيد للسرطان في غزة

مرضي  سرطان الدم ينتظرون توابيت الموت

ويكشف الطبيب الفلسطيني عن الضربات القوية التي يتلقها جسد مريض السرطان حال عدم حصوله على العلاج والأدوية اللازمة، مشيرا إلى أن آلاف يخضعون لعلاج كيماوي أو دوائي، ولا يتمكن هؤلاء من الصمود وتحمل انقطاع جلسات الكيماوي التي تحميهم من المخاطر والأضرار الصحية، مضيفا: هناك درجات لخباثة السرطان أخطرها مرضى سرطان الدم الذي يعد الأخبث والأشرس على الإطلاق، وفي حال عدم تلقي المريض الدواء والعلاج والجلسات فحياته عرضة للوفاة والهلاك.

دمار في مستشفى السرطان بغزة
دمار في مستشفى السرطان بغزة

وفاة أطفال سرطان بسبب توقف العلاج والجلسات

ولفت الدكتور صبحي سكيك أن الطفل مريض السرطان الأكثر عرضة للهلاك والوفاة مع توقف علاجه وجلسات الكيماوي، نظرا لتطور المضاعفات لديه سريعا لضعف جسده ومناعته، مؤكدا وفاة بعض الأطفال خلال الأسابيع الماضية نتيجة النقص الحاد في العلاج، فجسم الطفل الضعيف لا يمكنه مقاومه السرطان ، وقد يعانى أعراض مرضية ومضاعفات منها الهزال الشديد، ومعاناة مع الألم المستمر القاتل، واضطراب شهيته وطبيعة تناوله للطعام والشراب، والنزيف الشديد والمستمر، موضحا أنه في تلك الحالة يبدأ السرطان بهجمات شرسة لينتشر انتشار غير مكاني في أعضاء أخرى من جسد المريض، وينتشر كذلك في الأنسجة المحيطة به، وينتقل إلى أماكن اخرى، ثم الانتشار إلى اعضاء الجسم كلها.

دمار مستشفى السرطان بقطاع غزة
دمار مستشفى السرطان بقطاع غزة

سرطان الثدي والقولون والرئة ..الأكثر انتشارا في غزة

أما عن السرطانات الأكثر انتشارا في قطاع  غزة، أكد الدكتور صبحى سكيك أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى، يليه سرطان القولون والرئة، فيما يعد سرطان المعدة هو الأكثر فتكا، إلا أن بعض السرطانات يمكن الشفاء منها بالعلاج والمتابعة، خاصة سرطان الثدي والبروستاتا عند الخضوع للعلاج الهرمونى، وسرطان الغدد الليمفاوية كذلك.

أعرب "سكيك" في حديثه لـ"اليوم السابع" عن أسفه لأن مرضي السرطان هم الأكثر عرضة للهلاك الحتمي نتيجة الأحداث الراهنة في غزة مع التكدس وانعدام النظافة والخدمات، ما يعزز من فرص العدوي وانتقالها، والإصابة بالالتهابات وتدهور الحالة الصحية للمريض، نتيجة نقص المناعة الحاد لديهم نتيجة مرضهم وخضوعهم فيما مضى للعلاج دون استكماله.

تدمير مستشفى السرطان في غزة
تدمير مستشفى السرطان في غزة

انقذوا مرضى السرطان في غزة

أوضح مدير مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي في غزة، ان نقص وانعدام الدواء وتحضيرات جلسات الكيماوي وكافة أنواع العلاج الخاصة بمرضي السرطان أمر في غاية الخطورة ويهدد حياة الآلاف، مناشدا بضرورة توفير ولو جزء من المسكنات والمهدئات والأدوية الرئيسية الهامة لإنقاذ المرضي، مضيفا: "أتمنى العودة إلى المستشفى وتقديم الخدمات للمرضى ... نناشد المؤسسات الدولية بضرورة إنقاذ مرضي السرطان المهددين في غزة بالموت وخاصة الأطفال."

وعن تحويل علاج بعض مرضى السرطان للخارج قبل 7 أكتوبر الماضي، أكد "سكيك" أن حوالي 300 مريض فقط سافروا لتلقي العلاج في الخارج من أصيل 2300 حالة تستحق العلاج خارج غزة، مناشدا بإخراج هؤلاء في أقرب وقت ممكن لأنه لا تتوافر أية سبل أو إمكانيات لعلاجهم، مضيفا: أتمنى تسريع وتيرة نقلهم للخارج لإنقاذ غالبيتهم المهددون بالموت المحقق .. أتوجه بالشكر للجهود المصرية في دعم وعلاج المرضي الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة وحتى الآن."

مستشفى السرطان في فوضى بعد استهداف اسرائيل له في نوفمبر
مستشفى السرطان في فوضى بعد استهداف اسرائيل له في نوفمبر

معركة السرطان مع المريض هي الأشرس.. البقاء للأقوى

يقال دوما، أن معركة الشخص مع السرطان، معركة طويلة النفس، الأكثر صبرا هو الفائز، والأشرس في أدواته هو المنتصر، لكن فى غزة الأمر مختلف، فالمرضي "نفسهم طويل" ولكن أين العلاج والسبيل، فقبل اكتشافك لهذا الخبيث، تكون حياتك وردية مهما كنت تعانى من أعراض مرضيه، حينها تفسرها بأنها مجرد نزلة برد أو انفلونزا أو ألم في العظم وتمر عليك مرور الكرام، لكن بمجرد معرفتك بإصابتك به تتحول حياتك إلى "جحيم" شبح الموت يطاردك في فكرك يوميا عند الاستيقاظ وقبل النوم.

شبح الخوف والرعب يسيطر عليك خوفا من فقدان أحبابك وتترقب مستقبل لا ضوء فيه ولا أمل .. تقتل وتسحق أحلامك لأن الأمل تبدد تماما بسبب الوضع الصحي المنهار وهو ما يحدث في غزة حاليا، حالة من الإحباط والتوقف والتعب تسيطر على آلاف من مرضى السرطان، محاولات لبث الروح الإيجابية في أفئدة المرضى من أطباء غزة، لكن يبقى "شعاع الأمل" الوحيد هو الخروج من القطاع في أقرب وقت للحصول على جرعة كيماوي تدعم الروح والجسد في هذه المعركة غير المتكافئة بين السرطان وضحاياه، آلام نفسية وجسدية سيطرت على مرضى السرطان في غزة.

تحدث "اليوم السابع" مع عدد من مرضى السرطان في قطاع غزة الذين ينتظرون الخروج لاستكمال علاجهم في الخارج ، أو توفير الأدوية التي باتت شحيحة وغير متوفرة على الإطلاق داخل القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم.

البلبيسي :انقذوا أمى .. أمامها 3 أشهر ولن يصمد جسدها أكثر

يقول الشاب الفلسطيني في غزة محمود البلبيسي: "والدتي مريضة سرطان من 2018 كان سرطان ثدي وتم استئصاله،  واخذت العلاج في المستشفى التركي الفلسطيني، لكن بعد قصفه قررنا النزوح للجنوب، وللأسف انتشر المرض أسرع من خطواتنا، حتى وصل إلى  العظم في  الفقرة الثالثة والرابعة والسادسة والحوض، كان لها حقنة لمنع تفتت العظام اسمها "زوميتا" أصبحت غير متوفرة"

حزن الشاب الفلسطيني "محمود" ظاهرا في حديثه، وبنبرات هادئة يغمرها الحزن، أضاف "منزلنا في شمال غزة وقبل الحرب بأيام تم قصفه حيث تعرض لضرب المدفعية، رحلة معاناة من الشمال من تل الزعتر إلي جباليا، وهنا انهارت  أمي بسبب الضغط النفسي وقلة الدواء والجلسات، تدهور وضعها،  ونزحنا بعد 47 يوم وكانت قوات الاحتلال تقوم بالسب والقذف والضرب لكل الفلسطينيين خلال النزوح".

وتابع متأثرا "بعد وصولنا للجنوب بيومين لم نجد مسكنات ، لتسكين ألمها المبرح، في المستشفى، وفى ظل رفض تل أبيب السماح بنقل مصابين بالسرطان للعلاج في الخارج، تدهورت حالتها ونفسيتها، وزاد الطين بلة عدم توافر أكل أو شرب تقول لي وهى حزينة : يا أمي خايفة أموت زي خالك .. خايفة أموت بعيد عن أبوك واخواتك في الشمال .. وضعها الصحي سيء ونفسيا هي مدمرة  .. لا تتوافر حقنة للحفاظ على العظام .. عملنا تقرير جديد لتخوفنا من وجود التهاب كبد وبائي لكن للأسف وصل السرطان إلى الكبد .. أمي  مهددة بالموت خلال ثلاثة شهور فقط حال عدم توفير الأدوية".

وعن المعاناة اليومية لها، يقول البلبيسي "تعاني أمي من دوخة عند الاستيقاظ وضعف في الجسد وألم في الحوض والركب وعظمة المفصل أعلى الفخذ، غثيان، اصفرار العين بسبب انتشار المرض في الكبدَ، وتابع كانت تتعاطى  علاج هرموني وكيماوي من خلال الحبوب كانت تتلقى العلاج في مستشفى النجاح في نابلس وبعد الحرب لم تتمكن من السفر"

أخاف عليها من الموت كما توفي خالي بمرض السرطان قبل أيام، هكذا عبر الشاب الفلسطيني عن مخاوفه من فقدان والدته، وأضاف "أناشد كي تخرج لتلقي العلاج في الخارج كي لا تخسر حياتها أو تفقد القدرة على المشي، انقذوا أمي"

مريضة سرطان تنتظر الخروج من غزة للعلاج
مريضة سرطان تنتظر الخروج من غزة للعلاج

سرطان ينخر العظام..  ستيني فلسطيني فى شبه "غيبوبة" ولا يعرف "ابنته"

رياض نعيم شعبان نعيم، أحد مصارعين مرض السرطان اللعين في غزة، يبلغ من العمر 67 عام، يعانى السرطان منذ زمن لكنه اكتشفه مؤخرا قبل الحرب على غزة بشهور، لم يحزن عند اكتشافه للمرض، وزادت سعادته وكبر أمله عندما خضع بالفعل للعلاج الكيماوي، حيث بدأ الجلسات تؤتى ثمارها وبدأ سرطانه يقف عن التقدم، إلى أن اندلعت الحرب في 7 أكتوبر الماضي، هنا تغير كل شيء ، تقول ابنته: " بدأ أبي رحلة العلاج،  وحصل على جرعات كيماوي وحالته تتحسن،  تمكن من المشي والجلوس وتناول الطعام مثل أي شخص، فجأة اندلعت الحرب وتوقفت جرعات الكيماوي، ضعف جسمه، انقطعت شهيته، قبل موعد الجرعة كان يتعرض لتعب وسخونة، تزايدت الأعراض حتي أصيب بهشاشة العظام لأنه يحتاج لحقنة غير متوفرة تقاوم ضعف العظام وهشاشتها".

وأضافت باكية: "أبى ومنذ حوالي أسبوع يعانى معاناة الموت، مرضه يسرى ويهاجم بقوة، والمضاعفات التهابات شديدة في البول والكلى، منذ أيام اكتشفنا إصابته بتسمم الدم ما سبب له غيبوبة ولم يستطع التعرف على ابنته."

وتابعت وهي في انهيار تام: أكثر شيء صعب هو عدم قدرة أبي للسير إلى دورة المياه لقضاء حاجته.. أبي بطبعه كثير الحركة وأصبح يتمنى الموت .. أتمنى أن يقف على قدميه.. قلبي ينفطر علي أبي وأتخوف من فقدانه رغم أننا حصلنا على تصريح بتحويله للعلاج لكنه غير قادر على الخروج من غزة للعلاج بالخارج.

الصحة العالمية تحذر من محدودية خدمات السرطان في غزة

أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري، أن الصراع الحالي في غزة منع خروج المرضى ومنهم مرضى السرطان من القطاع، إضافةً إلى القيود الشديدة على دخول الإمدادات الطبية الأساسية، ومنها العلاج الكيميائي، إلى القطاع.

وأوضح المنظري في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن معاناة كبيرة يعاني منها مرضى السرطان بعدم تقديم الرعاية للمرضى ، ومنهم مرضى سرطان الأطفال الذين يعانون من ضغط يفوق طاقتهم ونقص في المستلزمات مع تعرضهم للهجمات، مشيرا إلى أنه نظرًا لمحدودية خدمات مكافحة السرطان، لم يعد بإمكان مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي البالغ عددهم ألفي مريض الحصول على الرعاية.

ويحتاج 122 طفلًا من المصابين بالسرطان، ومعظمهم بسرطان الدم تحديدًا إلى الإحالة إلى المستشفيات في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ومصر وإسرائيل والأردن لتلقي باقي علاجهم.

وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أنه يوجد في غزة 350 ألف شخص يعانون من الأمراض غير السارية ومن بينها مختلف أنواع امراض السرطان. وهم للأسف محرومون حالياً من الرعاية الصحية. وخدمات رعاية مرضى السرطان محدودة تمامًا، ما يعني أن نقل المرضى للعلاج خارج غزة أمر ملح للغاية.

وأشار إلى أن المنظمة لا تزال تبذل جهود مضنية مع الشركاء ووزارة الصحة الفلسطينية جهوداً حثيثة لنقل المرضى لتلقي العلاج بالخارج.

وفي يوم 10 نوفمبر الماضي، قامت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع مستشفى سانت جود لبحوث طب الأطفال ومع مسؤولين من مصر وإسرائيل والأردن والأرض الفلسطينية المحتلة والولايات المتحدة الأمريكية، من إجلاء نحو 12 طفلًا مصابًا بالسرطان أو اضطرابات الدم الأخرى، بصحبة مرافقيهم، من قطاع غزة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى مصر والأردن حتى يتمكنوا من مواصلة علاجهم بأمان. وهذا بالطبع عدد محدود نأمل أن نتمكن من نقل المزيد من المرضى لتلقي العلاج وإنقاذ حياتهم.

وعن الوضع الصحي المتردي، أوضح "المنظري" أن قطاع غزة بات ساحة للموت ولم يعد فيه مكان يأمن فيه السكان على أنفسهم، داعيا إلى وضع حد لهذا الصراع فورا، مشيرا إلى أن الاستهداف والقصف المستمر لمرافق الرعاية الصحية أدى إلى توقف معظمها عن العمل بشكل كلى، وأول المستشفيات التي تدمرت وقصفت مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي لعلاج السرطان وأمراض الدم، مضيفا : حاليا لا يعمل سوى 13 مرفقا صحيا من أصل 36 مرفقا كما أنهم يعملون بشكل جزئي. في الشمال هناك 4 مستشفيات فقط تعمل جزئيا.

المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري
المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري
 

مواطن فلسطيني ينتظر الموت يوميا ..  لا أخاف السرطان وآلامه تقتلني

عهد مصلح، مواطن فلسطيني من قطاع غزة مصاب بمرض السرطان منذ عام 2021 ، توجه لإجراء عملية "فتق سري" اكتشف إصابته بالسرطان اللعين، أب ولديه 8 أولاد، توقف علاجه الكيماوي منذ بدء الحرب، كلماته تنطق بالألم قائلا: "منذ توقف الجلسات تدهورت حالتي الصحية، ومع النزوح زادت أكثر وأكثر، حتى المسكنات أو المهدئات غير متوفرة، أعانى يوميا في الليل من ألم لا يتحمله بشر، لا يمكنني النوم ولا حتى الموت"

وأضاف في نبرة يأس وانكسار : "أنا بالمرحلة الرابعة من المرض، انتظر الموت في كل لحظة، نظرات زوجتي وأولادي وبناتي تقتلني، يخافون من الفراق كثيرا وكذلك أنا"

أصغر أبنائي حدثتني ذات يوم قائلة: "ما تجيب سيرة الموت يا بابا ..  أنا لا أخاف الموت، كل ما أعانيه هو الألم القاتل، لدى المضاعفات كبيرة، انسداد بالأمعاء وفتق واستسقاء ونقص بالدم وتشنجات، آلام مبرحة، مع قيء مستمر، يصف لنا المواطن الفلسطيني "عهد" المشهد المأساوي الذى يعيشه في غزة قائلا: "في الحرب لا مكان آمن ولا مكان نظيف ، لا طعام ولا شراب ولا علاج، وممنوع الحياة."

تشخيص المواطن عهد مصلح
تشخيص المواطن عهد مصلح

أمه وأبوه مرضى بالسرطان اللعين.. ويطلب "خيمة" لإيوائهم

قصة مأساوية تضاف لسلسلة المعاناة مع السرطان في غزة، تحكى واقع اليم، يقول شاب فلسطيني – رفض نشر اسمه - "أمي وأبى مرضى بالسرطان  نازحين من الشمال لخانيونس في مقر الهلال الأحمر، نعانى من  قصف على مقر الجمعية ، استشهد الكثيرون من المرضى حولنا، لا اطلب لهما العلاج، فهو مطلب أصبح مستحيلا ، ولكن أطلب لهما خيمة تأويهم فى مرضهم وتأوي إخوتي".

وأضاف حزينا يقتله الخجل " حرب طاحنة دمرت كل شي، عمرنا ما سألنا الناس ولا احتجنا لشيء، ولكن تلك الحرب قلبت الموازن وأمرضت السليم"

فتاة فلسطينية ..المرض يحاصر العائلة.. الأم بالسرطان .. والإخوة بمرض نادر .. والأمل يتبدد

ياسمين صقر، فتاة فلسطينية تعانى الأمرين فهي وعائلتها مشردون منذ ثلاثة أشهر، الأم مريضة بالسرطان ، و3 أخوة لديهم مرض نادر في العظام يحتاجون جميعا لعلاج مكثف ومتتابع، هؤلاء الأربعة المرضى في مسئولية ياسمين ، التي لا تملك طعاما حتى لتقدمه لهم، وتتحدث لـ"اليوم السابع" ودموعها تنهمر: "أمي ترى الموت كل يوم، أصبحت قعيدة، منذ توقف جلسات الكيماوي بسبب الحرب، المرض أصبح شرسا ويهاجم كل جسدها"، مؤكدة أن السرطان قبل الحرب كان توقف انتشاره في جسدها، أما الآن فينتشر وبسرعة كبيرة".

وناشدت "ياسمين" بإخراج والدتها للعلاج لأنها تحتاج لجلسات كيماوي عاجلة، مضيفة:" نتحمل انعدام الطعام والشراب، والبرد، ولكن المرض يقتلنا أحياء.

شاب فلسطيني: "أمي تموت بالبطيء"

تحدث لـ"اليوم السابع" شاب فلسطيني من غزة رفض الإفصاح عن هويته حول مرض أمه بالسرطان والمعاناة الكبيرة التي تتعرض لها قائلا: أمي تموت بالبطيء، لم يوجعنا السرطان بهذه الشدة، مثلما يفعل معنا لآن خلال الحرب، وتوقف العلاج، قصف المستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، قتل أملها وأملى في العلاج، واصبح السرطان يهاجمها بشدة".

أضاف المواطن الفلسطيني الذي تحدث بحسرة شديدة: أمي كانت تعالج بمستشفى الصداقة التركي، ويتم عمل تحويلة لها كل عام تقريباً للسفر على الشق الآخر من الوطن في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وبعد تدمير المستشفى الوحيد لعلاج السرطان، أصبحت تنتظر الموت بمرضها المؤلم كل يوم، ولا نستطيع أن نقدم لها شيئا."

السرطان يهدد بالموت

وعن هذا الخبيث، الذى يهدد صحة مرضى غزة، قال الدكتور محمود المنيسى، استشاري الباطنة والجهاز الهضمي قصر العيني، إن السرطان وخلاياه الخبيثة تظل كامنة حتى إذا جاءت مرحلة معينة يصبح انتشاره سهلا وسريعا، العلاج المختلف وخياراته للعلاج كالكيماوي أو الهرموني أو الدوائي والإشعاعي وغيرها من الخيارات الجراحية،  كلها تعمل أولا لمحاولة إيقاف انتشار السرطان إلى أماكن وأعضاء أخرى بالجسم، وثانيا محاولة علاجه من منبته.

وبعد جلسة علاج، وأخرى على سبيل المثال، يبدأ الجسم تدريجيا في الاعتياد على نوع العلاج، ويبدأ السرطان التوقف عن الزحف، وتكمن الخطورة هنا في توقف جلسات العلاج أو الدواء أو أيا كان الخيار، لأن هذا الأمر من شأنه أن يسمح للخلايا السرطانية أن تزحف بشكل سريع وشرس ويتحول السرطان فجأة من مجرد مرض ينتشر، إلى قطار سريع يكتسح كل خلايا الجسم السليمة، نظرا لانخفاض مناعة الجسم أثناء خطة العلاج، وهو أمر محتملا مع أغلب خيارات العلاج.

حذر "المنيسى" من توقف العلاج لأى مريض سرطان أيا كان عمره أو مرحلة إصابته، فالسرطان درجات، منها الشرس ومنها البسيط، وتوقف العلاج يعنى زحف شديد له، وزيادة للأعراض المرضية المصاحبة له، وبالتالي التهديد بالموت في كل لحظة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة