فى بداية اللقاء، قال فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر يقوم على نشر رسالة الإسلام والممثلة فى إحلال السلام بين الجميع، وذلك من خلال انفتاحه على المؤسَّسات الدينية والثقافية حول العالم، مشيرًا إلى أن مبادرة بيت العائلة المصرية، التى أطلقها الأزهر الشريف بالتعاون مع الكنائس المصرية منذ أكثر من عشر سنوات، عززت قيم التسامح الدينى وأسهمت بشكلٍ كبيرٍ فى وأد الفتن التى تستهدف نشر التعصب والكراهية المبنية على أساس الفهم الخاطئ للدين، كما ساعد بيت العائلة المصرية فى حماية النشء والشباب من مخاطر التطرف والتشدد، ووقف محاولات العبث بالأوطان.
وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر عمق العلاقات التى تربط الأزهر بأرمينيا، مذكِّرًا فضيلته بفتوى الشيخ سليم البشرى، التى أصدرها عام 1909 بشأن إدانة مذابح الأرمن، وأن هذه الفتوى تمثِّل منهج الأزهر فى رفض الاعتداء مطلقًا حتى لو كان المعتدى عليه غير مسلم، مشددًا على أن الدين لا يمكن أن يكون سببًا فى الحروب والصراعات، وإنما هو السبيل الأوحد لخروج الإنسان من أزماته المعاصرة ووقف الحروب والاقتتال، وأن مَن يحاولون إقصاء صوت الدين وتجنيبه عن حياة الناس يمهدون الطريق لنشر الفوضى وتأليه شهوات الإنسان ونشر العنف والتطرف، كما طالب فضيلته بتكثيف الجهود لوقف العدوان الصهيونى على غزة، وإيجاد حلٍّ جذرى لتسيير المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإغاثة وإمدادات الطعام والشراب والدواء بشكل فورى إلى قطاع غزة المحاصر.
كما أكَّد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لاستقبال وفود الشباب الأرمينى الراغبين فى التعرف على الإسلام من خلال "برنامج التعريف بالإسلام" الذى صمَّمه كبار علماء الأزهر وأساتذته، ويهدف إلى تعريف الإسلام لغير المسلمين، والتعرف على النصوص الدينية التى يحويها القرآن الكريم، التى تصور التوراة والإنجيل بالهدى والنور، وتدعو إلى احترام الآخر وقبوله، كما رحَّب فضيلته باستقبال أئمة أرمينيا للتدريب فى أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، ورفع مهاراتهم فى التعامل مع قضايا التطرف والتشدد والتعايش المشترك.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء أرمينيا عن تقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لترسيخ قيم التعايش والأخوة والسلام العالمى، مؤكدًا أن الشعب الأرمينى تربطه علاقات تاريخية بالشعوب الإسلامية، وقد لجأ بعض الفارين من مذابح الأرمن إلى الدول والمدن الإسلامية، ووجدوا فيها الأمنَ والأمانَ، ولم يتعرضوا لأى اضطهاد دينى، بل تمتعوا بحريتهم الكاملة فى ممارسة شعائرهم الدينية.
وعرض رئيس الوزراء الأرمينى على فضيلة الإمام الأكبر تنظيم معرض فى الأزهر الشريف لأبرز المخطوطات الإسلامية التاريخية التى تملكها أرمينيا، التى تتجاوز مئات المخطوطات؛ حيث رحب فضيلته بعرض رئيس الوزراء، مؤكدًا أن مثل هذه المعارض تسهم فى ترسيخ السلم المجتمعى وقبول الآخر والتعايش المشترك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة