أكرم القصاص

«اتحاد قبائل سيناء».. شركاء هزيمة الإرهاب ومسيرة التنمية فى أعياد التحرير

الثلاثاء، 23 أبريل 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ونحن نحتفل بالعيد 42 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، نحتفل أيضا للعام الثالث بتطهير سيناء من الإرهاب، وهى معركة كانت ألأكثر تحديا على مدى عقود، وتم تطهير سيناء بصمود وتضحيات أبنائنا من الجيش والشرطة، ومعهم أبناء سيناء، أبناء مصر الأوفياء دائما، الذين حملوا بوصلة الوطن، وتقدموا الصفوف فى أكثر مراحل مصر خطرا وواجهوا أكثر التهديدات، ومثلما كان دورهم محوريا خلال مواجهة الاحتلال، فى كل حروب مصر، النكسة والاستنزاف  وحتى انتصارات أكتوبر، قدموا الكثير فى مواجهة الإرهاب الأسود، الذى فكك دولا من حولنا، وانكسر على صخرة المصريين فى سيناء، ببطولات الجيش والشرطة، وإخلاص أبناء سيناء، الذين رفضوا تهديدات الإرهاب وقرروا خوض المواجهة مثل كل المصريين.


ومثلما قدم أبناء سيناء بطولات فى مواجهة الاحتلال بعد يونيو، وصولا لانتصار أكتوبر، تم توثيق تفاصيل الدور الفاعل لشيوخ القبائل، بل والسيدات فى تقديم معلومات ثمينة للقوات المسلحة، مثلت قاعدة للتعامل مع تنظيمات الجرذان الإرهابية التى اتخذت من الجحور والأوكار ملاذا لها، تحرك أهالى سيناء ودفعوا الثمن، قدموا معلومات مهمة عن جحور الإرهابيين، ومكان اختبائهم، لأنهم كانوا يعيشون بين السكان، ويختفون وسطهم، لكن السيناوية كشفوهم.


كان نموذج الشيخ موسى، الذى قدم أبناءه فى المعركة ضد الإرهاب واستشهد على أيدى حليف الإرهاب، ومثل الشيخ موسى وأسرته كانت السيدة التى أعدمها الإرهابيون علنا وصوروا إعدامها لإرهاب الأهالى، بل وهاجموا مسجد الروضة وقتلوا الأطفال، وكل هذا لم يفدهم، حيث أصر أهالى سيناء على المواجهة، ودفعوا الثمن، وهو أمر تم توثيقه فى «الكتيبة 101».


فى قمة المواجهة مع الإرهاب، فى عام 2016 تشكل اتحاد قبائل سيناء، ضمن تحالف بين ‎30‏ قبيلة وعائلة سيناوية، اجتمع شيوخهم وقياداتهم فى منطقة السر والقوارير وسط سيناء، ووضعوا آلية مواجهة الإرهابيين،  وأعلنوا موقفهم الواضح من المجموعات المسلحة والداعمين لها، وخاصة ضد تنظيم «داعش» الذى نشط فى المنطقة وقتذاك، بدعم الدولة والقوات المسلحة فى حربهما ضد الإرهاب، سبق ذلك صدور بيان فى ‎2015‏ أكد فيه أهالى سيناء مساندتهم  للقوات المسلحة والدولة فى حربهما ضد التنظيمات الإرهابية بشمال سيناء.


يومها تعهد اتحاد قبائل سيناء بقتال الإرهابيين، وأعلن إبراهيم العرجانى رئيس اتحاد قبائل سيناء، مرات، أنه لا حياد بين الدولة والتنظيمات الإرهابية، ولا بديل عن الوقوف مع الدولة فى مواجهة الإرهاب، مؤكدا اصطفاف أهالى سيناء خلف الدولة فى مواجهة الإرهاب، ثم خوض معركة التنمية فى سيناء بعد القضاء على الإرهاب.


يضم اتحاد قبائل سيناء شيوخ وقادة القبائل وشبابها، وسعى إلى  توحيد جهود القبائل والتنسيق مع الأجهزة الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية وتأمين المنطقة، ولعب الاتحاد دورا فاعلا فى جمع المعلومات عن الجماعات المتطرفة والتكفيرية، ومواقعها ومخابئها السرية، كما شاركوا القوات المسلحة فى الحملات العسكرية ضد الإرهابيين، ومراقبة المناطق الحدودية والأنفاق غير الشرعية المتجهة إلى خارج الحدود ومثلت ممرات للإرهابيين.


ظل جهد وعمل اتحاد قبائل سيناء مكملا لجهود الدولة فى مواجهة التحديات الأمنية بسيناء، والتى انتهت إلى انتزاع نفوذ الجماعات المتطرفة، وهزيمة الإرهاب، حيث قام الاتحاد بدور فى تحديد العناصر التكفيرية داخل الربع الخاص بكل قبيلة وإبلاغ الجهات المعنية عنهم بعد التأكد من تورطهم  مع الإرهاب، كما طالبوا بقطع الدعم اللوجستى والاستراتيجى عن تنظيم داعش، وإغلاق الأنفاق أمام العناصر الإرهابية وعدم توفير ملاذ آمن لهم.


من هنا كانت تضحيات اتحاد قبائل سيناء جزءا من تضحيات أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة، ولهذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء إعلان احتفالات مصر بنهاية الإرهاب فى سيناء، تزامنا  مع خطة شاملة للتنمية والتعمير، إننا سنشكر أهالى سيناء بطريقة عملية وبالتنمية، التى بدأت حتى أثناء مواجهة الإرهاب مع الأنفاق التى تربط سيناء بالوادى والدلتا، وأصبح الإرهاب من الماضى، بفضل التضحيات الهائلة التى قدمها المصريون، والثمن الضخم وإنفاق مليار جنيه شهريا لمدة 90 شهرا، وأرواح أكثر من 3 آلاف شهيد والآلاف من المصابين فى مواجهة إرهاب الكراهية والحقد مع المتفجرات والبنادق والأسلحة الثقيلة.


والحقيقة أن الدور الذى قام به أبناء سيناء لم يكن فقط فى مواجهة الإرهاب لكن أيضا بمواجهة شائعات ودسائس سعت منصات الإرهاب إلى ترويجها، والإيقاع بين المصريين كدأب الإرهاب دائما، وبالتالى فإن التنمية التى تشهدها سيناء فى كل المحاور والمجالات خلال السنوات الماضية هى حق لأبناء مصر فى سيناء، بجانب كونها مطلبا مستمرا منذ تحرير سيناء فى منتصف الثمانينيات، وما زال اتحاد قبائل سيناء يقوم بدوره مع الدولة فى التنمية بسيناء، ويواجه محاولات وشائعات وافتراءات الإرهاب وأعوانه. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة