شهدت محافظة الإسكندرية، فى الأونة الأخيرة ظاهرة انتشار البائعين المتجولين لجمع الزيوت المستخدمة بالمنازل، ويقوم هؤلاء بالتجول فى الشوارع باستخدام مكبرات الصوت لاغراء "ست البيت" لشراء الزيت المستخدم لديها فى الطهى أو القلية، ويشتهرون باطلاق عبارات " بشترى زيت القلية.. زيت السمك .. زيت الفراخ ..ب 20 جنيه"، وأحيانا يكون سعر الشراء أغلى من ذلك يصل الى 22 جنيه أو 30 جنيه.
ولكن ما كشفتة الأجهزة التنفيذية فى محافظة الإسكندرية أن هذا الزيت المستخدم يتم اساءة استخدامه، ولا يتم توجيه الى مصانع الصابون أو الكرتون كما كان يعتقد الكثيرين، ولكن كشف ضبطية كبرى من مديرية تموين الإسكندرية أن الزيت المستخدم الذى يتم تجميعه من خلال هؤلاء البائعين المتجولين فى ظاهرة أشبه بتجار الخردة والحديد، تم إعادة تدويره وإستخدامه مرة أخرى بعد إعادة تبيضه وإزالة الشوائب منه، ويتم إعادة تعبئة مرة فى زجاجات جديدة عليها علامات تجارية مقلدة لشركات كبرى لغش المواطن، وإعادة طرحه فى الأسواق مرة أخرى .
مديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، برئاسة المهندس أحمد إبراهيم وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، قد شنت حملة كبرى بالاشتراك مع جهاز حماية المستهلك، بقيادة اللواء محمد أبوكيلة مدير فرع الجهاز بالإسكندرية، وتم شن حملة تفتيش مُكبرة بنطاق حي شرق، أسفرت الحملة على ضبط مصنع دون ترخيص من الجهات المختصة لقيامه بتجميع الزيوت المستعملة، حيث تم التحفظ على 780 جركن زيت أصفر دون بيانات زنة الچركن 20 لتر بإجمالي 17.400 طن، و95 هيكل حديد يستخدم في تعبئة الزيت، و62 هيكل بلاستيك أعمدة تستخدم في تعبئة الزيوت، 20 صفيحة بداخلها زيت مستخدم من قبل زنة الصفيحة الواحدة 16كجم غير صالحة للاستهلاك الآدمي بإجمالي 320 كجم.
وفي الإطار ذاته، تم التحفظ على 18 تانك كبير سعة التانك 15 طن ممتلئ منها 5 تنكات بإجمالي 75 طن زيت معاد استخدامه، و48 كرتونة بداخلها مشمع يستخدم في تعبئة الزيت، و10 ماتور شفط وضخ زيوت يقوم باستخدامها في أعمال التشغيل و75 تانك زيت سعة التانك 1000لتر، و3 تانك حديد سعة التانك الواحد 25 طن بداخلها 50 طن تقريبًا.
وتم التحفظ على المضبوطات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذه المخالفات للعرض على وكيل النائب العام.
من جانبه شدد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية على استمرار شن الحملات الرقابية على الأسواق والمحال ومنافذ البيع بمختلف الأحياء ومحاربة كافة صور الغش والاستغلال التجاري.
أما خبراء الصحة والأطباء، فقد أكدوا على خطورة إعادة إستخدام زيت الطهى مرة أخرى، نظرا لخطورته على الصحة العامة، خاصة وأنه مع كل مرة يعاد تسخين الزيت المستخدم يطلق مواد ضارة بالصحة حيث يتأكسد بطريقة غير كاملة، ويؤدى الى ضعف المناعة، وأمراض الجهاز الهضمى، والأورام السرطانية.
