"حسن" جنين استشهد مع أمه قبل ولادته بساعات.. جمال هلال أب فقد زوجته وأبنائه الـ4 فى غزة.. الفريق المعالج أخفى عنه الخبر بعد إفاقته من غيبوبة.. و 15ألف امرأة حامل بالقطاع لا يتناولن كميات كافية من الغذاء

الثلاثاء، 07 مايو 2024 11:00 ص
"حسن" جنين استشهد مع أمه قبل ولادته بساعات.. جمال هلال أب فقد زوجته وأبنائه الـ4 فى غزة.. الفريق المعالج أخفى عنه الخبر بعد إفاقته من غيبوبة.. و 15ألف امرأة حامل بالقطاع لا يتناولن كميات كافية من الغذاء عائلة جمال هلال
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"كان أملي بحياتي أن أعمل يافطة كبيرة باسم أبنائي لعيادتهم وهم من أكبر الأطباء في العالم.. ولكن قدر الله أن أعمل يافطة لأسمائهم في ضريحهم وهم شهداء عند الله بإذنه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وأفوض أمري إلى الله... اللهم صبرا"، هكذا رثى جمال هلال، أسرته التي استشهدت خلال الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي على غزة، وبالحديد في 13 أكتوبر كان هو اليوم الأخير الذي تتجمع فيه الأسرة لصلاة الفجر، لينهى الاحتلال هذا التجمع باستهداف المنزل.

"عندما يذهب الشهداء إلى النوم أصحو.. وأحرسهم من هواة الرِّثاء.. أقول لهم تصبحون على وطن.. من سحاب ومن شجر.. من سراب وماء..أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل.. ومن قيمة المذبح الفائضة.. وأسرقُ وقتَا لكي يسرقونى من الوقت.. هل كُلُنا شهداء؟ .. وأهمس يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحدا لحبال الغسيل.. اتركوا ليلةَ للغناء.. اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً وناموا على سلم الكرمة الحامضة.. لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم"، إحدى أبيات شعر محمود درويش، تصف بطريقة بليغة حال المواطن الفلسطيني جمال هلال، الذي وجد نفسه ملقى على سرير المستشفى بعد أن تمكن الأطباء من إفاقته من غيبوبة جراء الاستهداف، ولا يعلم مصير زوجته وأبنائه.

7fe5ca92-3242-4835-aaff-e3f2157c3a7b

أمانى محمد استشهدت قبل ساعات من الولادة

كانت "أمانى محمد أبو هلال" زوجة جمال هلال، في الأسبوع الأخير من الولادة، قبل أن يقرر الاحتلال شن عدوان هو الأبشع على قطاع غزة، كانت تخطط مع زوجها كيف سيربيان ابنهما الرابع اللذان قررا تسميته بـ"حسن"، اشتريا له الملابس استعداده لولادته لينضم لأشقائه الثلاثة، لكن قرر الاحتلال مع بداية العدوان أن يحرم "جمال" ليس فقط من أبنائه الثلاثة بل أيضا من الجنين الذي انتظر قدومه لشهور، بعد أن استشهدت الزوجة والجنين في بطنها.

المؤلم في تلك القصة ليس فقط في استشهاد الأسرة بالكامل وإصابة الزوج، بل إن استهداف منزل الأسرة كان في نفس اليوم الذي كانت ستذهب فيه الزوجة "أمانى محمد" للمستشفى من أجل أن تضع جنينها، لتستشهد قبل الولادة بساعات قليلة، لتنضم أمانى وجنينها لآلاف النساء الحوامل اللاتى استشهدن مع جنينهن منذ بداية العدوان وحتى الآن.

95 % من النساء الحوامل بغزة لا يتناولن كميات كافية من الغذاء

في أحدث تصريح صادر من وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، منى الخليلي، في أبريل الماضي، بحسب بيان للوزارة، فإن ما يقارب من 15000 امرأة حامل حالياً في قطاع غزة، 95% منهن لا يتناولن كميات كافية من الغذاء ما يزيد من المخاطر الصحية على الأم والجنين، وهناك 8100 امرأة سيلدن خلال شهر مايو في قطاع غزة، وما زالت القيود على الحركة قائمة وتقطيع أواصل المدن مستمر مما يعيق الوصل إلى الخدمات الصحية والاجتماعية الحيوية وحركة الإسعاف وتقديم الخدمات الإنسانية.

هنا يتحدث جمال هلال، عن أخر لحظة تجمعت فيها الأسرة قبل الاستهداف، حيث يقول في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع":"آخر ما أذكره كان بيني وزوجتي وأبنائي كان صباح الجمعة 13/10/2023 حيث قمنا لصلاة الفجر وقراءة القرآن، ورجعت أنا للنوم بينما جلست زوجتي بالتحادث ومتابعة الأخبار عبر هاتفها، وهذا آخر ما كنت اتذكره لما حدث بعد ذلك، حيث أخبروني بعد أسبوع من الغيبوبة بأنه حدث قصف إسرائيلي لمنزلي، وكان أول سؤال لي أين وكيف زوجتي وأبنائي، والذين لم يخبروني إلا بأنهم مصابين والوضع أفضل".

جمال هلال يدخل في غيبوبة لـ3 أيام

3 أيام ظل فيها جمال هلال يظن أن أسرته أحياء وأنهم قد يكونوا بإحدى غرف العناية بجانبه أو قد خرجوا من المستشفى، ولكن لم يكن يعلم الحقيقة، فوضعه الصحى لا يتيح له أن يخرج ويعرف مصير أسرته، وكذلك أسرته لا تريد إخباره باستشهاد جميع أفراد الأسرة خوفا من تدهور صحته، ولكن كانت الفاجعة عندما أخبره الأطباء باستشهاد كل أفراد الأسئلة، حيث يقول: "بعد 3 أيام تقريبا أخبروني بأن أسرتى جميعا استشهدوا، والله لغاية هذه الكلمات لا أصدق ولا أعرف كيف حدث ذلك، ولكنه قدر الله الذي لا حول ولا قوة إلا بالله.

أبناء جمال هلال
أبناء جمال هلال

أمانى محمد "أم محمد" حب عمره وأم أبنائه الثلاثة، والتي كانت تتألم في أخر أيام حملها قبل الولادة بساعات، ولكن القدر لم يهملها أن ترى جنينها أو أن يخرج جنينها من بطنها، 15 عاما عاشا معا في بيت واحد يملئه الود والحب والحنان، جاء الاحتلال ليهدم كل هذا، وهنا يقول جمال هلال: "زوجتي كانت حامل وكنا سوف نسميه "حسن" وكان  أخر حديثنا لمساء يوم الخميس إننا سوف نتحرك إلى المستشفى للميلاد بعد صباح الجمعة، ولكن قدر الله ما كان، حيث كان من المفترض أن تلد يوم الجمعة وهو نفس يوم استهداف منزلنا، وأخرجنا الأهالى من تحت ركام المنزل، وأنا لازلت هنا باقي ولكني وحيداً في هذه حياةٌ بدون زوجتي وأبنائي بعد أن ذهبوا إلى الحياة الأخرى في دار الحق والعدل.

"كيف السبيل إلى حياة بدونهم وكيف أحيا بعدهم؟"، سؤال وجهه المواطن الفلسطيني للعالم الذي يصمت على جرائم الاحتلال الذي يستهدف المدنيين من رجال وشيوخ ونساء وأطفال وأجنة داخل بطون أمهاتهم، يصرخ جمال هلال وهو يعلم أن هذه الصرخة لن تحرك للمجتمع الدولى الذي يشاهد بعينيه حجم المجازر المرتكبة ضد الفلسطينيين ولا يستطيع اتخاذ قرارا يوقف حرب الإبادة الجماعية التي تمارس منذ أكثر من 7 أشهر في غزة، ويواصل جمال هلال حديثه قائلا :"أنا هنا لا زلت أعيش بحياة نكرة، وزوجتي وأبنائي هم الأحق بالحياة الحقيقية فالآخرة الخيرُ والأبقى، أصبت أنا وتعرضت لكسور في قدمي وبعض الحروق في جسدي، وكسر في جمجمتي وأعاني من آلام في السمع والبصر والتحدث، ومعي تحويلة للعلاج بالخارج ولكن مثلي كمثل غيري لا نستطيع للسفر واستمرار العلاج ولكن رغم ذلك لا زلت وسأبقى صابراً راضياً بقضاء الله وقدره".

يواصل جمال هلال حديثه عن زوجته، مضيفا :"أماني كان عمرها 35 عاماً، وكانت تعمل معلم رياضيات شاغر في وكالة الأونروا، حيث عشت مع زوجتي 15 عاماً كانت الشريكة والسند والقلب والطيبة، عشنا كتفاً بكتف، روحاً لروح، تحملنا معاً مُر الأيام وعشنا حلوها، وهبني الله منها ثلاثة أقمار هم قرة عيوني وبسمة حياتي كانوا محمد وأحمد ولكن قدر الله ما كان".

عدد شهداء موظفي الأونروا في غزة يصل لـ180

أمانى محمد، كانت إحدى موظفات وكالة الأونروا الأممية، تلك المنظمة التي عملت إسرائيل على استهدافها منذ بداية العدوان، ومنع الغرب من تمويلها عبر إطلاق العديد من الأكاذيب حول عمل تلك المنظمة، ووفقا لبيان صادر عن الوكالة عبر موقعها الرسمي يكشف فيه عن عدد شهداء موظفي تلك المنظمة، فإنه حتى 21 أبريل، أصبح العدد الإجمالي للعاملين في الأونروا الذين استشهدوا منذ بدء الأعمال العدائية 180موظفا.

الأونروا
الأونروا

كما تكشف وكالة الأونروا حجم معاناة السيدات الحوامل في قطاع غزة، مؤكدة في إحدى تقاريرها أن هناك ما يزيد على 180 حالة ولادة كل يوم، وأن الأطباء يبذلون كل ما في وسعهم لتوفير الرعاية للأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل المعرضات لمخاطر شديدة في المراكز الصحية السبعة التابعة للأونروا التي ما زالت تعمل، حيث كان لدى الوكالة 22 مركز صحي في بداية الحرب في 7 أكتوبر، ولكن تقلص العدد إلى 7 فقط.

أكثر من 540,000 امرأة في سن الإنجاب في قطاع غزة

حجم معاناة السيدات الحوامل في قطاع غزة، يكشفه تقرير صادر عن جهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني، في أبريل الماضي، والذي يؤكد أن هناك أكثر من 540,000 امرأة في سن الإنجاب في قطاع غزة ويقدر أن أكثر من 5000 ولادة تتم شهريا، كما أنه وفقا لبيانات المسح الفلسطيني متعدد المؤشرات 2019-2020 فإن حوالي ربع الولادات في قطاع غزة تتم عن طريق العمليات القيصرية وفي ظل عدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية وإجراء العمليات دون إمدادات طبية أساسية أو تخدير، ومن دون أي رعاية ما بعد الولادة تتعرض حياة النساء الحوامل للخطر وتزيد فرص تعرضهن لمضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع في وفيات الأمهات.

تسجيل مئات حالات الإجهاض والولادة المبكرة في غزة نتيجة الذعر والهروب القسري

كما يؤكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خلال تقريره، تسجيل مئات حالات الإجهاض والولادة المبكرة نتيجة الذعر والهروب القسري، ومن زاوية أخرى، موضحا أن تزايد انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية المنتشر بين سكان قطاع غزة يحول دون قدرة الأمهات على تناول التغذية المناسبة وإرضاع أطفالهن حديثي الولادة. كما أن الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي ومنتجات النظافة المحدودة يسهم في تعريض النساء والأطفال للأمراض المختلفة ويهدد حياتهم.

من جانبها تؤكد مديرة دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي بالجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن التقارير الصحية في قطاع غزة، تؤكد أن هناك حوالي 60 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يكون هناك 180 حالة ولادة يومياً في قطاع غزة، ومن المرجح أن تعاني 15% منهن من مضاعفات في الحمل والولادة ويحتجن إلى رعاية طبية إضافية غير متوفرة، لافتة إلى أن هناك احتمالية كبيرة لزيادة الولادات التي ستحدث ضمن ظروف صحية غير آمنه، الامر الذي يعد انتهاك خطير لحقوق النساء وقد يعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر.

"الوصول إلى خدمات الولادة الآمنة والأساسية أحد التحديات الجسام التي تواجه النساء في قطاع غزة بسبب الحركة غير الآمنة وعدم وجود مستشفيات ومراكز صحية تقدم الخدمة"، هكذا تكشف نهاية عودة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، حجم معاناة المرأة الحامل في غزة، والصعوبات التي تواجهها خلال الشهور الأخيرة للحمل وما قبل الولادة، موضحة أن هناك 83 مشفى ومركز صحي توقفت عن تقديم الخدمات الصحية، كما أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريبا بسبب عدة عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضن نتيجة الخوف، ما أدى الى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300%.

زيادة معدل وفيات الأمهات في غزة بسبب عدم إمكانية الحصول على الرعاية الكافية

وتتوقع مديرة دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي بالجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، زيادة معدل وفيات الأمهات بسبب عدم إمكانية الحصول على الرعاية الكافية، بجانب الأضرار النفسية التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي، حيث له عواقب مميتة على الصحة الإنجابية، بما في ذلك ارتفاع حالات الإجهاض الناجم عن الإجهاد، وحالات الأجنة الميتة، والولادات المبكرة، بجانب إجراء عمليات الولادة القيصرية بدون تخدير، موضحة أن النساء الحوامل في غزة يحتاجون إلى 300 مل من السوائل لدعم أطفالهن الذين لم يولدوا بعد، لكن الحصار يقيد حصولهنَ على المياه النظيفة والتغذية السليمة، وانخفض معدل توفر المياه إلى 3 لتر يومياً لكل شخص في ظل توقف 3 محطات لتحلية المياه بشكل تام، وهذا يؤثر على صحتهن ويزيد من المخاطر أثناء الولادة.

أبناء جلال هلال
أبناء جلال هلال

كما تؤكد منظمة الصحة العالمية، من خلال تصريح صادر من أحد المسئولين بالمنظمة وهو مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك آلن، وذلك في 3 أبريل الماضي، أكد فيه أن عدد الوفيات في أوساط الأجنة والأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة يزداد، إذ يولد الرضّع بأوزان أقل من الحد الطبيعي، متابعا: "نحن قلقون حقاً بشأن النساء الحوامل والمرضعات، حيث يقول الأطباء في مستشفى الصحابة للولادة في غزة إن النساء يلدن أطفالاً أصغر حجماً بسبب سوء التغذية والجفاف والخوف".

يواصل جمال هلال، الحديث عن أبنائه الثلاثة الذين استشهدوا في غزة، قائلا :"ابني الأول والكبير هو محمد وكان عمره 12 عاماً، هو الطيب الذكي الطموح، كان محباً للتميز محباً للألوان والرسمات، كان موسوعة علمية وثقافة ودينية وكان يُتحفني بالمعلومات الجديدة، كان محباً للزراعة والطيور وتربية العصافير، وكذلك كان طموحاً، ويحب التجارب العلمية وكان ما كان أن أستطيع أن أتحدث عن محمد ابني فالكلام كثير جداً عنه، هو نور عيني ونبض قلبي وكنت يا ولدي طبيب المستقبل ولم تكن عادياً أبداً.

أبناء جمال هلال الشهداء

"ابني الأوسط هو أحمد وكان عمره 11 عاما، هو رفيقي وصديقي وحبيبي، وكان هادئ ومتميز جداً في دراسته ويحب التحدث بالانجليزية، ويحب الرياضيات وكان طموحه أن يكون مدرس رياضيات متميز مثل أمه الغالية الحبيبة"، هكذا يصف جمال هلال ابنه "أحمد" الذي استشهد مع أشقائه، متابعا :"كان مُولع لألعاب الكمبيوتر ولكرة القدم وكان يحضر معي للمباريات المحلية في غزة وكذلك لمشاهدة مباريات القدم بالتلفزيون".

ويضيف :"ابني الأصغر هو علي "علوش"  وكان عمره 9 أعوام، هو ضحكة قلبي، أينما حضر وحل كانت الضحكة والابتسامة، وكان موسوعة من النكت الفكاهية، وكان أيضاً متميز جداً في دراسته وفي العلم والمسابقات المتفوقة، كان طموح "علوشي" أن سيكون طبيب عظام شبيها لخاله الدكتور، وكان لاعب متميز جداً في كرة القدم ونشيط جداً.

وفقا للتصريح الصادر من جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، في 19 أبريل الماضي أعلن فيه عن اقتراب عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا بسبب الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من الـ 14 ألف طفل، داعيا لضرورة وقف إطلاق النار، قائلا :"ربما ينبغي علينا أن نفعل شيئا، ومن المؤكد أن ذلك الشيء ليس هجوما عسكريا في رفح".

قبلها بيومين، خرجت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف، كاثرين راسل، لتؤكد أن أكثر من 13800 طفل في قطاع غزة استشهدوا منذ بدء الحرب، فيما قالت المتحدثة باسم اليونيسف، تيس إنجرام، إن ما أذهلها هو عدد الأطفال الجرحى الذين رأتهم، ليس فقط في المستشفيات، ولكن في الشوارع، في ملاجئهم المؤقتة، حيث يعيشون حياتهم المتغيرة بشكل دائم".

جمال هلال يحكى عن ما كان يتمناه لأبنائه قبل استشهادهم

نستمر مع جمال هلال، والذي يحكى ذكرياته في رفح، حيث البيت الذي جمع أسرته، حيث شهد زواجه وخروج أبنائه الثلاثة للنور، ويقول :"كنا نسكن في رفح في منزل يوجد في الحي الإداري من أحد المناطق الرائعة والهادئة في مدينة رفح ولا أعرف ما السبب الحقيقي الذي حدث لقصف منزلي ولبعض الجيران والتي دمرت، في رفح ذكرياتنا وحياتنا التي كنا نحبُبها أنا وعائلتي، كل تفاصيل حياتنا التي لا زالت ولن تزول من عقلي وفكري وحياتي، كيف أنسى ونحن كنا نذهب معاً في رمضان لصلاة التراويح في مسجدنا ومن ثم التمشي لتناول العصير والحلويات، وكنا نذهب لتناول الإفطار في المطاعم، كيف أنسى ذكرياتنا ونحن كنا ننتظر لقدوم العيد ولشراء ملابس العيد وحلويات العيد وخروجنا معاً لصلاة العيد وتناول صباحاً فطور العيد ومن ثم الخروج لتهنئة الأقارب والأرحام مع أسرتى في رفح، كان أملي بحياتي بعمل يافطة كبيرة باسم أبنائي لعيادتهم وهم من أكبر الأطباء في العالم.. ولكن قدر الله أن أعمل يافطة بأسمائهم لضريحهم وهم شهداء عند الله بإذنه".

جمال هلال وأسرته
جمال هلال وأسرته

طبيب بمستشفى شهداء الأقصى: المرأة الحامل لا تجد مراكز رعاية في غزة ولا إحصائيات رسمية عنهن

للوقوف أكثر عن حالات استشهاد السيدات الحوامل والأطفال في المستشفيات، يؤكد الدكتور خالد النبريص، الطبيب في مستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة، أن المرأة الفلسطينية الحامل في قطاع غزة مثلها مثل أي فرد في الشعب الفلسطيني في القطاع تعانى من جميع ويلات هذا العدوان من تجويع وتشريد وحرمان وكل ما يتعلق بالانتهاكات.

جمال هلال يقرأ الفاتحة على أسرته
جمال هلال يقرأ الفاتحة على أسرته

"المرأة الحامل لا تجد مراكز رعاية للأم الحامل في غزة، ولا يجد تغذية كافية ومعرضة للقصف في أية لحظة، وهي تحمل روحين وروحها وروح جنين"، هكذا يصف خالد النبريص، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، ما تتعرض له السيدات الحوامل في غزة، مؤكدا أن حالات الإجهاض كثيرة، بجانب استشهاد الكثير من الأمهات الحوامل، متابعا :"هناك حالات كثيرة تصلنا في المستشفيات لسيدات حوامل استشهدن مع جنينهن".

وحول وجود إحصائيات رسمية بشأن عدد الحوامل اللاتى استشهدن في هذا العدوان يقول الطبيب في مستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة :"لا يوجد إحصائيات ولا أرقام بسبب عجز الكوادر والضغط النفسي على الطواقم التي لا تستطيع حصر جميع هذه الحالات"، متابعا :"المرأة الفلسطينية تعانى مثلما يعانى كل أبناء شعبنا من نقص الرعاية والأدوية والجانب الفنسي ونقص التغذية وهو يؤثر على جيل بأكمله وليس فقط على المرأة الحامل وجنينها فقط ".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة