ماذا جنت إسرائيل فى 8 أشهر من حرب غزة؟.. القتال يكلفها 73 مليار دولار ويكبد اقتصادها خسائر فادحة.. إبادة ينفذها نتنياهو ضد القطاع تفرض ثمنا باهظا على جنود الاحتلال.. وكولونيل ومقدم وقائد أبرز قتلى قواته

الثلاثاء، 18 يونيو 2024 04:00 م
ماذا جنت إسرائيل فى 8 أشهر من حرب غزة؟.. القتال يكلفها 73 مليار دولار ويكبد اقتصادها خسائر فادحة.. إبادة ينفذها نتنياهو ضد القطاع تفرض ثمنا باهظا على جنود الاحتلال.. وكولونيل ومقدم وقائد أبرز قتلى قواته نتنياهو وسط جنود الاحتلال
عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

8 أشهر مرت منذ أن اندلعت الحرب بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، في تلك الأشهر لم تجن تل أبيب إلا الدمار والخراب، وسفك دماء الأبرياء من أطفال ونساء فلسطيني المحاصرين، والممنوع عنهم الماء والدواء والغذاء برا وبحرا وجوا، ولولا القمع الصهيوني والاعتقالات والاعتداء على الحرائر من النساء، والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف، لما انتفضت الفصائل في 7 أكتوبر من عام 2023، للرد على تلك الانتهاكات التي ينفذها جيش محتل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948.

 

وعلى مدار ما يقرب من 250 يوماً منذ بدء العدوان علي غزة ،  لم تحقق قوات الاحتلال الإسرائيلية، أي انتصار يذكر، غير أنها قتلت نحو 37 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، بواقع أكثر من 3 آلاف مجزرة، ودمرت المستشفيات وجرفت شوارع القطاع، لكن الحقيقة أن لتلك الحرب تداعيات هائلة على اقتصاد تل أبيب، وخسائر مالية فاضحة تصل إلى حد الانهيار الاقتصاد، بالرغم من الدعم المالي والعسكري المقدم لـ حكومة نتنياهو من الولايات المتحدة الأمريكية.

الخسائر التي لحقت إسرائيل لا تقف على الاقتصاد فقط، فهناك آلاف من الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا في المعارك، ليس هذا فحسب بل هناك انهيار نفسي واكتئاب كبير يصيب الجنود المشاركين في الحرب، وهذا يؤكد المقولة أن قوات الاحتلال الإسرائيلية هي "جيش بلا عقيدة".

الخسائر الاقتصادية في إسرائيل بسبب الحرب

شهد الاقتصاد الإسرائيلي انهيار وشلل شبه تام وخسائر فادحة بقطاع البناء والعقارات، وبالصناعات والزراعة والسياحة الداخلية، وذلك مع استمرار الارتفاع في كلفة الحرب وتداعياتها على الموازنة العامة لإسرائيل، التي تعاني عجزا بقيمة 6.6% من الناتج المحلي، بحسب ما أفاد تقرير بنك إسرائيل.

وتعطل الاقتصاد الإسرائيلي وتكبد خسائر فادحة، حيث أظهرت معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب منذ 7 أكتوبر الماضي حتى نهاية مارس 2024، بلغت أكثر من 270 مليار شيكل (73 مليار دولار).
 

كما يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات الحاجة إلى تجنيد الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف من جنود الاحتياط، إلى جانب إجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في مستوطنات "غلاف غزة"، والنقب الغربي، والحدود اللبنانية، وتعطيل العمل بالمدارس والجامعات، والمرافق الاقتصادية، بما في ذلك السياحة والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه.


ومع اندلاع الحرب علّقت عشرات شركات الطيران العالمية عملها في إسرائيل، وألغت مئات الرحلات اليومية إلى مطار بن جوريون، حيث لوحظ التراجع الحاد في الحركة والتنقل في المطار الإسرائيلي، إذ بلغ أعداد الركاب نحو 4.3 ملايين مسافر منذ بداية الحرب، مقابل نحو 10.1 ملايين بين أكتوبر 2022 ومارس 2023.

وبحسب بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، فإن كلفة الحرب اليومية منذ 7 أكتوبر حتى نهاية ديسمبر 2023، بلغت مليار شيكل يوميا (270 مليون دولار)، قبل أن تنخفض خلال العام 2024 لتصل إلى 350 مليون شيكل (94 مليون دولار).


واضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى توسيع الموازنة العامة للعام 2024، حيث بلغت 584 مليار شيكل (158 مليار دولار)، بزيادة قدرها حوالي 14% مقارنة بحد الإنفاق الأصلي الذي تم تحديده في العام الماضي كجزء من ميزانية السنتين 2023-2024.


ولمواجهة التكلفة الباهظة للعملية العسكرية وبغية منع العجز التراكمي بالموازنة العامة لوزارة الأمن، تمت زيادة الميزانيات المخصصة لوزارة الأمن، بإضافة 30 مليار شيكل (8.1 مليارات دولار)، وبذلك بلغ الحجم الإجمالي لميزانية الأمن خلال الحرب حوالي 100 مليار شيكل (27 مليار دولار).

وبسبب الإنفاق العسكري والخسائر المباشر للاقتصاد الإسرائيلي، حدث ارتفاع في تكاليف ديون الدولة لتصل إلى 62% من الناتج المحلي الإجمالي للاحتلال بعد أن كانت 59% في العام 2023/2022.

عجز الموازنة في إسرائيل
 

وبلغ حجم عجز الموازنة حتى نهاية مارس الماضي 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع أن يستمر العجز بالنمو ليبلغ حوالي 6.6% بنهاية العام 2024، بحسب بيانات المحاسب العام بوزارة المالية الإسرائيلية.


منذ بداية عام 2024 تم تسجيل عجز تراكمي بالموازنة العامة بقيمة 26 مليار شيكل (7 مليارات دولار)، علما أنه في الأشهر الـ12 الأخيرة وصل هذا العجز إلى رقم قياسي جديد قدره 117.3 مليار شيكل (31.7 مليار دولار)، وهو الأعلى في تاريخ البلاد.


وبخصوص الأضرار والخسائر الناجمة عن تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لقصف صاروخي، أظهرت تقديرات سلطة الضرائب الإسرائيلية أن حجم الأضرار المباشرة للمباني والمنشآت التي تكبدتها مستوطنات "غلاف غزة" بلغت 1.5 مليار شيكل (405 ملايين دولار)، بحسب بيانات سلطة الضرائب الإسرائيلية.

ويُستدل من تقارير سلطة الضرائب أن قيمة الأضرار غير المباشرة والتعويضات للمتضررين في مستوطنات الغلاف والنقب الغربي وصلت 12 مليار شيكل (3.35 مليارات دولار)، حيث تشمل الخسائر والأضرار التي تكبدتها فروع الزراعة، والسياحة الداخلية، والترفيه والمطاعم والمقاهي، والصناعات الخفيفة.

أما بخصوص الأضرار والخسائر في الجليل الأعلى والغربي والبلدات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان والجولان المحتل، لا يوجد هناك بيانات رسمية وجرد للإضرار من قِبل سلطة الضرائب، وذلك بسبب خطورة الأوضاع والقتال مع حزب الله.

وتشير التقديرات إلى أن حجم الخسائر الأولية في شمال البلاد جراء صواريخ حزب الله، تقدر بحوالي ملياري شيكل (540 مليون دولار)، حيث تضررت أكثر من 500 منشأة سكنية زراعية وصناعية وتجارية، على ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي لا تستبعد أن يكون حجم الخسائر والأضرار مضاعفا.

خسائر في صفوف الجنود بالجملة
 

ووفقا للأرقام الإسرائيلية العسكرية الرسمية، فإن عدد قتلي الجنود الإسرائيليين ارتفع منذ السابع من أكتوبر إلى 644 قتيلا بين ضابط ومجند، من بينهم 293 في معارك برية في قطاع غزة، كما تشير البيانات أيضا إلى أن عدد الجنود المصابين في المعارك البرية في غزة منذ 27 أكتوبر الماضي وصل إلى 1848 جندًيا.


وتشير الصحف العبرية، إلى أنه من المتوقع أن يستقبل مركز إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية 20 ألف مجند هذا العام مع استمرار القتال في غزة %80 منهم بسبب الإصابات الناتجة عن الحرب، وفقًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية استقبلت مراكز إعادة التأهيل أكثر من 64000 مجند منذ 7  أكتوبر بزيادة ثالث أضعاف عما استقبلته على مدار العام 2022.

صحيفة تايمز أف إسرائيل قالت إن أكثر من 64 ألف جندي يعالجون حاليا في مركز إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وأكثر من ثمان ألاف منهم يعالجون من اضطراب ما بعد الصدمة المعروفة بـ" "PTSD.

كما أنه وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن %21 من الذين عولجوا في مركز إعادة التأهيل خلال الحرب يعانون من ”إصابات في الرأس“ أو يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو حالات نفسية أخرى.


وفقا لموقع " جويش نيوز سينديكت"، فإن %95 من الذين يعالجون في مركز إعادة التأهيل هم من الذكور في سن الثلاثين أو أقل، و70% من متلقي العالج في مركز إعادة تأهيل وزارة الدفاع الإسرائيلية هم من قوات الاحتياط، فضلا عن وجود 84% من الإصابات تعتبر إصابات طفيفة، 7 إلى 9%  تعتبر إصابات متوسطة أو خطيرة.

وفقًا للموقع فالإصابات الأكثر شيوعًا بين المجندين هي فقد أو إصابة الأطراف، وردود الفعل النفسية ما بعد الصدمة، الإصابات في الأعضاء الداخلية، و− تحسًبا للزيادة المتوقعة في عدد الأفراد المصابين بصدمات نفسية، يعمل قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية على زيادة قدرات العالج النفسي بمبادرات لتوفير دعم مخصص للجنود الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية.

ويقدم قسم إعادة التأهيل حالًيا الرعاية لحوالي 62000 شخص من ذوي الإعاقة أثناء الخدمة، ومن المتوقع أن من المتوقع أن يصل عدد المعاقين في جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن الخاضعين لرعاية قسم إعادة التأهيل إلى .100,000 عام 2030.


وفقا لتقرير صادر عن " إي جويش فيلانثروبي" ، فإن تخطط مؤسسة إسرائيلية دوائية متخصصة في دراسة أثار الدواء والمخدرات لاستخدام عقار " إم دي إم أيه" المعروف باسم عقار النشوة لمعالجة اضطراب ما بعد الصدمة لسكان منطقة غالف غزة والجنود الإسرائيليين.

وفقا لموقع " ماتزاف" الإسرائيلي فقد قامت وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخرًا برفع ميزانيتها المخصصة "لعالج اضطراب ما بعد الصدمة" والاضطرابات العقلية الأخرى للجنود إلى ستة ماليين شيكل إسرائيلي، كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن حملة توظيف وتطوع في منتصف يناير الماضي خصصت لها 380 مليون دولار بهدف تعزيز نظام الصحة العقلية للمجتمع لمواكبة الضغط على قطاع الصحة العقلية.


وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن أكثر من 10 آلاف جندي في الجيش الإسرائيلي يعانون من إصابات جسدية ونفسية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

ونقلت وسائل عبرية،أخرى، عن محللين عسكريين إسرائيليين إلى وجود 10 آلاف جندي معاق وكثيرون بينهم شُخصت أمراضهم على أنها "معاناة نفسية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الجنود يعاني من أعراض ما بعد الصدمة.

تشير المواقع العبرية إلى أن الوسيلة الأكثر نجاعة لعلاج الأثار النفسية التي أصيب بها قوات الاحتلال، هي محادثات مع علماء نفسيين يترددون بأعداد كبيرة إلى قواعد الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة وأحيانا عند الحدود الشمالية، ويجرون محادثات مع الجنود قبل المعارك وبعدها.

في تقرير سابقة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تم تسريح 90 جندياً إسرائيلياً من الخدمة بسبب مشكلات نفسية منذ بدء الحرب على غزة، الصحيفة أضافت أن "1600 جندي إسرائيلي عانوا صدمات الحرب وأعراض التوتر"، وبينت أنه هناك ثلاثة آلاف جندي إسرائيلي تواصلوا مع خط المساعدة المعني بالصحة النفسية.

فيما أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "قسم التأهيل في الجيش الإسرائيلي قرر إطلاق برنامج لمساعدة الجنود الذين يعانون الاضطرابات النفسية بسبب الحرب، وتشكيل فرق من ممرضين، وأطباء نفسيين، يستطيعون التعامل مع الميول الانتحارية من أجل إجراء تقويم للجنود الذين يعانون اضطرابات نفسية". وأضافت الصحيفة أن "الحرب على غزة تفرض ثمناً باهظاً لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، خصوصاً بين المعوقين من جنود جيش".

وكشفت مصادر طبية إسرائيلية، في وقت سابق، أن الجنود الذين أصيبوا في معارك غزة يعانون صدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة من هول مشاهد الحرب. وقال موقع "واللا" الإسرائيلي نقلاً عن عائلات الجنود، في نوفمبر الماضي، إن شراسة قتال "حماس" سببت صدمات واضطرابات للجنود العائدين من غزة. وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن المستشفيات تحقن الجنود المصدومين نفسياً بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم.

"المعهد الوطني لأبحاث السياسات الصحية" في إسرائيل كشف عن تخوف من الآثار النفسية علي جنود الاحتلال الذين تأثروا بالمعارك من نقطة صفر مع مقاتلي "حماس"، إلى جانب تعرضهم للصدمة، جراء حوادث القتل الخطأ التي تعرض لها الجنود على أيدي زملائهم مرات عدة. وكشف المعهد، مطلع العام الحالي، عن صورة قاتمة لآثار السابع من أكتوبر الماضي، على الصحة العقلية والنفسية للإسرائيليين. ووفقاً للمجلس الوطني الإسرائيلي للصدمات، وتقرير "ماكينزي" الصادر عنه، قد يصاب ما بين 60 و80 ألف شخص بأعراض تخلف عقلي خطي ومستديم، بسبب الصدمة من الهجوم المفاجئ والحرب، كما سيصاب ما يصل إلى 550 ألف شخص بأمراض وأزمات نفسية متفاوتة.

واستعرض رئيس جمعية الصحة العقلية في المجتمع الإسرائيلي إيدو لوريا بيانات تتوقع أن يعاني ما يصل إلى 625 ألف شخص في إسرائيل من أضرار نفسية، نتيجة هجمات "حماس" والحرب التي أعقبتها على قطاع غزة. وفي حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم"، قال لوريا "هذه التداعيات النفسية والعقلية، تجري في إطار حدث فريد من نوعه وخصائصه، وهو هجوم ضخم، هذه حالة طوارئ نفسية مستمرة".
إجلاء المستوطنيين من الشمال


وتسببت الحرب في إجلاء ما يقارب 250 ألف إسرائيلي من منازلهم من الجنوب والشمال -حوالي 40% منهم لم يعودوا إلى منازلهم حتى اليوم- حيث تم إيواؤهم في 438 فندقا ومنشأة إخلاء، وهو ما كلف الوزارات الحكومية 6.4 مليارات شيكل (1.8 مليار دولار)، بحسب بيانات وزارة الرفاه والسياحة الإسرائيلية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة