واشنطن بوست: مليارات البشر يشعرون بحدة قاتلة في الحرارة بسبب تغير المناخ

الأحد، 23 يونيو 2024 05:00 ص
واشنطن بوست: مليارات البشر يشعرون بحدة قاتلة في الحرارة بسبب تغير المناخ تغير المناخ
أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مليارات البشر على مستوى العالم شعروا بالشدة القاتلة لموجات الحرارة التي يغذيها تغير المناخ، مشيرة إلى أن الحرارة الحارقة سجلت عبر القارات الخمس 1400 رقم قياسي جديد خلال هذا الأسبوع فقط.

وقالت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، إن موجات الحرارة الشديدة أظهرت كيف أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان جعلت درجات الحرارة الكارثية أمرا شائعا.

وأشارت الى أنه عثر على عشرات الجثث في مدينة دلهي الهندية في يومين هذا الأسبوع ، عندما لم يخفف حتى غروب الشمس من الحرارة والرطوبة الشديدة ، وتوفي سائحون أو فقدوا بسبب إرتفاع درجات الحرارة في اليونان ، كما توفي مئات الحجاج قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى أقدس موقع لدى المسلمين، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 51 درجة مئوية.

ويقول العلماء إن الحرارة الحارقة التي اجتاحت القارات الخمس في الأيام الأخيرة قدمت دليلا إضافيا على أن الإنحباس الحراري العالمي الذي يسببه الإنسان أدى إلى ارتفاع مستوى خط الأساس لدرجات الحرارة الطبيعية إلى درجة أن الكوارث التي لم يكن من الممكن تصورها أصبحت شائعة.

وجاءت هذه المعاناة على الرغم من أنه كان هناك توقعات بأن موجة الحرارة العالمية التي استمرت لمدة عام قد تبدأ في التلاشي قريبا ، وبدلا من ذلك، في الأيام السبعة الماضية وحدها، شعر المليارات بالحرارة الناجمة عن تغير المناخ الذي تسبب في تحطيم أكثر من ألف معدل قياسي لدرجات الحرارة على مستوى العالم ، وسقط المئات في الولايات المتحدة، حيث يعاني عشرات الملايين من الأشخاص عبر الغرب الأوسط والساحل الشرقي من الحرارة الشديدة وسط واحدة من أسوأ موجات الحر في بداية الفصل التي شهدتها الأجيال الحالية.

وقال مايكل وينر عالم المناخ في مختبر لورانس بيركلي الوطني :"يجب أن يكون واضحا أن تغير المناخ الخطير قد بدأ بالفعل، وأن الناس سيموتون بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في هذا الفترة الحالية".

يقول الباحثون إن حدوث الكثير من موجات الحرارة مثل هذا الأسبوع، والتي ظهرت بعد تبدد نمط الطقس النينيو ، الذي يؤدي عادة إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية ، يظهر كيف دفع تلوث الغازات الدفيئة الكوكب إلى منطقة جديدة مخيفة ، وكان العلماء قد توقعوا أن يكون هذا الصيف أكثر برودة إلى حد ما من عام 2023، الذي كان الأكثر سخونة في نصف الكرة الشمالي منذ 2000 عام على الأقل ، غير انه مع بداية صيف 2024 ظهرت هناك علامات مشؤومة على أن المزيد من الظروف الحارقة قد لا تزال تلوح في الأفق.

وقال عالم المناخ زيكي هاوسفاذر إنه من المؤكد بالفعل أن يسجل شهر يونيو رقما قياسيا لمتوسط ​​درجة الحرارة العالمية الشهري الثالث عشر على التوالي ، وأن الكوكب قد يقترب في الشهر المقبل من أعلى المتوسطات العالمية التي تم قياسها على الإطلاق أو يتجاوزها.

وقال العلماء إنه لا يزال من غير الواضح بعد ما إذا كان الاتجاه الثابت للحرارة القياسية سيتراجع قريبا، مع الانتقال المتوقع من ظاهرة النينيو إلى نظيرتها الأكثر برودة، ظاهرة النينيا ، ولا يزال العلماء أيضا يقومون بتحليل الأحداث المناخية المتطرفة الفردية لتحديد مدى تأثير تغير المناخ عليها، هذا إن كان هناك تأثير على الإطلاق.

وعلى الرغم من أن درجات الحرارة التي شوهدت في جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع لم تكن جميعها غير مسبوقة، إلا أنها كانت مع ذلك دليلا على كيفية تحول المناخ بطريقة تزيد من احتمالية وصول الطقس الحار في وقت مبكر واستمراره لفترة أطول.

وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن درجات الحرارة بالنسبة لنحو 80% من سكان العالم – 6.5 مليار شخص – على مدار الأسبوع الماضي كانت مضاعفة مما كان مرجحا حدوثه بسبب قيام البشر بحرق الوقود الأحفوري وإطلاق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وفقًا للبيانات المقدمة إلى صحيفة (واشنطن بوست) من قبل منظمة المناخ المركزي غير الربحية.

وشهد ما يقرب من نصف هذا العدد ما يعتبره موقع المناخ المركزي "حرارة استثنائية" ، وهي ظروف كانت نادرة أو حتى مستحيلة في عالم لا يعاني من تغير المناخ ، وقال أندرو بيرشينج، مدير علوم المناخ في المنظمة: "الأمر البارز حقا هو عدد موجات الحرارة التي تحدث في نفس الوقت".

وعلى مدار الأسبوع ، كان يمكن استكشاف ظروف "استثنائية" في معظم أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب أوروبا وجنوب شرق آسيا ، أدى ارتفاع الطلب على تكييف الهواء إلى شل شبكات الكهرباء في ألبانيا والكويت ، ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، شهد الأسبوع الماضي تسجيل أكثر من 1400 درجة حرارة مرتفعة عن معدلها في جميع أنحاء العالم.

يشار إلى أنه منذ بداية العصر الصناعي، أدت الأنشطة البشرية ، ومعظمها حرق الوقود الأحفوري ، إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بنحو 1.2 درجة مئوية ، وكانت درجة حرارة الأرض على مدى الأشهر الإثني عشر الماضية أكثر سخونة، حيث بلغ متوسطها حوالي 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة