بينها أمريكا وبريطانيا.. الموجة الحارة كلمة السر فى أزمة تخفيف الأحمال بعدد من دول العالم.. التغيرات المناخية تؤثر على كفاءة محطات إنتاج الكهرباء.. والطلب الزائد على مكيفات الهواء أدى لزيادة الطلب على الوقود

الثلاثاء، 25 يونيو 2024 07:00 م
بينها أمريكا وبريطانيا.. الموجة الحارة كلمة السر فى أزمة تخفيف الأحمال بعدد من دول العالم.. التغيرات المناخية تؤثر على كفاءة محطات إنتاج الكهرباء.. والطلب الزائد على مكيفات الهواء أدى لزيادة الطلب على الوقود موجة حارة - ارشيفية
كتبت رحمة رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استشعرت العديد من دول العالم الخطر بسبب التغيرات المناخية وتأثيرها على توفير الطاقة، ومن بين هذه الدول أمريكا واليونان وبعض الدول العربية مثل مصر والكويت، حيث تسببت الموجة الحارة غير المسبوقة التي تجتاح العالم في لجؤ بعض هذه الدول لتخفيف الأحمال على الشبكة الكهربائية لحمايتها من التعرض لمشاكل فنية بسبب الارتفاع الشديد في الحرار.

تتكون أزمة تخفيف أحمال الكهرباء في مصر من عدة أسباب أهمها ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها علي كفاءة الطاقة الكهربائية المولدة، وكذلك زيادة الاستهلاك ما يحتاج معه زيادة فاتورة استيراد الوقود، وفي ظل تعرض مصر حاليا إلى موجة قوية من الطقس الحار، نتج عن ذلك استهلاك زائد للكهرباء بسبب تشغيل الأجهزة الكهربائية على رأسها مكيفات الهواء والمبردات, ما أدى إلى حدوث ضغط على الشبكة وهو ما يستلزم كميات كبيرة من الوقود سواء كانت فيما يخص المحطات التي تعمل بالغاز أو المازوت.

وأدى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي غير مسبوق هذا العام لزيادة استهلاك الكهرباء بصورة مرتفعة ( الأمر متعلق هنا بتوفير الطاقة لتشغيل شبكات الكهرباء، ما يؤدي الزيادة التحميل على الشبكة الكهربائية ويؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في العديد من الدول، وفي الوقت نفسه، يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تجعل محطات الطاقة أقل فعالية، وتحد من كمية خطوط الطاقة التي يمكن أن تحملها، وتزيد من احتمالية حدوث أعطال في المحولات التي تساعد في التحكم في الجهد عبر الشبكة الكهربائية للدول.

كما أدت التغيرات المناخية إلي انعكاسات سلبية كبيرة علي العديد من دول العالم، فكلما ارتفعت درجة الحرارة العالمية، زادت مخاطر موجات الحر، وهذا العام فإن موجات الحر أكثر سخونة وأطول مما كانت عليه سابقًا بسبب الاحترار العالمي، ويتوقع الخبراء أن يدفع هذا الأمر لتجاوز درجة الاحترار المأمولة وهي 1.5 درجة مئوية، وإذا لم يتم تخفيض انبعاثات الغاز الدفيئة ستستمر درجات الحرارة في الارتفاع.

وبسبب التغيرات المناخية زادت درجات الحرارة القياسية في يونيو الجاري مرتين، وهو ما أنعكس سلبيًا علي العديد من دول العالم، حيث تشهد العديد من الدول في أنحاء متفرقة من العالم موجة حارة قياسية، وسجلت بعض المدن مستويات قياسية اقتربت من حافة الـ 50 درجة مئوية.

وتسببت أيضا درجات الحرارة المرتفعة التي تجتاح العالم بقوة خلال هذه الفترة في معاناة العديد من دول العالم، من ضغوط علي البنية التحتية للطاقة، وهي من الاسباب الرئيسية لانقطاع التيار الكهربي بشكل كبير في العديد من دول العالم ومنها دولة متقدمة ودول في الاقليم، حيث أدت " الحرارة الشديدة والطلب المتزايد على أجهزة تكييف الهواء إلي تشكيل ضغطا على النظام الكهربائي مما أدي إلي انقطاعات محلية في العديد من الدول، سواء بإجراءات استباقية مثل الكويت ومصر وكذلك انقطاع الكهرباء في كل من العراق وتونس وليبيا، أو بشكل اضطراري ومنها دول البلقان وبريطانيا هذا الاسبوع، ومن المتوقع أن تقوم دول أخري خلال الفترة القادمة باتباع نفس النهج بسبب درجات الحرارة المرتفعة وغير المسبوقة، فموجات الحر والجفاف تضع بالفعل توليد الطاقة في الوقت الحالي تحت الضغط، وفقاً لما ذكره تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. فمثلا:

ولجأت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الكويتية لقطع الكهرباء بهدف تخفيف الأحمال وقت الذروة تباعًا من الساعة 11 صباحًا وحتي الساعة 5 مساء ،كما ضرب انقطاع كبير للتيار الكهربائي دول البلقان بما في ذلك "الجبل الأسود والبوسنة وألبانيا ومعظم ساحل كرواتيا يوم الجمعة 21 يونيو 2024, بسبب الزيادة المفاجئة في استهلاك الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبسبب الحرارة نفسها التي تزيد من التحميل الزائد على أنظمة شبكات انتاج الكهرباء، وأدي لخلق مشكلة فنية بهذه الشبكات.

وفي بريطانيا، منذ أيام أثرت مشكلة في امدادات الكهرباء علي مطار مانشيستر وعدد من المباني ،كما أعربت حكومات عديدة عن مخاوفها بشأن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وتزايد أعداد الوفيات، وبخاصة داخل دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك اليونان التي تواجه تزايداً في أعداد الوفيات ونيودلهي في الهند، فضلاً عن المخاوف في المملكة المتحدة.

في أمريكا، تتوقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي يوم الخميس القادم، أن تشهد البلاد أول موجة حر كبيرة هذا العام، ما يهدد بمشاهدة انقطاعات في تيار الكهرباء في عدد من الولايات خلال هذه الموجة، وهو أمر يحدث عادة بسبب تغير الطقس، حيث تعرضت الشبكة العامة الكهربائية الأمريكية لضغوط متزايدة مع الموجة الحارة خلال الأعوام الماضية، والتي أدت إلي أزمة في انقطاع الطاقة المتكرر.

وتسبب الطقس السيئ" الأمطار والعواصف وارتفاع الحرارة فى  حوالي 80% من جميع حالات انقطاع التيار الكهربائي الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2000 إلى عام 2023 منها نحو %58% بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لتقارير مركز المناخ المركزي الأمريكي.

وفي تصريحات صحفية للرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 27 يوليو 2023 حول الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، قال إنه تم تخصيص أكثر من 20 مليار دولار من قانون البنية التحتية لشبكات الكهرباء لتتحمل العواصف ودرجات الحرارة المرتفعة"، وهو حجم إنفاق ضخم على شبكات الكهرباء، ومع ذلك هذا وبالرغم من هذا توجد تحذيرات هذا العام من احتمالية انقطاع الكهرباء بسبب الموجة الحارة التي ستشهدها أمريكا.

مصر من بين الدول التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة مثل باقي دول العالم، بل وصلت لمعدلات حرارة قياسية واستمرار موجة الحر الشديد على كافة الأنحاء، فمثلا سجلت أسوان يوم الجمعة 7 يونيو الجاري أعلى درجة حرارة في العالم, ووصلت درجات الحرارة بها إلى 49.8 درجة مئوية وبذلك تكون أسوان قد تصدرت قائمة المدن الأكثر حرارة على وجه الأرض، متجاوزة العديد من المدن الأخرى التي تعاني من موجات حر قوية.

وأدت الموجة الحارة واستمرار الارتفاع الشديد في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية لهذه الفترة في مصر إلي اتخاذ الحكومة عدد من الاجراءات للحفاظ على التشغيل الآمن والمستقر لشبكة الغاز ومحطات إنتاج الكهرباء، حيث تم التنسيق بشكل مسبق بين الوزارتين لتحديد الكميات الإضافية المطلوبة من الوقود اللازم لمجابهة زيادة الاستهلاك في أشهر الصيف الحارة، وبالفعل قامت وزارة البترول بالتعاقد على هذه الكميات منذ فترة واستلامها طبقا للتوقيتات المخططة، لكن مع استمرار الموجة الحارة بشكل غير مسبوق حتي عن العام الماضي مما صاحبه زيادة أكبر في استهلاك الكهرباء غير متوقعة، كان هناك حاجة لاستيراد المزيد من الطاقة، وتم اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة