دندراوى الهوارى

الإسرائيليون حولوا التوراة لكتاب تاريخ.. لتبرير القتل واغتصاب أراضى الغير! «12»

الإثنين، 03 يونيو 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كما أكدنا فى مقالنا أمس، قد حولوا الكتاب المقدس «التوراة» إلى كتاب تاريخ، أو بالأحرى كتاب «أطلس التاريخ والجغرافيا السياسية» مدشنين ما يسمى اصطلاحا «علم الآثار التوراتى أو التلمودى» لإثبات حقوق تاريخية وجغرافية لا وجود لها إلا فى خيالهم، ومحشو بمعلومات متجاوزة التاريخ والكتب المقدسة. فى المقابل فإن كل محاولات اليهود، وتحديدا العلماء الذين تخصصوا فى دراسة التاريخ والآثار والحفريات، بجانب رجال الدين، والباحثون أيضا فى علم الأديان، حاولوا البحث والتحرى طول أكثر من قرن مضى، بشكل واضح، أو متخفيين، فى العراق واليمن والقدس ومصر، بحثا عن أى شاهد أثرى، ولو صغير يثبت تواجدهم، أو يتحدث عنهم من قريب أو بعيد، ما أصابهم بحالة من اليأس والإحباط المفرط.


كان الباحثون اليهود فى التاريخ والآثار، يتنكرون ويتخفون فى بعثات علمية أثرية أجنبية تنتمى لجامعات أوروبية عريقة، ويخفون عقيدتهم وهويتهم، حتى لا يتعرف عليهم أحد، ويذهبون للمناطق التى يزعمون أن أجداهم بنى إسرائيل عاشوا فيها، ومع ذلك لم يعثروا على أى شىء، ولو حتى «شقفة»، والشقفة عبارة عن قطعة من الفخار، ومصطلح متداول ومعروف بين علماء الحفائر.


الصدمة الكبرى لكل خبراء وعلماء الآثار اليهود ومن استعانوا بهم من القامات الأثرية ذات السمعة العلمية الكبيرة فى العالم للتنقيب فى كل شبر بمدينة القدس، بحثا عن الهيكل المزعوم، أو أى نوع من أنواع الشواهد الأثرية تثبت مزاعمهم التاريخية الوهمية، كما جابوا كل الأراضى الفلسطينية المحتلة، لنفس الغرض، وكان المصير هو الفشل المؤلم، والذى يمثل صدمة مروعة، لدرجة أن بعض الحاخامات قالوا، لولا إيماننا بالغيب، لكنا قد شككنا فى صدق الروايات التاريخية فى التوراة!


عالم من علماء اليهود، أكد أنه ما ذكر عن القدس من قصص وأحداث فى التوراة يشوبها كثير من الضبابية، وتتقاطع مع كل الحفائر التاريخية التى كشفت أن القدس وحتى قبل «السبى البابلى» كانت مجرد قرية صغيرة وهو ما يلقى بظلال الشك حول بناء النبى سليمان عليه السلام «هيكله» أسفل تلك القرية الصغيرة!


هناك باحث ومترجم للكتاب المقدس يدعى «ناحوم سارنا» المولود سنة 1923 بلندن، أكد أن هناك روايات تاريخية وردت فى التوراة ليس لها سند من شاهد خارجى، كما أنها مليئة بالتعقيدات الداخلية التى يصعب حلها، مما يزيد من الأمور تعقيدا فى وضع أحداث هذه القصص ضمن إطار تاريخى.


«سارنا» فجر مفاجأة كبيرة عندما أكد أن النص التوراتى يرسى محددات داخلية ذاتية ناشئة عن مقاصد وأهداف المؤلفين التوراتيين، فهؤلاء تبنوا نهجا قائما على تفسيرات لاهوتية لأحداث تاريخية منتقاة، وصياغة هذه الروايات بما يتلاءم مع هذه المقاصد والأهداف.


أجمع عدد كبير من الأبحاث ورسائل الدكتوراه فى التاريخ والآثار، وأيضا حتى فى تفسير التوراة، على أن هناك إقحاما متعمدا من المؤرخين والمترجمين المفسرين الأوائل للتوراة، بهدف تلفيق التاريخ الفلسطينى وإقحام اسم اليهود فى هذا التاريخ إقحاما شرسا وبالباطل ولا يمت للحقيقة بأية صلة!


نختم بالقنبلة التى فجرها الدكتور زئيف هرتسوج، أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم فى جامعة تل أبيب، والذى أسندت إليه الحكومة الإسرائيلية عملية التنقيب فى أكثر من موقع بالأراضى الفلسطينية المحتلة، عندما نشر مقالا فى صحيفة هآرتس، عام 1999 والذى اعتبره هو نفسه قنبلة فى وجه كل الشعب اليهودى بشكل عام، والإسرائيليون على وجه التحديد، عندما قال نصا: «عند سماع الحقائق التى باتت معروفة لعلماء الآثار الذين يتولون الحفريات منذ عقود طويلة، للبحث والتنقيب عن أى آثار تعود  لإسرائيل القديمة بفلسطين، توصل علماء الآثار إلى نتيجة مخيفة، فلم نعثر عن أى شىء يدل على وجود اليهود بفلسطين، فحكايات الآباء التوراتية مجرد أساطير، فلم نكن فى فلسطين، ولم نعثر على شىء يخص إمبراطورية داود وسليمان».


زئيف، قالها واضحة: «إن المكتشفات الأثرية أظهرت بطلان ما تضمنته النصوص التوراتية حول وجود مملكة متحدة يهودية بين داوود وسليمان فى فلسطين، وأنه من الصعب القبول بحقيقة أن التوراة يمكن اعتبارها مصدرا تاريخيا اليوم».


إذن كل ادعاءات إسرائيل بتواجدهم وتأثيرهم فى الحضارات القديمة، البابلية والمصرية القديمة وفى كل أنحاء فلسطين، مجرد زيف وتزوير فج، هدفه فقط اغتصاب أراضى ومقدرات الغير، من خلال تأصيل تاريخى معبق بنصوص دينية مشكوك فيها بفعل التدخل البشرى، باعترافهم الواضح والمدون فى كتب ومراجع وفى مقالات منشورة!
وللحديث بقية إن شاء الله.. إن كان فى العمر بقية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة