مبعوثة ألمانيا فى الشرق الأوسط: مصر لاعب أساسى في مفاوضات الحوار من أجل غزة.. دايكى بوتسل: الوضع الإنسانى كارثى مع تدهور معابر المساعدات الإنسانية.. ومقترح بايدن هو الحل السياسى لوقف معاناة الفلسطينيين

- نتمنى عدم التصعيد مع لبنان حتى لا نرى معاناة جديدة

- نعمل على دعم السلطة الفلسطينية من أجل إعادة الإعمار 

للمرة السادسة، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر، تتواجد المبعوثة الخاصة للحكومة الألمانية للمساعدات الإنسانية في الشرق الأدنى والأوسط، دايكى بوتسل، في مصر، للمشاركة في حوارات تستهدف حل الأزمة الفلسطينية، وتحسين الوضع في قطاع غزة، والتي وصفته بالكارثي، ولم تنس أن تثمن جهود مصر ودورها في حل الأزمة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن.

كما تحدثت دايكى بوتسل، في تصريحات صحفية، على هامش تواجدها في القاهرة، للمشاركة في منتدى أسوان للسلام والتنمية، عن  مقترحات السلام الموضوعة على مائدة الحوار، دعم برلين لمقترح الرئيس الأمريكى جو  بايدن، وطموحات ألمانيا  في إعادة إعمار غزة بعد إزالة الألغام والأنقاض.

- مصر شريك أساسى فى مفاوضات الوصول إلى حل فى الأزمة الفلسطينية

وعن دور مصر في التوصل إلى حل سياسي لأزمة غزة، قالت بوتسل إنها شريك مهم لا غنى عنه، ولاعب أساسى  في مفاوضات الوصول إلى حل، بالإضافة إلى دورها في  إطلاق سراح الرهائن، ودعم الاستجابة الإنسانية، مشيدة باستضافة مصر مؤتمر السلام، وإجراءات المحادثات مع الدول العربية  لدعم الجهود الإنسانية.

كما  عبرت عن سعادتها لقيام ألمانيا وبالتعاون مع مصر بإخراج نحو 70 طفلًا يتيمًا، بالإضافة إلى 30 شخصا وصى عليهم، من  قطاع غزة إلى بيت لحم في الضفة الغربية، لحمايتهم من الخطر وإنقاذ أرواحهم، رغم أن إسرائيل أكدت عدم خروج أي غزاوى إلى الضفة الغربية، ولكن تم ذلك بالكثير من المفاوضات، معلنة تأثرها بحلم الأطفال الذى أعلنوا وقت نقلهم بأن يعودوا مرة أخرى إلى وطنهم.

وأشارت بوتسل إلى تواجدها في مصر، للمشاركة في منتدى أسوان  للسلام والتنمية، في إطار المساعي الدولية، المستمرة من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين المدنيين في غزة، والتواصل والتعاون مع الأطراف ذات الصلة، لمناقشة  مسائل تخص الإمداد بالمواد الغذائية والمواد الطبية، ومواصلة الحوار حول مستقبل غزة، مشيرة إلى تواجد الكثير من الفلسطنين في مصر لتلقى العلاج، والرغبة في دعم مصر لمواجهة ذلك.

- 312 مليون يورو دعم عاجل لغزة والضفة الغربية منذ أكتوبر الماضى

وأكدت  المبعوث الخاص للحكومة الألمانية للمساعدات الإنسانية فى الشرق الأدنى والأوسط، دايكى بوتسل ، على دعم ألمانيا لقطاع غزة والضفة الغربية منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر، بنحو 312 مليون يورو، إضافة إلى إعادة تمويل وكالة الأونروا، والتعهد بتقديم 10 ملايين يورو،  وكذلك تقديم  8 ملايين يورو إلى مصر لدعم الاستجابة الإنسانية لديها، بالإضافة إلى دعم مستمر لوزارة الصحة  بالمعدات الطبية والحاضنات.

- الوضع فى غزة كارثى 

وأشارت بوتسل إلى الوضع الكارثى الذى يعانى منه قطاع غزة حاليًا، خاصة بعد العمليات العسكرية  في رفح والتي أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، وكذلك صعوبة  إدخال المساعدات الإنسانية، إلى القطاع بسبب  انعدام الأمن والسلام، والصراع الذى لا ينتهى، و إغلاق معظم المعابر لأسباب أمنية أو لتحطم البنية التحتية، وتدهورها بسبب الأحوال الجوية،  لذلك يتم العمل عن  كثب مع برنامج الأغذية العالمي، و اليونيسيف، والهلال الأحمر، ومع منظمة الصليب الأحمر ، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومجموعة واسعة من الشركاء .

- الحل الوحيد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وقف إطلاق النار 

وأكدت المبعوثة الألمانية، إلى إجراء محادثات مستمرة، لوضع حل ووقف العمليات العسكرية والسماح بمرور المساعدات مرة أخرى، والذى لا غنى عنه من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وترى المبعوثة الألمانية، أن الحل الوحيد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، هو وقف إطلاق النار، والاتفاق الذى يؤدى إلى حل سياسي،  يتمثل في  حل الدولتين،  مع ضرورة  دعم السلطة الفلسطينية ليكون لها دور حقيقى  في غزة،  ولذلك نتشاور مع قادتها حول ما يريدون، وكيفية دعم السلطة الفلسطينية، في ظل أزمة أموال الضرائب التي لم يتم تحويلها  للفلسطينيين حتى الآن،  مع حاجتهم الملحة إلى المال  من أجل إدارة الأعمال كسلطة فلسطينية.

- مقترح بايدن الحل السياسى الوحيد ولا بد من استغلاله 

وأكدت بوتسل إن مقترح بايدن ،هو الحل السياسي الوحيد المطروح حاليًا على الطاولة، لذلك لا بد من استغلاله، من أجل وقف  معاناة الفلسطينن.

وقالت دايكى إن  تنفيذ مقترح بايدن، هو الخطوة الأولى في طريق السلام، والأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار،  وإطلاق سراح الرهائن ، و فتح الطريق أمام حل طويل الأجل، وهو  حل الدولتين ، مطالبة السلطة الفلسطينية بتحمل مسئولية الإدارة، من أجل  توفير الدعم للشعب الفلسطيني، والبدء في إعادة إعمار غزة، حيث  ستكون مهمة ضخمة للمجتمع الدولي، موضحة أن موافقة حماس على خطة بايدن، تعنى  وقف إطلاق النار،وبالتالي توقف معاناة الناس.

وأوضحت بوتسل إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن من المهم أيضًا مراعاة القانون الإنساني الدولي، وحماية  المدنيين، مشيرة إلى أن عملية رفح العسكرية، ساهمت في تدهور الأوضاع، لذلك نقوم بمساعدة شركائنا  من أجل   تخفيف العبء .

- ألمانيا ملتزمة بإعادة إعمار غزة 

وأعلنت دايكى بوتسل، التزام ألمانيا بإعادة إعمار غزة، مشيرة إلى المشاركة الفعلية من قبل في المساعدات الإنمائية، مثل افتتاح منشأة لمياه الصرف الصحى، تم بناءها بنحو 83 مليون يورو، لكن تم تدميرها بالكامل بسبب الحرب، بالإضافة إلى القيام حاليًا بدعم المنظمة الدولية المختصة بإزالة الألغام، ومع عدم قدرتهم على القيام بذلك في الوقت الحالي، إلا أنهم يقومون  بتدريب وتثقيف الناس حول كيفية توخي الحذر مع المتفجرات ،  مشيرة إلى أن ألمانيا تقف  على أهبة الاستعداد لمساعدة ودعم الجهود الدولية  وإجراء محادثات مع الدفاع المدنى، لإزالة الألغام من غزة حتى تتمكن من البدء في إزالة الأنقاض، وإعادة الإعمار.

- نتمنى عدم اشتعال الصراع على الحدود اللبنانية 

وفى النهاية تمنت دايكى بوتسل المبعوثة الألمانية  للمساعدات الإنسانية فى الشرق الأدنى والأوسط،  عدم التصعيد على الحدود اللبنانية، حتى لا نرى أزمة كبيرة أخرى وحربا أخرى على تلك الجبهة أيضا.