إعلام إسرائيل يهددنا!

عجيب أمر الحكومة بشأن التعاون مع إسرائيل وعجيب كذلك غياب الإعلام المصرى عن رصد هذا التعاون أولا بأول حتى أصبحت وسائل الإعلام الإسرائيلية هى المرجع الأساسى والوحيد فى هذا الأمر، فى 19 فبراير الجارى توجه وفد اقتصادى مصرى يضم مسئولين من الحكومة والقطاع الخاص للبحث فى جديد التعاون الاقتصادى فى إطار اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة باسم الكويز وتم استدعاء الوفد بدون إجراء المحادثات بسبب نقض إسرائيل لاتفاق التهدئة مع الفلسطينيين وغضب مصر لذلك، وفى هذا الأمر لى ملاحظتان، الأولى: أن كل الصحف المصرية اهتمت بعودة الوفد الاقتصادى ونقلت غضب مصر وتعليق المحادثات عن صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية وليس عن مسئول مصرى، ذلك يعنى أن رصد التعاون يأتينا من وسائل إعلام إسرائيلية فى ظل غياب كامل لنظيرتها المصرية.

الملاحظة الثانية: إن قضية عودة الوفد احتلت مانشيتات الصحف دون أدنى جهد لعمل تغطية من الداخل لدعم القرار المصرى فى هذا الاتجاه، وتركت القارئ رهن التخبط والحيرة، فالمصدر هو الإعلام الإسرائيلى، حتى إن الصحف لم تشر فى 19 الجارى إلى سفر الوفد لأن مثل تلك الزيارات تكون سرية ويرفض المسئول المصرى التعليق عليها ربما لأن التعاون مع إسرائيل مرفوض شعبيا وتخشى الدولة تعبئة داخلية ضده.

أنا أدرك أن إسرائيل دولة فوق القانون وترهب من حولها وتقتل الأطفال والنساء الفلسطينيين بدون أدنى مبرر وتصر على احتلال الأرض العربية فى فلسطين والجولان، وأدرك أن دولة بهذا الصلف والإرهاب لا ينبغى التعاون معها اقتصاديا، بل نكتفى بالتشاور فقط سياسيا لأننا بالفعل ندعم هذا الاتجاه الخطير داخل تلك الدولة ذات النبت الشيطانى.

وأتوجه فى هذا الإطار لحكومتنا إن كانت مضطرة كما تقول للتعاون الاقتصادى مع إسرائيل فلا تتركنا فريسة للإعلام الإسرائيلى ننقل عنه ونأخذ أفكاره ونرتمى فى أحبار أقلامه لأن تلك الأحبار مختلفة تماما عن أحبار العالم، فأقلام الإعلام هناك ربما لا تقل سوءا وانحطاطا عن أفكار ساستها فالحبر الإسرائيلى بالنسبة لنا هو دم من نوع جديد، وأنا واثق تماما أن هذا التعاون لن يكتب له النجاح إطلاقا لأن غالبية المصريين يرفضون نعمة إسرائيل حتى وإن كانت هى الوحيدة فى العالم.

أيتها الحكومة لابد من إحاطة الإعلام المحلى بأى تحرك مع هذا الكيان حتى تكون المعالجة مصرية لا دخل للإعلام الإسرائيلى بها.. فلنجرب قبل فوات الأوان.