أشرف مفيد

"هدية" السيسى !!

السبت، 29 مارس 2014 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل يوم واحد من إعلانه عن اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة، وقبل أن يخلع زيه العسكرى، أهدى المشير عبد الفتاح السيسى الوطن بتلك القوة الخاصة التى تم تشكيلها من القوات السلحة لمعاونة الشرطة فى التصدى للعمليات الإرهابية وهى ما أطلق عليها اسم "قوات التدخل السريع" التى تعكس بشكل كبير الفكر المتطور للمشير السيسى فى التعامل مع الأحداث والمشاكل التى تواجهها مصر، فالفكرة لم تأت من فراغ وإنما جاءت فى إطار بحثه الدءوب وحرصه المستمر على إيجاد حلول عملية وليست تقليدية للتخلص من تلك المشاكل.

لقد استمعت إلى مداخلة هاتفية للواء سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة سابقا فى إحدى القنوات الفضائية وتوقفت كثيراً أمام ما قاله بشأن "قوة الانتشار السريع" فقد أشار إلى مسألة غاية فى الأهمية وهى أن طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية أصبحت تتخذ شكلاً متطورًا وبأسلحة متطورة أيضًا، وهو ما لم تعتده القوات المسلحة أو الشرطة من قبل ويحتم وجود آلية تستطيع مواجهة ذلك بنفس النمط والحداثة.. وشدد على أن تشكيل تلك القوة لا يعد تدخلاً فى أعمال الشرطة فهناك تجارب مماثلة تمت بهذا الشكل فى مختلف دول العالم.

نعم إن التطور النوعى الذى طرأ على العمليات الإرهابية مؤخرًا هو الدافع الرئيسى وراء خلق مواجهة من نوع جديد تكون على علم ودراية وتدريب خاص بحيث يتم التعامل مع هذه العمليات الإرهابية دون أن يكون هناك أى تدخل من جانب القوات المسلحة التى ينبغى أن تكون بعيدة كل البعد عن تلك "الاحتكاكات" التى تحدث بشكل شبه يومى من جانب "الجماعة المحظورة" وأعوانها، وذلك حتى تتفرغ قواتنا المسلحة لمهمتها المقدسة المتمثلة فى خدمة الوطن وحماية الحدود ووقف أية تجاوزات يمكن أن تحدث من دول الجوار.

إن هذه القوة الجديدة التى تم تشكيلها مؤخرا وتضم أفضل عناصر القوات المسلحة وأكثرها تدريباً، يجب أن نتعامل معها بموضوعية شديدة وأن نضعها فى حجمها الحقيقى وألا نحيطها بتلك الصورة التى يحاول البعض أن يلصقها بها وكأنها تتمتع بقدرات هائلة تمكنها من صنع المعجزات، فهى مجرد "فرقة" عسكرية ستتولى مهمة وطنية تتمثل فى محاربة الإرهاب بأساليب وبأشكال متطورة دون أن يكون لها أى دور آخر.

وأعتقد أن ما قاله المدير الأسبق للشئون المعنوية عن أن هذه الفرقة لن تتدخل فى شئون الشرطة أو تحل محلها، هو كلام مهم للغاية خاصة وأنه يقطع الطريق أمام "الشائعات" فقد جاء على خلفية التلميحات التى أطلقها بعض المغرضين بأن "قوة الانتشار السريع" سوف تحل محل الشرطة وذلك فى محاولة "خبيثة" من أعضاء تلك الجماعة المحظورة لإحداث فتنة "أمنية" وعمل فجوة بين الجيش والشرطة و"ضرب" هذا التوحد الذى لمسناه بأنفسنا وبشكل لافت للنظر حينما انحاز الجيش والشرطة للشعب وفى مساندتهما غير المسبوقة للشعب أثناء ثورة 30 يونيه الرائعة.

فهل ستسعدنا هذه القوة الجديدة وتقوم بقطع دابر الإرهاب وتجفف منابع الفوضى التى تملأ الشوارع على يد شلة من "البلطجية" والمأجورين الذين يتحركون بتمويل من الجماعة المحظورة من أجل "أوهام" لم يعد لها وجود سوى فى عقولهم ونفوسهم "المريضة"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة