الإذاعة العامة الإسرائيلية :إسرائيل تواصل قصفها العنيف لغزة.. ليبرمان يدعوا لسحق "حماس" وقهرها عسكريا.. وجيش الاحتلال يستدعى 2000 جندى ويحاصر القطاع بريا.. وفشل محاولة اغتيال "الضيف".. والقاهرة تبدى أسفها لخرق الهدنة
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، صباح اليوم الأربعاء، قصفها العنيف لقطاع غزة برا وجوا لليوم الثانى عقب فشل مفاوضات التهدئة فى القاهرة أمس، بعد خرق الهدنة من جانب حركة "حماس"، حيث أغارت المقاتلات الإسرائيلية على مواقع فى مدينة غزة ومخيم البريج ومنطقة خان يونس، أسقطت خلالها 10 شهداء فلسطينيين.
وكشفت الإذاعة العامة الإسرائيلية، خلال تقرير لها اليوم، أن الجيش الإسرائيلى قام باستدعاء حوالى 2000 من جنود الاحتياط الذين كان من المقرر أن يتم تسريحهم، أمس، كما قام بتكثيف قواته فى جنوب قطاع غزة لحصاره بريا، وذلك باليات عسكرية ثقيلة منها دبابات وناقلات جنود مدرعة.
وفى السياق نفسه، كرر وزير الخارجية الإسرائيلى اليمينى المتشدد أفيجادور ليبرمان، دعوته إلى سحق حركة حماس وقهرها عسكريا، رافضا التوصل معها إلى أية تسوية.
وانتقد ليبرمان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" سياسة الهدوء مقابل الهدوء، مضيفا أن حماس هى التى تبادر بإطلاق النار وتتحكم فى وتيرة عملياتها بينما تكتفى إسرائيل بالرد، على حد قوله .
فيما أعربت مصادر أمنية وسياسية كبيرة بتل أبيب عن اعتقادها بأن يستمر خلال الأيام القريبة إطلاق الصواريخ على إسرائيل وكذلك الغارات الجوية لسلاح الجو على أهداف فى قطاع غزة.
وأكدت المصادر أن لدى إسرائيل معلومات تفيد بأن رئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل، عمل على عرقلة وقف إطلاق النار لإفشال المبادرة المصرية وطرح مبادرة عربية تعاكس تلك المصرية.
وأكدت وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبى ليفنى، عضو المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسية "الكابنيت" فى صفحتها الشخصية على "الفيس بوك" أيضا وجوب حظر التحاور مع منظمات مسلحة وحشد المجتمع الدولى ضد حماس.
وفى المقابل، أكدت القاهرة اليوم، أنها تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، لحثهما على الالتزام مجدداً بوقف إطلاق النار والاستمرار فى الانخراط بشكل إيجابى فى المفاوضات بما يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية فى بيان صادر عنها عن أسفها البالغ لكسر الهدنة فى قطاع غزة واستئناف إطلاق النار وتجدد أعمال القصف بين إسرائيل وقطاع غزة، معتبرة أن هذه الأعمال تؤدى حتماً إلى سقوط المزيد من الضحايا والجرحى وتهدد بمضاعفة تبعات الأزمة على المدنيين الأبرياء.
فيما زعم مصدر عسكرى إسرائيلى رفيع المستوى، أن الجيش الإسرائيلى لم يكن يهاجم أهدافا فى قطاع غزة خاصة قياديين بارزين فى "حماس" حتى وإن كانت بحوزته معلومات دقيقة لو لم تخرق حماس اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أن قوات الجيش والأجهزة الأمنية عملت لدى خرق الهدنة بدون قيود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية، أن إسرائيل حاولت تصفية قائد كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس محمد ضيف، فيما أقرت الحركة أن زوجة الضيف وابنته قتلا خلال غارة إسرائيلية الليلة الماضية على منزل فى حى الشيخ رضوان بمدينة غزة، وأعلنت حماس أن جنازة الاثنين ستجرى ظهر اليوم فى مخيم "جباليا" .
وذكرت مصادر فلسطينية، أنه تم انتشال جثة تعود إلى أحمد رباح الدلو من تحت الأنقاض ولم يتضح بعد ما إذا كان محمد ضيف قد قتل خلال الغارة أم لا، مضيفة أن المنزل الذى تم قصفه يعود إلى عائلة جمال الدلو المسئول فى وحدة تصنيع القذائف الصاروخية لحماس.
واتهم القيادى فى حركة حماس موسى أبو مرزوق، إسرائيل بمحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكرى لحماس محمد ضيف، قائلا فى صفحته للتواصل الاجتماعى "الفيس بوك" إن زوجة ضيف وابنته قتلتا فى قصف إسرائيلى لمنزل عائلة الدلو، ولم يشر إذا ما كان الضيف كان موجودا فى المنزل خلال القصف الإسرائيلى أم لا.
واتهم أبو مرزوق إسرائيل بأنها أعلنت كذبا إطلاق صواريخ من القطاع واتخذت سلسلة إجراءات بهدف تنفيذ محاولة الاغتيال مشيرة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلى أغار على 80 هدفا فى القطاع منذ أمس بينها مخازن أسلحة وورش لتصنيع الوسائل القتالية.
يديعوت أحرونوت :اليمين الإسرائيلى يهاجم مفاوضات القاهرة ويرفض رفع حصار غزة
طالب وزراء اليمين الإسرائيلى بالحكومة الإسرائيلية بسحق حركة "حماس" وإعلان الحرب على قطاع غزة، مهاجمين بشدة محادثات وقف إطلاق النار فى القاهرة التى فشلت فى التوصل إلى اتفاق دائم بعد خرق الهدنة أمس.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن وزير الاقتصاد، نفتالى بنيت من حزب "البيت اليهودى" اليمينى المتشدد، قوله: "حينما نريد الانتصار على تنظيم مسلح يجب أن نخضعه، وحينما نفاوض هذا التنظيم سنحصل على مزيد من الإرهاب، وعاجلا أم آجلا ستحتاج إسرائيل إلى سحق حركة حماس، ولا مفر من ذلك"، على حد تعبيره.
من جانبه قال وزير الإسكان اليمينى المتشدد أورى آرئيل، من حزب "البيت اليهودى" أيضا: " ينبغى توجيه الضربات للعدو، حماس، حتى تحقيق النصر، وأشد على يد رئيس الحكومة الإسرائيلية وقوات الجيش لتوفير الرد الصارم والمؤلم لحماس".
فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلى المتشدد، أفيجادور ليبرمان إلى السعى لحسم سريع للحرب على قطاع غزة، معتبرا أن سياسة الحكومة المتمثلة بـ "هدوء مقابل هدوء" خاطئة من الأساس.
وفى المقابل انتقد رئيس المعارضة الإسرائيلية ، يتسحاق هرتسوج رئيس حزب "العمل" اليسارى، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، متهكما عليه قائلا: "وظيفة الحكومة ورئيسها توفير الحماية والهدوء لمنطقة الجنوب، فإذا ما كان ادعاء رئيس الحكومة صحيحا بأن حماس هزمت، فيتوقع منه أن يتوصل لتسوية سياسية بشروط جيدة لإسرائيل، لكن إذا ما انطوت إلى الخلف لتحقق هدوءا متخيلا، كالذى شهدناه ، فذلك يشير إلى فشل الحكومة الضعيفة".
معاريف :نتانياهو يعقد اجتماعا طارئا لـ"الكابنيت" وسط توقعات برفض أى مفاوضات جديدة
ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، أن المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون الأمنية والسياسية "الكابنيت" سيجتمع للمرة الأولى منذ يوم الجمعة الماضى، بعد ظهر اليوم وذلك من أجل مناقشة التطورات بعد توقف المفاوضات فى القاهرة وتجدد إطلاق النار فى قطاع غزة.
وأضافت معاريف أنه من المتوقع أن يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، انتقادات واسعة وشديدة اللهجة من قبل وزراء "الكابنيت"، على رأسهم وزير الخارجية أفيجادور ليبرمان، ووزيرة القضاء تسيبى ليفنى، ووزير الاتصالات جلعاد أردان، ووزير الأمن الداخلى يتسحاق أهرنوفيتش، ووزير الاقتصاد نفتالى بنيت، والذى من المتوقع أن يعارض أولئك الوزراء إجراء أى مفاوضات مع الفلسطينيين فى القاهرة.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن كل من وزير المالية يائير لبيد، ووزير العلوم يعقوب بيرى، من المتوقع أن يطالبان رئيس الحكومة بتشكيل لجنة دولية من أجل دراسة كيفية نزع سلاح المقاومة فى قطاع غزة.
وكانت مصادر فلسطينية قد أفادت بأن الوفد الفلسطينى قد غادر مطار القاهرة الدولى فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، عقب مشاركته فى المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلى، لبحث وقف العدوان على قطاع غزة.
وكان رئيس الوفد عزام الأحمد، قد أعلن بأن الفلسطينيين قد أبلغ الجانب المصرى مغادرته للقاهرة فجراً، وذلك نظراً لتعنت الوفد الإسرائيلى، وتجاهل تسليم الوسيط المصرى أى رد على كل المقترحات المقدمة من قبلهم، واصفاً ما حدث بأنه لا يعد انسحاباً من المفاوضات، وأن الوفد الفلسطينى سيكون على أهبة الاستعداد للعودة للتفاوض حين يرى الوسيط المصرى الجو مهيأ لاستكمالها من جديد.
