يحظى هذا الموضوع باهتمام كبير من حكومات عدد من الدول العربية التى تتعرض لهجمات إعلامية فى عدد من الفضائيات الخارجية، خاصة "الفضائيات الخاصة" والتى زادت حدتها إبان اندلاع "ثورات الربيع العربى"، فى 2010، والتى تعمل على إثارة الفتن، وتزعزع الأمن والاستقرار.
وهنا يبرز تساؤل هام: هل تستطيع الجامعة العربية التوصل لآلية وقف أو غلق القنوات الفضائية، التى تبث سمومها فى وجه دولا عربية تأثرت بالصراعات السايسية والعسكرية فى المنطقة؟
من جهتها دعت جامعة الدول العربية خلال الاجتماع، الذى بدأ أعماله اليوم برئاسة محمد أحمدين مستشار رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، تضافر الجهود الإعلامية العربية لترسيخ خطاب إعلامى عربى متوازن يمكن دول المنطقة من مكافحة الإرهاب ومواجهة مخططات بث الفرقة والطائفية، مؤكدة أهمية وجود أطر وضوابط تشريعية وقانونية لوقف القنوات المسيئة للدول العربية الأعضاء بالجامعة، بحيث يركز على القواسم المشتركة وتعزيز التضامن العربى.
السفيرة أبو غزالة تحذر من تداعيات تلك القنوات
وحذرت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال، من التداعيات الخطيرة للقنوات الفضائية الخارجية التى تحارب العرب والمسلمين وتشوه صورتهم وتلصق بهم تهمة الإرهاب وبالتالى فإن المخاطر أعظم حينما تتخذ بعض الفضائيات العربية نفس النهج وتؤجج الفتن والفرقة الطائفية .
ولفتت السفيرة أبو غزالة خلال كلمتها فى الاجتماع، إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية بدأت تحركها على الساحة الدولية من خلال تنظيم سلسلة من الاجتماعات والملتقيات لشرح وجهة نظر الدول العربية للتعامل مع الصور النمطية ومحاولة الربط بين الإرهاب والإسلام، مشددة على أن الدين الإسلامى بعيد كل البعد عن هذه الاتهامات .
ومما لا شك فيه أن دولا مثل العراق وسوريا ومصر وبعضًا من دول الخليج العربى التى تأثرت تأثيرا مباشرا بالصراعات السياسية والعسكرية الجارية فى تلك البلدان، كانت أكثر الدول تعرضا لمثل هذه الهجمات الإعلامية والتى تهدف إلى زرع بذور الفتن وبلبلة الرأى العام والتحريض على العنف.
ولعل أبرز القنوات التى تدعو مصر في الوقت الحالي إلى إغلاقها هى مصر الآن، الشرق، رابعة، مكملين، الحوار، اليرموك والتى تبث على القمر الصناعى الفرنسى "أتلانتيك بيرد"”، على نفس مدار القمر الصناعى المصرى "نايل سات".
تشكيل لجنة لوضع التشريعات اللازمة للتعامل مع تلك القنوات
من جهته قال فوزى الغويل مدير الإدارة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، أنه تم تشكيل لجنة مسؤولة عن وضع الأطر والتشريعات اللازمة التى من خلالها سيتم التعامل مع القنوات التى لم تلتزم بتلك التشريعات والتى خالفت نصوص العقد خاصة القنوات الخاصة.
وأوضح الغويل فى تصريحات صحفية على هامش الاجتماع أنه تم التطرق خلال الجلسة الأولى للاجتماع إلى التدرج فى اتخاذ الإجراءات قبل إصدار قرار بوقف القناة التى لم تلتزم بالتشريعات الموضوعة فى هذا الشأن ومنها مخالفات بالانذار أو مخالفات مالية.
وأكد الغويل أن هذا الاجتماع يأتى ضمن اهتمام الجامعة العربية بتطوير الإعلام والتأكيد على أخلاقيات المهنة، فضلا عن تحديد المخالفات ووضع التشريعات لضبط عمل القنوات التى تبث عبر الشركات المختصة فى الفضائيات.
ولفت الى أن هذا الاجتماع يأتى تنفيذاً لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب بشأن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات"، والصادر فى الدورة العادية السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب، وتحديداً الفقرة الأولى منه والتى تنص على تشكيل فريق عمل متخصص من الدول الأعضاء ودعوة المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) للمشاركة فى عمل الفريق بهدف اقتراح الإجراءات والخطوات اللازمة من النواحى الفنية والتشريعية والقانونية لوقف بث القنوات الفضائية التى تسئ لأى دولة عربية من الدول الأعضاء وتتدخل فى شؤونها الداخلية لها وتثير الفرقة والطائفية وتحرض على الإرهاب عبر منظومة عرب سات.
وأشار الغويل إلى أنه تم تشكيل فريق عمل لتحديد هذه التشريعات ووضع ضوابط تتوافق مع حرية الرأى، وفى نفس الوقت تحدد المعايير والاشتراطات اللازمة لكل القنوات ضمن العقود والاتفاقيات المنصوص عليها فى هذا الشأن.
دول تقدمت بشكاوى
ونوه إلى تقدم بعض الدول بشكاوى ضد بعض القنوات التى تسيئ إليها وحددت أسماء بعضها، مؤكدا أن الأجندة التى تم تشكيلها لوضع المعايير والاشتراطات التى سيتم بموجبها وقف القنوات المخالفة، مشيرا إلى أن النتائج التى ستتوصل إليها اللجنة سيتم رفعها للشركات الناقلة للقنوات والمسؤولة عن عملية الوقف.
وأكد الغويل أن الهدف الرئيسى لدعوة المجلس الوزارى لعقد هذا الاجتماع هو وضع حد للانفلات الإعلامى الموجود حاليا مع الوضع فى الاعتبار مسألة حرية الرأى والتعبير ومراعاة أخلاقيات المهنة والالتزام بميثاق الشرف الإعلامى.
