شيماء الشاعر تكتب: أمهات تصرخ.. وأطفال مكبوتة!

الأربعاء، 25 فبراير 2015 11:02 م
شيماء الشاعر تكتب: أمهات تصرخ.. وأطفال مكبوتة! شيماء الشاعر استشارية تربية أطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواجه الأمهات فى العادة العديد من الصعوبات فى تربية الأبناء، فهناك العنيد والمشاكس ومفرط الحركة، وتشكو وتصرخ بعض الأمهات وتقول "منذ ولادته وهو غير الأطفال شقى، وكثير الحركة، ويشد كل حاجة، ويخرب الألعاب، وهو غير الأطفال كثير الصراخ والبكاء بصورة تثير الجنون، ولقد لغى حياتى تمامًا منذ قدومه فلا وقت لدى لأهتم بنفسى أو أمارس هواياتى حتى النوم، غارت عيناى من السهر، وهزل جسدى من التعب، ولا زيارات أو علاقات وحتى علاقتى بزوجى تأثرت كثيرًا جدًا فهو دائم البكاء ويجب علىَّ ضمه حتى ينام، وإذا تركته يستيقظ فورًا، حتى التلفاز لم أكن أستطيع مشاهدته فأصبحت أصرخ به أحيانًا حين يفيض الكيل بى وقد أضربه فى بعض الأحيان".

أولاً فى هذا العمر يفضل أن لا تتركى أمام طفلك تحفًا أو أغراضًا يمنع الاقتراب منها، فأنت تريدين منزلاً وجوًا هادئًا نفسيًا، وليست نفسية متوترة لكِ خوفًا من التخريب، وهو خوف من العقاب، ولكن مع هذا، اتركى بعض الأشياء العادية والتى يفضل أن لا يملسها الطفل، ولكن إن لمسها، لا تسبب خرابًا ولا يؤذى نفسه.

ولكل الأمهات أقول خلق الله سبحانه وتعالى للطفل العديد من الطاقات، منها الطاقة الحركية، وليس من السهل أن نكبت هذه الطاقة داخل الطفل، ولكن بإمكاننا تهذيبها، وفق استعدادات الطفل، فاللعب والحركة، مطلبان طبيعيان، وعنصران أساسيان من عناصر النمو الجسمانى، والنفسى، والذهنى، والإجتماعى للطفل، ولكنهما ينبغى أن يكونا فى حدود المعايير الطبيعية، والطفل الذى يعانى الكبت وعدم الخروج للمنتزهات والحدائق الواسعة والاختلاط بأطفال بعمره أو أكبر قليلاً ليس لديه القدرة على الراحة والاسترخاء، ويبدأ ظهور النشاط المفرط فى سن الثالثة تقريبًا، يكون الطفل كثير الحركة، والقلق، ويكون اندفاعيًا فى تصرفاته قليل التركيز، شارد الذهن، عدوانى وغير قادر على توطيد صداقات، ولا يستطيع الجلوس طويلاً فى مكان واحد ومع مرور الوقت عندما يصبح فى سن المدرسة يظهر عليه تغير المزاج والعصبية وعدم الثقة بالنفس والعناد وحركة مستمرة مع عدم الجلوس إلا بمصاحبة الإهتزاز والقفز وعدم التركيز، وقد تجدينه يصرخ فجأة وأحيانا يتهته، وعدم النوم بسهولة، وكثير التقلب، وقد يبكى أثناء النوم.

فلكى تعالجى ذلك وتكفى عن الصراخ عليكِ بإعادة ترتيب الأثاث، وأن تفسحى له مكانًا واسعًا وآمنًا من المخاطر وإبعاد الأشياء سهلة الكسر والآلات الحادة عن متناول يديه وإبعاد والأشياء التى لها بروز واسلاك الكهرباء، وغلق النوافذ وعدم ترك كراسى أو منضدة بجانبها حتى لا يتسلق الطفل عليها، وإعادة ترتيب أثاث المنزل، وعلينا أن نضع برنامجًا لتفريع هذه الطاقة، فالطفل من عمر تسعة شهور عندما يحبو من الممكن استخدام ألعاب مثل السجادة الموسيقية ذات الألوان الزاهية وبها رسوما حيوانات، فعندما يضغط على شكل الحيوان يسمع صوته ومثل هذه الألعاب تنمى عنده مهارة الكلام، وفى سن سنة إلى سنتين المكعبات التى تتميز بالفك والتركيب، وأكثر اللعب المألوفة لديه التى تجر أو تسير إلى الأمام والخلف مثل الدراجات ثلاية العجلات فمن الممكن أن تستعينى بها أثناء الخروج بالحدائق وجلب بعض الأطفال من الأقارب للعب معه، وبالتالى يفرغ الطاقة المكبوتة لديه ومع مرور الوقت سوف تلاحظين عليه الهدوء، وفى الثالثة من عمره تحكى له القصص القصيرة واستخدام اللوح والطباشير وتركيب الصور والرسم بأقلام التلوين الغير سامة، وعندما يبلغ الأربع سنوات من الممكن الاشتراك ببعض الألعاب الرياضية التى تناسبه ويفضلها مثل الكاراتيه والسباحة لتفريغ الطاقة التى لديهم حتى يصيروا أكثر هدوءاً عند الكبر.

ومن أسس الصحة النفسية ترك الأطفال للهو وتدمير اللعب أحيانًا ليتعلموا الابتكاروالاحتفاظ بممتلكاتهم من الأهداف السامية فى الحياة، كما أن جذب الطفل للدقائق للنظر إلى السماء يمنحه الهدوء عند نوبات البكاء والغضب، وأيضاً فرصة لطرح الأسئلة للوصول إلى مكنون الوجود على ألا تهرب الأم من الإجابة عن استفساراته لو كانت ساذجة، والكتاب له دور مؤثر فى حياة الأطفال ويجب أن تحرص الأم على قراءة كتاب أمامه لتكون قدوة له.


موضوعات متعلقة:



شيماء الشاعر تكتب: موت الترابط الأسرى بمشنقة الموبايل والأيباد










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة