محافظات الصعيد هى الأكثر فقرًا رغم ما تمتلكه من موارد بشرية وطبيعية.. وهى الأكثر تعرضًا للظلم لأنها بعيدة تمامًا عن رقابة الدولة.. وأهل الصعيد الأكثر أمية لأسباب كثيرة تعلمها الحكومة الحالية وكل الحكومات السابقة ولا داعى لتكرارها، هذا الحديث ليس من عندى وإنما تؤكده كل المؤشرات الحكومية والدولية التى أذكر منها ما رصدته على سبيل المثال مؤشرات الفقر لعام 2013 الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، حينما قال إن الفقر والبطالة يحاصران محافظات الصعيد بمصر، حيث تحتل العشوائيات مساحات كبيرة وتؤكد قتامة أوضاع السكان المعيشية، كما أن هذه المؤشرات ذهبت أيضًا إلى أن 49% من سكان ريف الوجه القبلى يعانون الفقر، وتقل النسبة إلى أقل من الثلث لتبلغ 27% بين سكان الحضر فى الصعيد، وأن نسبة الفقراء تصل إلى أعلى مستوياتها فى محافظتى أسيوط وقنا حيث بلغت 60% فى الأولى و58% فى الثانية.
هذا جزء من كثير يعانى منه أبناء الصعيد، لكن أكثر ما يؤرقهم هو حجم الظلم الواقع عليهم بسبب التجاهل من جانب الحكومة المركزية، لدرجة أنهم ملوا الشكوى وبدءوا فى التعاطى مع أزماتهم وكأنها أمر واقع بعد أن بحت أصواتهم بالشكوى دون مجيب، لكن هذا الحال لن يستمر طويلاً خاصة أن الفجوة آخذة فى التزايد بين معدلات التنمية فى صعيد مصر وبقية المحافظات الأخرى، ما لم تغير الدولة وجهتها وتولى الصعيد بعض من اهتمامها.
الصعيد يا سيادة الرئيس سيظل القنبلة الموقوتة والقابلة للانفجار فى أى لحظة، ما لم توليه اهتمامك الشخصى وتتابع كل الخطط وتصوراتك لتنمية مدنه والارتقاء بمستوى دخل المصريين المقيمين بهذه الرقعة من أرض مصر، نعم زار المهندس إبراهيم محلب ووزراء كثيرون محافظات الصعيد لكن هذه الزيارات لم تأت بجديد سوى بعض الكلام المعسول.. الصعايدة لا تستهويهم هذه الزيارات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، وإنما يريدون زيارات رئاسية تضعون خلالها النقاط فوق الحروف، لتبدأ مسيرة التنمية فى جنوب مصر الذى عانى وما زال.. ينتظرونك وسطهم سيادة الرئيس لكى تستمع لشكواهم وتكون نصيرًا لهم من ظلم الشرطة وغياب الضمير لدى أجهزة الدولة، وشرايين الحياة التى انسدت أمامهم وجعلت الألف منهم يتركون قراهم وأرضهم بحثًا عن لقمة العيش فى القاهرة أو وجه بحرى.
