الأقباط المختطفون فى ليبيا مازالوا مجهولى المصير.. الأهالى يستغيثون بـ"السيسى".. باحث فى شئون الحريات الدينية: الدولة تقاعست فى التعامل مع الملف.. الخارجية: نتابع مع الجهات المعنية هناك

الإثنين، 03 أغسطس 2015 12:11 م
الأقباط المختطفون فى ليبيا مازالوا مجهولى المصير.. الأهالى يستغيثون بـ"السيسى".. باحث فى شئون الحريات الدينية: الدولة تقاعست فى التعامل مع الملف.. الخارجية: نتابع مع الجهات المعنية هناك اهالى الأقباط المختطفين فى ليبيا - أرشيفية
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لحظات من الرعب والقلق، ساعات ترقب يقضيها أهالى الأقباط المختطفين فى ليبيا، خشية سماع نبأ وفاة ذويهم فى أى لحظة، استغاثات ومطالبات أطلقوها ومازالت تتجدد بين الحين والآخر علهم يجدون استجابة ويعثرون عليهم، ولكن دون جدوى.

11 شهرا من الانتظار


أحد عشر شهرا لا يغادر فيها الأهالى أماكنهم بجوار الهاتف، تحسبا لأى اتصال يفيد بمعلومة بشأن فلذات أكبادهم، مسافات قطعها أشقاء الأقباط المختطفين ما بين أسيوط والإسكندرية والقاهرة، ليطرقوا أبواب المسئولين على أمل أن يسمعوا أى أخبار جديدة، ولكن سرعان ما تصيبهم الخيبة بعدما تنتهى لقاءاتهم بمجرد كلمات تزيد الأمر صبرا فقط لا غير.

اختفاء 4 من أسرة واحدة


وجيه متى ابن محافظة أسيوط، اختفى أربعة من أفراد أسرته منذ شهر أغسطس العام الماضى، وحتى وقتنا هذا لم يعلم عنهم شيئا ليعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لاقوا ربهم، يقول: اكتشفنا اختفاء أشقائى كمال، رأفت ورومانى وابن عمى عادل بعدما أبلغنا صديق لنا كان بصحبتهم يوم إلقاء القبض عليهم من قبل ملثمين، ولكنه نجا بعدما أطلقوا سراحه ليعود بمفرده ويروى لنا اللحظات الأخيرة التى شاهدهم فيها، ويضيف، اعتاد أشقائى على السفر إلى ليبيا والعمل فيها منذ خمسة عشر عاما، ويوم اختفائهم قام مجموعة من الملثمين بإيقاف السيارة التى كانوا يستقلونها أثناء عودتهم وسألوهم عن ديانتهم ثم انزلوهم من السيارة وأجبروا السائق على الذهاب ببقية المسلمين الموجودين معه فى السيارة، واختفوا منذ تلك اللحظة.

وعود بحل الأزمة


ويتابع: آخر مكالمة لهم معنا كانت قبل اختفائهم بساعات قليله أخبرونا فيها أنهم استقلوا السيارة وفى طريق عودتهم وكل شىء على ما يرام، بعدها أغلقت هواتفهم وانقطعت كافة سبل الاتصال بهم، وبعد يومين أبلغنا وزارة الخارجية وذهبنا لهم أكثر من مرة، وفى كل مرة نحصل على وعود بحل الازمة والبحث عنهم، وكان آخرها اهتمام الخارجية عقب أزمة مقتل الأقباط على يد داعش فى فبراير الماضى، ولكن دون جدوى، كل ما نريده فقط هو أن نعرف أن كانوا أحياء أم أموات، خاصة أنهم إذا كانوا فى قبضة داعش لأعلنوا عنهم طوال الفترة الماضية، وهذا دليل على انهم على قيد الحياة، وكل ما اتمناه هو أن تهتم الحكومة بالقضية ،فهى من يملك كل شىء، أما نحن فمجرد مواطنين بسطاء لن نقدر على إيجادهم بمفردنا نحن نعيش فى عذاب.

اختفاء اثنين آخرين


حال وجيه لم يختلف كثيرا عن صموئيل ابن محافظة الإسكندرية شقيق شنودة سامى، والذى اختفى أيضا منذ عشرة أشهر، ولا يعلم عنه شيئا، يقول صموئيل، أخى كان مستقرا فى ليبيا بصحبه زوجته وأطفاله ويأتى إلى مصر من وقت لآخر، وضعه المادى كان متيسرا فبعدما بدأ العمل هناك كفنى رخام نجح فى تأسيس مصنع رخام بشراكة رجل أعمال ليبيى، وفى يوم على غير المعتاد خرج إلى مصراته لقضاء مهمة بصحبة عامل مصرى آخر، واختفى الاثنان معا، وبعد الاختفاء بشهر طلبت من زوجته وأطفاله العودة إلى مصر، خوفا على حياتهم، وقمنا بتحرير محضر فى أقسام الشرطة هناك وبحثنا عنه فى المستشفيات والأقسام ولكن دون جدوى.

وعن آخر اتصال دار بين صموئيل وشقيقه ذى الثلاثين عاما، يقول الأول كان دائما يقول إن الوضع مستقر فى المنطقة التى يقيم ويعمل فيها وإذا حدث أى شىء سيعود بلا شك، وذهبنا للخارجية فور الاختفاء ووعدونا بالبحث عنه ولكن لم يحدث شىء، كلماتهم بالنسبة لنا أصبحت مجرد مسكنات للآلام التى نعيشها يوميا، وما اتمناه من الرئيس عبد الفتاح السيسى هو أن يتدخل لحل أزمة أهلنا المختفيين فى ليبيا فقط نريد معرفة مصيرهم إذا كانوا فى يد تنظيم داعش أم أن هناك جهات أخرى تقوم باستغلالهم للعمل لحسابهم، كل ما نريده هو أن تنطفئ نار زوجته وأولاده الذين لم يتجاوزوا الخامسة من أعمارهم بعد.

واتفق معه بهجت شقيق عبد الفتاح عبد الجواد العامل المصرى، الذى رافق شقيق صموئيل واختفى معه، قائلا: ما يطمئن قلبنا بأن أشقاءنا ليسوا فى قبضة داعش هو أن شقيقى مسلم كان بصحبه شنودة واختفى معه، فإن كانت داعش هى التى تحتجزهم فبالتأكيد كانوا سيتركون شقيقى أو يعلنون عن احتجازهم لهما طوال المدة السابقة، ويضيف: شقيقى لم يتجاوز السادسة والعشرين ويسافر إلى ليبيا منذ عام 2008 بحثا عن فرصة عمل حتى وفقه الله وعمل سائقا فى المصنع، الذى يعمل فيه شنودة وهذا اليوم، خرجا سويا إلى مصراته ولم يعودا، والمثير للدهشة فى هذا الأمر أن رجل الأعمال الليبى ينكر معرفته بما حدث تماما ويقول إنه لم يعلم عنهم شيئا، فهل يعقل هذا مع العلم أن عبد الفتاح لم يكن له أبدا اهتمام بالسياسة ويرفض الحديث فيها خاصة مع تأزم الأوضاع هناك.

باحث فى شئون الإقليات والحريات الدينية: هناك تقاعس من جانب المسئولين فى التعامل مع ملف العمالة المصرية فى ليبيا

مينا ثابت، باحث متخصص فى شئون الإقليات والحريات الدينية، يقول إن هناك تقاعسا من جانب المسئولين فى التعامل مع ملف العمالة المصرية فى ليبيا منذ سنوات طويلة وتحديدًا عقب قيام الثورة الليبية،وسقوط نظام القذافى، حيث ساءت الأوضاع الأمنية وانتشرت الجماعات الإسلامية المتطرفة، وأصبح هنالك استهداف للعمال المصريين على خلفية اعتقادهم الدينى وفى الأزمة الأخيرة، المتعلقة باختطاف الـ20 عاملا مسيحيا من المنيا ثم قتلهم، تباطأت السلطات لفترة طويلة فى الوصول إلى الضحايا ومحاولة إنقاذهم، وحتى الآن لا توجد معلومات حول المصريين المختفيين فى ليبيا ووصل عددهم حتى الآن إلى ثمانية مواطنين، إن كانوا على قيد الحياة أم أموات بعد قرابة العام على اختطافهم.

ومن جانبه، قال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الأخيرة تقوم بدورها على الرغم من صعوبة التنسيق مع الجهات المعنية فى ليبيا نظرا للظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، إلا أنها تتواصل مع الاجهزة المصرية هناك والسلطات المحلية الشرعية وشيوخ القبائل، وهذا منذ وصول نبأ اختفاء هؤلاء المواطنين، ولكن لم ترد لنا أى معلومات حتى الآن.

وكانت مديرية أمن مطروح أعلنت عن عدد المصريين الذين عادوا من منفذ السلوم منذ ١٦ فبراير ٢٠١٥ وحتى شهر يونيو الماضى، حيث بلغ 55 ألف مصرى منهم 22 ألفا كانوا قد دخلوا ليبيا بشكل غير شرعى قبل هذا التاريخ.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة