صالح المسعودى يكتب: ميلاد ملك محبوب

الخميس، 04 فبراير 2016 10:00 ص
صالح المسعودى يكتب: ميلاد ملك محبوب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد أكون ترددت كثيرا قبل قيامى بكتابة هذه الكلمات فهواجس كثيرة مرت بخاطرى والسؤال الذى كنت أردده بينى وبين نفسى (كيف سيستقبل القارئ كلماتى هذه)؟ هل سوف يعتبرها نفاقا مثلا؟ أم أنه من الممكن أن يتفهم وجهة نظرى بل ويشاركنى الرأى خاصة عندما يوقن أننى أكتب كلمات تنساب من سويداء قلبى.

كنت ومازلت على يقين أنه يصعب على العالم حاليا أن تجد فيه ملك أو رئيس يجمع عليه الناس، فالناس لم تجمع حتى على (رب العالمين)، فكيف بهم يجمعون على شخص، ولكنى جمعت قواى وأصريت على كتابة هذا المقال عن ملك محبوب من شعبه، ولم لا أكتب؟ وقد شاهدت هذا الأمر بنفسى (وإليكم ما رأيت).

فى مثل هذه الأيام من بضع سنين أتتنى دعوة كريمة لزيارة (المملكة الأردنية الهاشمية) لحضور احتفالية شعبية يقيمها أبناء القبائل والعشائر بمناسبة ميلاد جلالة (الملك عبد الله بن الحسين)، كانت الدعوة موجهة من جمعية محترمة تهتم بالتراث وما يتعلق بسباقات الإبل يقوم عليها أناس فى غاية الكرم والاحترام من أبناء قبيلة (الاحيوات) فكانت فرصة لى أن أشاهد وعلى أرض الواقع هذا الحب.

فقد كنت أجوب وسط الحشود المجتمعة لأتفحص الوجوه لأشاهد عن قرب مدى ارتباط هذا الشعب بولى أمره أو (ملكه) لأجده ارتباطا من نوع فريد حتى أننى تخيلت أن كل فرد منهم يعتبر أن الملك (عبد الله بن الحسين) هو ملكه هو فقط، حتى عندما كنت أنفرد بأحدهم جانباً لاستكشف ما يجول فى عقله وتخفيه قسمات وجهه أفاجأ بكلمات تنساب من فمه بدون دراية منه تشرح مدى صدق مشاعره، فلم أجد حتى من الساسة من يستطيع أن ينمق كلامه لغرض المجاملة.

فبادرت نفسى بسؤال هام (ماذا صنع هذا الملك المحبوب لينال كل هذا الحب؟) وأصبحت الإجابات تتوالى (من الممكن أنه محبوب لأنه من سلالة طيبة) فهو هاشمى قرشى وهذا شىء وارد فقد وجدت محبيه حتى فى وطنى مصر، نظراً لحب أهل مصر لآل بيت النبوة، ومن الممكن أن يكون محبوبا من شعبه، لأنه متواصل معهم بشكل مباشر فهو من يذهب إليهم فى أماكن تواجدهم بل أنه يفاجئهم بالحضور أحياناً بدون مقدمات، ومن الممكن، ومن الممكن ....

بالتأكيد كل ما سبق من أسباب لها وجاهتها وهى أيضاً شبه مشتركة فى شخصه الكريم، لكن سعادتى لم تكن أبداً بسبب كرم الضيافة والحفاوة التى قوبلت بها والتى تنم عن حب عميق لمصر وأهلها، ولكن سعادتى كانت أكثر بأن أجد هذا الحب المتبادل بين هذا الملك العظيم وشعبه المضياف فقد ندرت تلك العلاقة الجميلة التى تجمع بين الحاكم والمحكوم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة