شعراء بمعرض الشارقة: غموض النص يحفز المتلقى على البحث والتأمل

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 12:30 ص
شعراء بمعرض الشارقة: غموض النص يحفز المتلقى على البحث والتأمل جانب من الأمسية
رسالة الشارقة ـ أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظم معرض الشارقة الدولى للكتاب أمسية ثقافية حملت عنوان "مبررات الكتابة الغامضة"، وذلك ضمن برنامجه الثقافى المصاحب لدورته الـ36، التى يستضيفها مركز إكسبو الشارقة حتى 11 نوفمبر الجارى.

وشارك فى الجلسة التى استضافها ملتقى الكتاب، كل من الشاعر والروائى العراقى سنان أنطون، والشاعر والأديب الإماراتى عادل خزام، والناقد والأكاديمى العراقى نجم عبد الله كاظم، وأدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيرى.

وبحثت الأمسية فى الغموض الذى يكتنف كتابات الأدب التجريبي، حيث توقف المتحدثون عند الأعمال الأدبية التى تظل عصية الاستيعاب على القارئ العادي، وتحتاج تفاسير وشروحات حتى يتسنى  فهم محتواها ومضمونها.

وفى مستهل حديثه أكد الدكتور نجم عبد الله كاظم أن الغموض فى الكتابة يعتبر قضية قديمة متجددة، وأشار إلى أنه يذكر أنه قام بكتابة أول مقال له فى هذا الموضوع وهو لم يزل طالباً جامعياً قبل أكثر من 40 عامًا، وحمل المقال وقتها عنوان "الغموض فى الشعر الحديث"، طرح فيه جملة من الأسئلة والاستفهامات، وكشف أنه لم يجد تفسيرات منطقية لهذه الأسئلة إلا بعد  10 سنوات من ذلك.

وأضاف "كاظم": الغموض مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأدب، وإلى حد ما ببقية الفنون الإبداعية الأخرى، ويتعمق أكثر فى الشعر وبعده فى القصة القصيرة جداً، التى تكاد تشبه النصوص الشعرية إلى حدٍ كبير، وتتجلى أعلى درجات الغموض فى اللا مباشرة، التى تجذرت فى الأدب حتى بات لا يرُحب بالأدب إذا كان مباشراً.

وقال "كاظم": أنا من أنصار الغموض واللا مباشرة فى الشعر تحديداً، مضيفًا أرى أن الغموض يعتبر الأكثر جمالاً وتأثيراً فى نفس المتلقى، وذلك لتوفر الكثافة الشعرية الصانعة للنص فيه، بجانب كونه يثرى النص ومستويات التلقى لدى القارئ، وهو ما يؤدى إلى المتعة التى نبحث عنها فى الأدب، ولكن عند تعاملنا مع هذه القضية لابد من التمييز بين الغموض والإبهام اللذين يفصل بينهما خيط رفيع.

ومن جانبه قال سنان أنطون، لست متحمساً للغموض، لكون أى محتوى أدبى وإبداعى يخضع فى الأساس إلى علاقة جدلية تفاعلية تنشأ بين النص والقارئ، ليدخل كاتب النص معها فى موازنة الأرباح والخسارة حول نصه، حيث أن إفراط الكاتب فى الغموض والإبهام قد يؤدى إلى عزوف القراء عن النص، هذا مع الإشارة لحقيقة، أن النجاح الجماهيرى قل ما يرتبط بالقيمة الأدبية للنص.

وأضاف "سنان"، أنظر إلى النص المكتوب كبيت وحيز جغرافى شاسع، استضيف فيه القارئ، وهو ما يجعلنى أحرص دائماً على أن يتحقق للمتلقى الشعور بالحميمية داخل النص، بدون أى طلاسم أو غموض، وهنا لابد من الإشارة إلى أن استخدامى لمفردات اللغة العراقية المحكية فى كثير من المواضع فى كتابتي، وجد قبولاً واسعاً من متلقين على امتداد العالم العربى".

ومن جهته قال عادل خزام، الحديث حول الغموض فى الكتابة ليس وليد اللحظة، حيث دار نقاش كثيف حول هذا الموضوع منذ بدايات نشأة الأدب العربي، ومن جانبى أرى فى للغموض الكثير من الجوانب الجمالية، فهو يكسر الدلالات الثابتة ويزيح المعانى القديمة، وفى كثير من الأحيان نجد أن حبكة النص تحتاج لشيء من الغموض.

وأشار خزام إلى أنه يرى أن الغموض يبرز بشكل كبير فى الشعر الحديث، وأكد أن هناك كثير من الشعراء الذين يقبلون بشكل كبير على هذا النوع من الكتابة، لافتاً إلى أن الغموض يُحفز المتلقى إلى إجراء مزيد من عمليات البحث والتأمل، للتعرف على الدلالات البعيدة للنص.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة