الرسم بالبكتيريا.. هبة جمعت بين الأحياء والرسم وخرجت بالفن الحيوى

يثير الفن بداخل عشاقه وخاصة دارسيه رغبة شديدة فى التميز والبحث عن كل ما هو جديد، ألوان ومواد خام ولوحات ورقية تلك هى الأدوات المعتادة التى لا تخفى على الجميع، فأول ما يتبادر لذهنك عند ذكر الرسم هى تلك الأشياء، ولكن عندما يبحث الفنان عن تشكيل لوحاته بمواد أخرى تلك هى أعلى مراتب الشغف وحب الفن.

هبة بجانب أعمالها

"هبة العزيز" أستاذة جامعية، عشقت الفن منذ طفولتها، والتحقت بكلية التربية الفنية، ولأنها كانت من المتفوقات فى دراستها أصبحت أستاذ بكلية التربية الفنية، وبدأت رحلتها مع التميز والتفرد فى تشكيل لوحاتها الفنية عام 2009 عندما شرعت فى البحث عن موضوع لرسالة الدكتوراه الخاصة بها، فهى من عشاق الأحياء ولديها رغبة كبيرة للدخول فى هذا العالم، وبعد تعرفها على رئيس قسم الأحياء بكلية لزراعة بدأت فى متابعة هذا المجال وأعجبت كثيرًا بالبكتيريا وألوانها فى المزرعة.

اعمال هبة 

اعمال هبة 

"الفن الحيوى فن نادر، ويلخص علاقة الإنسان بالطبيعة ولكنه مهمل فى مصر، بتلك الكلمات بدأت هبة حديثها لـ"اليوم السابع"، عن عشقها لـ”Bio art” ، ورحلة بدايتها معه، مضيفة أن الإنسان يمتلك فى جسده 8 كيلوات من البكتيريا النافعة والتى تغير خواصها تحت ظروف معينة فتتحول لبكتيريا ضارة.

اعمال هبة 

اعمال هبة 

أعجبت هبة بهذا الفن الفريد من نوعه، والذى يجمع بين علم الأحياء وبين الرسم، ذلك الفن المميز الذى ظهر فى أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة فى أستراليا وأمريكا، لتكون هبة من أوائل من تميز فيه فى بمصر والوطن العربى، حيث اهتمت بعمل مزارع بكتيريا منطلقة من المعمل فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة، حتى خصصت غرفة فى منزلها لتخرج منها بتلك اللوحات الرائعة.

"ألوان البكتيريا هى مادتى الخام"، وصفت هبة بتلك الكلمات عشقها لاستخدام البكتيريا بألوانها المختلفة، وخاصة اللون الفوشيا الرائع للبكتيريا الضارة.

اعمال هبة 

اعمال هبة 

"الناس بتخاف من الفن الحيوى، وفنانين كتير رفضوا فكرة عملى بالبكتيريا"، قابلت هبة عقبات كثيرة لخروج فنها للنور، وعبرت عما قابلته بتلك الكلمات، مضيفة أن كثيرا من الفنانين رفضوا اشتراكها فى معارض متمسكين بفكرة الخوف من البكتيريا وهو الأمر الذى حملته هبة على عاتقها لتغيير مفهومه.

وترى هبة أن الرسم بالبكتيريا ملخص"لقانون الحياة"، حيث تستخلص هبة البكتريا وتهيئ لها مزرعة معقمة ومجهزة ومناسبة، ثم تشكل بها رسوماتها ولوحاتها، وبعد تعرضها لعوامل خارجية تموت وتتحلل وهو قانون الحياة باختصار.

اعمال هبة 

اعمال هبة 

"الفن الحيوى لوحاته مصيرها الموت" هذا هو القانون الذى تحدثت عنه هبة، حيث إن مصير لوحات الفن الحيوى تختفى وتفنى بعد تعرضها لعوامل خارجية، وهو ما يترك أثرًا بالغًا فى نفس هبة عندما ترى نتيجة إبداع أصابعها يفنى أمام عينيها، خاصة أنها فى إحدى اللوحات استعانت ببكتيريا خاصة بها وبزوجها فشعرت وكأنها تفقد أشخاصا عزيزة عليها.

اعمال هبة 

اعمال هبة 

بالرغم من أنها متزوجة منذ عام واحد، إلا أن زوجها له دور مؤثر فى تشجيعها نحو التميز والخروج بفنها للنور، وتتحدث هبة عما يميز فنها وجعلها تتمسك بالإبداع فيه أنه فن متغير، فبعد تشكيلها للوحات بالبكتريا تتغير مع الوقت وهو ما يضيف لمسات خاصة على اللوحات وهو ما يحدث تحت تغيرات محددة تضبطها هبة فى المعمل.

أعمال هبة

وعما تحلم به تقول هبة أنها تتمنى أن يحظى الفن الحيوى فى مصر باهتمام من الجهات المسئولة، وضرورة وجود دمج وتكامل بين الفن والعلوم الأخرى، وأن يتاح للدارس فى كلية الفنون الجميلة دراسة توظيف فنه مع العلوم الأخرى، ولقد عرضت على هبة عروض كثيرة للسفر خارج مصر والتخصص فى الفن الحيوى، ولكنها صممت أن تنطلق بفنها من مصر لتكون أول من أخرجته للنور فى مصر والوطن العربى أجمع.