دعا الرئيس الباكستانى، إلى عقد جلسة خاصة للبرلمان، يوم الثلاثاء، للتصويت على تعيين شهيد خاقان عباسى، رئيسا مؤقتا للوزراء، وتعهد الحزب الحاكم بانتقال سلس للسلطة بعد الإطاحة برئيس الوزراء نواز شريف.
وأعلن الرئيس مأمون حسين، قراره بدعوة البرلمان للانعقاد فى وقت متأخر من مساء أمس السبت، بعد أن اقترح شريف، حليفه المقرب عباسى، ليخلفه بشكل مؤقت، وشقيقه شاهباز (65 عاما)، ليخلفه على المدى الطويل.
ويسيطر حزب الرابطة الإسلامية فى باكستان/جناح نواز، على أغلبية قوية فى البرلمان، وليس من المتوقع أن يواجه مشكلات فى تعيين "عباسى"، زعيما جديدا للدولة المسلحة نوويا.
ومن شأن سرعة تسليم السلطة التخفيف من التوترات السياسية التى أثارها قرار المحكمة العليا يوم الجمعة بتنحية نواز شريف، لعدم إعلانه عن مصدر دخله، وأمرت المحكمة كذلك بإجراء تحقيق جنائى معه ومع أسرته.
وأثارت الأزمة والنهاية المفاجئة لفترة "شريف"، الثالثة فى السلطة تساؤلات بشأن الديمقراطية فى باكستان، إذ لم يكمل أى رئيس وزراء مدة خدمته منذ استقلال البلاد عن الحكم البريطانى فى 1947.
وانتقد شريف، قرار المحكمة والمعارضين الذين استغلوا القرار للإطاحة به، لكنه تعهد بأن حزبه سيواصل التركيز على التنمية الاقتصادية وأشار إلى النمو الاقتصادى السريع كدليل على نجاحه، وقال لأعضاء حزبه، مساء أمس الأحد، "عجلة التنمية تمضى، ندعو الله أن تواصل الحركة ولا تتوقف".
ولدى وصول "شريف"، ردد مؤيدوه "جاء الأسد"، لكن خصومه انتقدوا خطط الحزب باعتبارها غير ديمقراطية فى حين وصف عمران خان، زعيم المعارضة، تعاقب العائلات السياسية على حكم البلاد بأنه "شكل من أشكال الملكية".
ويعتزم حزب حركة إنصاف - الذى يتزعمه خان، والذى قاد مظاهرات فى الشوارع حتى وافقت المحكمة العليا على التحقيق مع شريف - تنظيم احتشاد فى العاصمة إسلام أباد، اليوم الأحد، للاحتفال بعزله.
وقال شريف، إن المخطط له هو أن يتولى عباسى، وهو وزير نفط سابق، رئاسة الوزراء لأقل من شهرين، حتى يفوز شاهباز حاكم إقليم البنجاب فى انتخابات فرعية فى الجمعية الوطنية ويصبح رئيسا شرعيا للوزراء.
وقال مفتاح إسماعيل المسئول البارز بحزب الرابطة الإسلامية، وحليف شريف، "نريد أن نضمن انتقالا سلسا للسلطة وعدم حدوث أزمة دستورية".
وسيتعين على "عباسى"، و"شاهباز"، بدء عملهما بوتيرة سريعة لمعالجة تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتوترها مع الهند وهجمات جماعات إسلامية متشددة منها حركة طالبان الباكستانية وتنظيم "داعش".
وسيتعين عليهما كذلك دعم النمو الاقتصادى فوق المعدل الحالى البالغ 5.3% لتوفير فرص عمل لملايين الشبان الذين يدخلون سوق العمل كل عام فى دولة يقطنها نحو 200 مليون نسمة.
