قالت إيفت شولتا سفيرة لاتفيا بالقاهرة، تعليقا على زيارة وزير الخارجية، سامح شكرى، الأولى لدول البلطيق قبل أيام إنها تمثل أهمية قصوى لتيسير فهم أفضل لتطورات البلدان واكتشاف الإمكانات وتيسير سبل التعاون.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوزير شكرى زار استونيا –وهى رئيس الاتحاد الأوروبى فى الدورة الحالية- وليتوانيا، معربة عن أمنيتها أن ترحب به بلادها كذلك فى المستقبل القريب، مؤكدة وجود دعوة دائمة له لزيارة لاتفيا.
دعوة لإنشاء سفارة فى العاصمة ريجا
سفيرة لاتفيا إيفت شولتا
ودعت إيفت شولتا فى تصريحاتها إلى إنشاء سفارة لمصر فى لاتفيا معتبرة أن ذلك له أهمية استراتيجية، موضحة أن العاصمة اللاتفية ريجا افتتحت سفارة فى القاهرة منذ 10 سنوات عام 2007.
وقالت "نرحب ترحيبا كبيرا بافتتاح سفارة لمصر فى ريجا عاصمة لاتفيا، وخاصة أن لاتفيا تقع بين دولتى البلطيق: إستونيا وليتوانيا".
وبسؤالها عن تقييم العلاقات الثنائية، قالت السفير إن نسبة تجارة لاتفيا مع مصر تضاعفت ثلاث مرات فى السنوات الأخيرة. وخلال عام 2016 بلغت صادرات لاتفيا إلى مصر 51 مليون يورو، موضحة أن الخشب احتل الحصة الأكبر من إجمالى الصادرات بنسبة 64%. بينما بلغت حصة المنتجات الغذائية 32% من قيمتها.
وأكدت السفيرة فى تصريحاتها أن هناك حاليا ما يقرب من 50 شركة من لاتفيا تتاجر مع مصر.
تعاون فى مجال تكنولوجيا المعلومات
سفيرة لاتفيا بالقاهرة
وأعربت شولتا عن فخرها حيال توصل شركات تكنولوجيا المعلومات فى لاتفيا إلى حل إدارى للقضاء على الغش عن طريق بطاقة مصرفية فى البنوك المصرية الرائدة وبالتالى منع وكشف الاحتيال والغش.
وأوضحت أن شركة تكنولوجيا المعلومات اللاتفية قدمت بطاقة Masria مع برنامج حل التخصيص الكامل، فضلا عن تطوير البنية التحتية للتشفير.
ومن ناحية أخرى، أشارت إلى أن الأسماك المعلبة اللاتفية ومنتجات الشوفان تتنافس بقوة مع كبرى العلامات التجارية المعروفة فى معظم محلات السوبر ماركت المصرية الشعبية.
كما تستخدم شاشات الليد للدعاية التابعة للشركة اللاتفية للتكنولوجيا "بالامي" بشكل كبير على شاشات كبيرة الحجم فى المبانى وعلى جانبى الطرق فى القاهرة.
وكشفت السفيرة أن هناك مفاوضات تجرى لفتح سلسلة مقاهى من لاتفيا فى القاهرة، معربة عن أملها فى أن يكون هناك المزيد من التعاون والعمل بين الشركات المصرية ولاتفيا. حيث أن الشركات اللاتفية لديها اهتمام كبير بالسوق المصرية.
وأضافت فى تصريحاتها لـ"اليوم السابع" أن عدد الطلاب المصريين فى لاتفيا يستمر فى التزايد، مشيرة إلى أن لاتفيا كدولة عضو فى الاتحاد الأوروبى هى عضو فى عملية بولونيا، والتى تضمن المقارنة فى معايير وجودة مؤهلات التعليم العالى، حيث أن الشهادة الجامعية التى يتم الحصول عليها من لاتفيا معترف بها من قبل جميع دول الاتحاد الأوروبى. وهناك حاليا 44 مصريا يدرسون فى لاتفيا، معظمهم فى الهندسية وتكنولوجيا المعلومات.
عرض لتوريد 700 عربة ركاب حديثة لمصر
إيفت شولتا
أما عن اقتراح لاتفيا للتعاون فى بناء القطارات، أوضحت السفيرة أنه منذ شهر يونيو الماضى هناك عرض دائم ليس فقط لتوريد عدد 700 عربة ركاب حديثة وآمنة لمصر، ولكن أيضا لنقل التكنولوجيا الأوروبية لدينا فى تصنيع القطارات لمصر مع الحق فى التصدير. وتقترح شركة RVR إنشاء شركة مساهمة مشتركة فى مصر واستثمار على الأقل ما يقرب من نصف مليار دولار أمريكى.
وتابعت بالقول إن المقترح من شأنه أن يسمح لمصر، للمرة الأولى فى تاريخها، بأن تصبح لاعبا رئيسيا وموردا للقطارات "صنع فى مصر" ليس فقط للسوق المحلى ولكن أيضا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث توسيع قطاع الهندسة الميكانيكية وخلق الكفاءات الهندسية الحديثة.
وأضافت "نحن نعتقد حقا ونؤمن بنموذج الفوز بالتعاون. ولا نريد أن نفقد الأمل فى أن يفقد المسئولون الذين يعملون حقا لصالح البلد، الفرصة التى لا شك أنها يمكن أن تكون نقطة تحول فى تنمية السكك الحديدية فى مصر. إن منصع شركة RVR اللاتفية لصناعة القطارات والترام لديه 120 عاما من الخبرة فى التصنيع وكان أكبر مورد فى الاتحاد السوفييتى مثلما تعد Hungarian Ganz أكبر مورد فى أوروبا الشرقية."
وأشارت إلى أنه فى ضوء تحديث وسائل النقل العام فى مصر، يعد نظام التذاكر العامة فى ريجا الأكثر حداثة فى أوروبا الشرقية، موضحة أن البطاقة الذكية ليست فقط تذكرة إلكترونية للنقل العام، ولكن أيضا بطاقة شخصية متعددة التطبيقات.
وتسعى الشركات اللاتفية إلى الحصول على شركاء وسوف يشرفنا أن نتقاسم خبراتهم فى هذا المجال وفى العديد من مجالات حلول تكنولوجيا المعلومات المتقدمة الأخرى، على حد تعبيرها.
دعوات لاتفية لمسئولين مصريين
وعن وجود زيارات قريبة من الجانب اللاتفى إلى مصر، أكدت شولتا أن سفارة بلادها بالقاهرة تعمل بنشاط وتعزز الاتصالات بين شعب لاتفيا وشعب مصر، والتعاون بين رجال الأعمال والسياسيين، بما فى ذلك التعاون على أعلى مستوى سياسى.
وأوضحت "هناك دعوات دائمة لزيارة لاتفيا موجهة إلى وزير الخارجية المصرية، سامح شكرى، ووزير النقل ، هشام عرفات وكذلك خطط عديدة من قِبل وزراء حكومة جمهورية لاتفيا وأعضاء البرلمان على القيام بزيارات لمصر فى إطار زمنى مقبول للطرفين."
وأعربت عن أملها فى أن ترحب لاتفيا بالوفود المصرية من وزارة الخارجية ووزارة النقل ووزارة التعليم العالى إلى لاتفيا. ونحن نعمل على عدد من البعثات التجارية اللاتفية لمصر بما فى ذلك قطاع تكنولوجيا المعلومات والنقل وصناعة المواد الغذائية.
معلومات عن لاتفيا
وأوضحت السفيرة أن لاتفيا هى واحدة من بين 28 عضوا فى الاتحاد الأوروبى، مشيرة إلى أن كل صوت من الأصوات يحتسب فى عملية صنع القرار بالسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى. وشددت على أن ريجا تعد أكبر مدينة فى البلطيق وأكبر مركز للأعمال ورائدة لمنطقة البلطيق فى النقل الجوى للركاب كما تعد رائدة بمجال تحول صناعة السكك الحديدية والبحرية.
وأشارت السفيرة إلى أن لاتفيا يمكن أن تصبح مستثمر للتكنولوجيا الأوروبية، لافتة إلى أن ريجا كدولة عضو فى الاتحاد الأوروبى مهتمة بتبادل الخبرات فى التصنيع وكذلك تبادل المعرفة. إن الدول الأوروبية الصغيرة مثلنا غالبا ما تمتلك الخبرة والتخصص، والتى تفتقدها بعض البلدان الكبيرة.
وتمتلك لاتفيا أعلى نسبة التحاق بالجامعات فى العالم. كما أن لاتفيا لديها رابع أسرع إنترنت فى العالم. وتغطى الطاقة الخضراء ثلث احتياجاتنا من الطاقة، على حد قولها.
