أحمد منصور يكتب : عن شرم الشيخ مدينة السحر والجمال اتحدث

الجمعة، 17 أغسطس 2018 10:00 م
أحمد منصور يكتب : عن شرم الشيخ مدينة السحر والجمال اتحدث شرم الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حقا إنها مدينة السحر والجمال فتلك المدينة مصنفة من أجمل مدن العالم السياحية بمعالمها الجبلية الساحرة التى تحيطها من جميع الإتجاهات وشواطئها الخلابة التى جذبت إليها سائحين من جميع دول العالم حيث تعد من أجمل شواطىء العالم لممارسة رياضة الغطس ، شرم الشيخ بها أوروبيون مقيمون بها إقامة دائمة طوال العام ويمتلكون عقارات سكنية طبقا للقانون المصرى وإتخذوا تلك المدينة بلدهم الثانى التى يستمتعون بالإقامة والعيش بها .

الحديث عن تلك المدينة يطول ويطول لقد خرجت من قريتى التى أعتز بها فى منتصف عام 2006 متوجها إلى مدينة شرم الشيخ وكان أول عمل فى مشوار حياتى فى أحد الشركات السياحية الكبرى والتى مازلت أعتز كثيرا بفترة عملى فى تلك الشركة ، عندما ذهبت إلى شرم الشيخ كانت المدينة مكتظة بأعداد من السائحين من جميع دول العالم لدرجة تدعو للفخر والإعتزاز بعظمة مصر  .

لاتتخيل حجم الرواج الإقتصادى التى كانت تعيشه تلك المدينة من عوائد الرحلات البحرية اليومية إلى محمية رأس محمد التى تتمتع بمناظر طبيعية تحت المياه يعجز اللسان عن وصفها أو إلى جزيرة تيران أو الرحلات الدينية كزيارة دير سانت كاترين وجبل موسى ورحلات السفارى فى صحراء سيناء وحركة البيع الكبيرة فى جميع المحال التجارية والعديد من الأنشطة السياحية الأخرى التى تدر على الدولة عملات أجنبية طوال العام .

شرم الشيخ كانت مصدر رزق كبير للمصريين الذين يعملون بها ، وإحقاقا للحق الرئيس الأسبق مبارك كان شديد الإهتمام بشرم الشيخ وكانت المدينة تلقى إهتمام ورعاية كبيرة من جميع مؤسسات الدولة سواء من الناحية الأمنية أو البنية التحتية الفندقية وعملية التطوير المستمرة لميناء شرم الشيخ الجوى والمحافظة دائما على الهوية والخصوصية لتلك المدينة الساحرة  .

ماهو الموقف الحالى لتلك المدينة الساحرة ؟

الموقف شديد التعقد ومنذ حادث سقوط الطائرة الروسية. الدولة المصرية فعلت كل ماتستطيع أن تفعله من الناحية الأمنية وتم تشديد الإجرائات داخل المطارات طبقا للإشتراطات الأمنية الدولية ولكن الجانب الروسى حتى الآن يماطل وليس لديه رغبة جادة لإستئناف الطيران بين المدن الروسية وشرم الشيخ فإسئناف رحلات الطيران المنتظمة بين القاهرة وموسكو غير مفيد بالمرة لإرتفاع التكلفة بالنسبة للسائح الروسى مقارنة برحلات الشارتر المباشرة إلى الغردقة وشرم الشيخ ،ولماذا نخص بالذكر الجانب الروسى لأن السائح الروسى كان يمثل %50 من السياحة الواردة إلى شرم الشيخ والنسبة الباقية كان يمثلها السائح الإنجليزى وبعض الجنسيات الأخرى ولكن السائح الروسى كان الأكبر تأثيرا، الوضع الآن أخذ منحنى سياسى متعنت ضد تلك المدينة، المصريون هم من وقفوا فى وقت شديد الحساسية بجانب تلك المدينة لأنه فى وقت ما لولا ذهاب المصريون إلى مدينة شرم الشيح لكان من الممكن أن تحدث كارثة حيث أن بعض الفنادق بالفعل أغلقت أبوابها والبعض الآخر أغلق أجزاء من هذه الفنادق ولكن وجود السائح المصرى فى هذه التوقيتات الحرجة أحيا المدينة إلى حد ما وأنا أختلف تماما مع الذين يتهمون السائح المصرى بأنه غير مفيد للحركة السياحية، السائح المصرى تم ظلمه طوال السنوات الماضية بحرمانه من زيارة تلك المدن السياحية لإرتفاع التكاليف فى الأعوام الماضية وأرى أنه من حقه أن يتعرف على حضارة بلده وأن يزور جميع الأماكن السياحية داخل مصر ولكن لابد من الإعتراف ببعض السلوكيات التى تمارس من جانب السائح المصرى والتى لابد أن يتم معالجتها عن طريق التوعية والتثقيف ولكن ليس بأسلوب توجيه الإتهامات التى تسىء إلى السائح المصرى ولكن لابد من أن نشكر المصريون جميعا على وقوفهم فى وقت حرج مع تلك المدينة الساحرة.

 وحقيقة الأمر لابد من إيجاد حلول جذرية لعودة الأمور إلى وضعها الطبيعى لتلك المدينة وتتلخص تلك الحلول من وجهة نظرى كالآتى :-

1-  ضرورة خلق أسواق جديدة كأسواق شرق آسيا والتى تعد هدفا كبيرا للعديد من الدول وضرورة تقديم برامج شاملة تساعد على جذب هذه الأسواق وتوفير خطوط طيران مباشرة بالتنسيق مع الشركات السياحية.

2-  لابد من إعادة النظر فى دور هيئة تنشيط السياحة التابعة لوزارة السياحة والذى أثبتت فشلا ذريعا خلال السنوات الماضية لأنها ببساطة شديدة تتكون من بعض الأفراد الذين لايمتلكون قدرات حقيقية للقيام بهذا الدور الهام فى الوقت الذى يوجد فيه كوادر على أعلى مستوى يستطيعون القيام بهذا الدور على أتم وجه ولكن لايتم الإستعانة بهم.

3-  لابد من تكوين لجنة إستشارية من خارج الوزارة مكونة من السادة أصحاب الشركات السياحية ذو الخبرة الكبيرة فى هذا المجال لابد من الإستماع لآرائهم والتعاون معهم لأنهم الأكثر دراية بالأسواق الخارجية ومتطلباتها ويمتلكون علاقات كبيرة مع منظمى الرحلات السياحية فى جميع أنحاء العالم.

4-  ضرورة تنظيم حملات دعائية على أعلى مستوى خارج مصر وأن نستهدف من تلك الحملة الترويج للأماكن والمعالم السياحية لمصر وألا تقتصر هذه الحملة على دول بعينها ولكن لابد أن تشمل أماكن جديدة غير تقليدية لمحاولة فتح أسواق جديدة.

5-  تشجيع السياحة الداخلية المنظمة وعلى شركات السياحة المنظمة لتلك الرحلات الداخلية توعية وتثقيف السائح المصرى على جميع الأصعدة قبل إنطلاق تلك الرحلات فعلى سبيل المثال الشىء الذى يؤرق أصحاب الفنادق من السائح المصرى خلال الفترات الماضية هى كمية الهدر الشديد للطعام وحقيقة الأمر شاهدت هذا الهدر بنفسى فى أحد الفنادق فكمية الطعام التى يتم هدرها لاتتخيل حجمها لابد من توعية السائح المصرى بضرورة التريث وأن يأخذ مايكفيه من الطعام دون أن يتم هدر الطعام بتلك الصورة، لايوجد أدنى مشكلة فى أن نتعلم فهذه ثقافة جديدة على الشعب المصرى لابد من تعلمها والأخذ بها مع العلم أن هناك أيضا بعض الجنسيات التى تأتى إلى مصر من الخارج تنتهج نفس الطريقة بل تكون أسوأ من ذلك.

6- أيضا العامل البشرى الذى يعمل فى مجال السياحة لابد  لوزارة السياحة أن تضع برامج تثقيفية للعاملين فى مجال السياحة حيث توجد بعض السلوكيات التى لابد من تغييرها بأقصى سرعة فعل سبيل المثال ليس من المعقول أنه حين يستخدم السائح دورات المياه عند وصوله المطارات المصرية أن يطلب منه صراحة دفع نقود مقابل تلك الخدمة شىء فى منتهى الصعوبة، لابد أن يعرف العامل المصرى أنه إذا قدم خدمة جيدة بطريقة إحترافية مهذبة سوف يلقى التقدير المادى من السائح الأجنبى بكل إحترام دون إتباع أسلوب الإستنزاف المادى الغير لائق بالمرة بكرامة وعزة العامل المصرى وهناك بعض السلوكيات الأخرى التى لأريد أن أخوض فيها ولكن الجميع يعلمها ومن الضرورى تعديلها لابد من مصارحة أنفسنا إذا أردنا أن نحل مشاكلنا بكل شجاعة ومن تلقاء أنفسنا دون الإنتظار أكثر من ذلك والشعب المصرى شعب مضياف ودود لأبعد درجة ولكن توجد بيننا قلة قليلة تعمل على إفساد هذا الإنطباع المعروف عن شعبنا العظيم.

7- على جميع المؤسسات والشركات العاملة فى القطاع السياحى أن توفر دخلا ماديا مناسبا للعاملين فى هذا القطاع لكى يستطيع أن يؤدى واجباته على أتم وجه فإذا لم يتم تقديره ماديا سيضطر إلى إتباع وسائل أخرى تضر بالصالح العام حتى يلبى متطلباته مع العلم أن العائد لدى شركات السياحة عائد كبير جدا حتى فى أسوأ الظروف التى تمر بها السياحة المصرية فلابد من التقدير المادى المناسب للعاملين فى هذا القطاع الهام جدا للدولة المصرية .

فى الختام وعذرا للإطالة لابد أن نؤمن جميعا بأن مصر دولة عظيمة تمتلك آثار فرعونية ومعالم سياحية وشواطىء ساحرة تجعلها فى مصاف الدول السياحية الكبرى على مستوى العالم ولكن بالتخطيط والإدارة الجيدة والتفكير بعيد المدى نستطيع أن نرتقى بأنفسنا وبدولتنا العظيمة حتى نحقق النهضة الحقيقية التى نحلم بها جميعا .

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة