واجه موقع التغريدات القصيرة "تويتر" خلال الأشهر الماضية العديد من الاتهامات والانتقادات بسبب المحتوى الذى ينشره المستخدمون من خلفيات متعددة، والذى يراه البعض أنه عنصرى وغير مناسب، فى حين أن قواعد الشركة تسمح به، وهو ما جعل هناك فجوة بين ما يراه المستخدمون وما تنص عليه الشركة.
لذلك كان هناك حاجة إلى حوار بين الطرفين للوصول إلى سياسة مناسبة ترضى الجميع وتحمى تويتر من العنصرية، وفى مدوّنة حديثة، قال المسئولون التنفيذيون فى تويتر إنهم يفكرون فى سياسة جديدة تمنع الأشخاص من استخدام لغة عنصرية وغير إنسانية على الموقع، ولكن تلك السياسة غير رسمية حتى الآن، حيث تسعى الشركة للحصول على اقتراحات من المستخدمين قبل المضى قدمًا بها.
موقع تويتر
وكتبت الشركة عبر المدونة الخاصة بها على الإنترنت:" خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قمنا بتطوير سياسة جديدة لمعالجة اللغة اللاإنسانية على تويتر، أى اللغة التى تجعل الشخص أقل من الإنسان، والتى يمكن أن يكون لها تداعيات على الخدمة، بما فى ذلك نشر العنف".
وأضافت الشركة:" إن بعض هذه المحتويات تندرج ضمن سياسة السلوك البغيض التى نسعى لإزالتها، ولكن لا تزال هناك مشاركات كثيرة يعتبرها الأشخاص مسيئة ـ حتى إذا كانت لا تخالف قواعد الشركة ـ وهو ما يجعل هناك فجوة، وتحاول الشركة الآن العمل على سدها من خلال طرح ما يشبه النقاش العام".
تويتر
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، فإنه كجزء من السياسة، سيتخذ موقع تويتر إجراءات ضد المحتوى الذى يجرد الأشخاص من إنسانيتهم استنادًا إلى كونهم ضمن مجموعة ما، حتى وإن كان بشكل غير مباشر.
وتٌعرّف الشركة اللغة غير الإنسانية بأنها "أى شيء يعامل الآخرين على أنهم أقل من البشر، مثل مقارنتهم بالحيوانات أو الفيروسات، وعلاوة على ذلك، التمييز بين الناس وفقا لخصائصهم، بما فى ذلك العرق والجنسية والتوجه الجنسى والجنس والدين... ".
وأصبح لدى المستخدمين مهلة حتى 9 أكتوبر لتقديم التعليقات والاقتراحات على السياسة المقترحة من خلال نموذج على موقع الشركة، حيث دعت الشركة جميع المستخدمين للمشاركة بالاقتراحات بما فى ذلك المستخدمون فى الوطن العربى، إذ دعا تويتر جميع المتحدثين باللغة العربية لتقديم مقترحاتهم عبر مدونة تويتر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العربية، والذى سيكون متاحاً حتى الساعة 3:00 مساء يوم الثلاثاء 9 أكتوبر بتوقيت مصر، وبمجرد إغلاق نموذج المقترحات، وحسب بيان الشركة سيواصل تويتر عملياته المنتظمة، التى تمر عبر فريق عمل متعدد المهام، بما فى ذلك أعضاء تطوير السياسة، وأبحاث المستخدمين "لتحديث قوانين تويتر فى وقت لاحق من هذا العام".
حساب اليكس جونز
وقال بيان الشركة:" بعد انتهاء فترة التعليقات، ستدخل السياسة حيز التنفيذ فى وقت لاحق من هذا العام، وينوى تويتر استخدام مجموعة من الأدوات الآلية والمشرفين البشريين لكشف المحتوى غير الإنسانى، ويجب أن تتناول القواعد بعض المناطق الرمادية التى تنتج عن سياسات الكراهية الحالية فى تويتر".
يذكر أن موقع تويتر تعرض لانتقادات فى الماضى بسبب تقاعسه تجاه النازيين وغيرهم من المجموعات الهجومية التى تنشر خطاب الكراهية على الموقع، وتعرض لمزيد من التدقيق عندما كان أحد المنصات الأخيرة لحظر اليمينى المتطرف "أليكس جونز".
