سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 25 سبتمبر 1969.. عشرات الآلاف يشيعون الشهيد الطبيب الشاب "عبدالرحمن عودة" الذي انضم من "كفر الحاج شربيني" بالدقهلية إلي حركة فتح الفلسطينية في عمان

الإثنين، 25 سبتمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 25 سبتمبر 1969.. عشرات الآلاف يشيعون الشهيد الطبيب الشاب "عبدالرحمن عودة" الذي انضم من "كفر الحاج شربيني" بالدقهلية إلي حركة فتح الفلسطينية في عمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سار عشرات الألوف وراء نعش الشهيد الطبيب "عبدالرحمن توفيق عودة"، من مسجد عمر مكرم إلي جامع جركس، ثم غادر القاهرة إلي قريته "كفر الحاج الشربيني" بمركز شربين، محافظة الدقهلية، في 25 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969، كان الآلاف يرددون نشيد " بلادي بلادي، فداك دمي"، حسبما تذكر "الأهرام" يوم 26 سبتمبر، مضيفة: "لم يكن هؤلاء علي معرفة بالشهيد لكن استشهاده في احدي العمليات فوق أرض فلسطين المحتلة جاء بهم في جنازته تقديرا وتكريما لنموذج من شباب مصر المناضل".

استشهد الطبيب "عبدالرحمن عودة " في معركة خاضها مع رفاقه الفدائيين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قاموا بنسف وتدمير المعدات والآليات التي جلبها العدو لإعادة بناء سد نهرايم، وبعد أن نفذوا مهمتهم بنجاح، حاول العدو تطويق الفدائيين، ودارت معركة ضارية استشهد على أثرها "عبد الرحمن عودة" في الساعة الواحدة صباح 24 سبتمبر، 1969 في أرض المعركة، واستطاعت المجموعة أن تشق طريقها والعودة إلى قواعدها حاملة معها جثمان الشهيد، حسبما جاء في مقال "ذكري الشهيد الطبيب عبد الرحمن توفيق عودة" المنشور علي موقع "أمد" الفلسطيني، 24 سبتمبر 2019.

كان عبدالرحمن عودة وقت استشهاده شابا يافعا عمره 27 عاما، فهو من مواليد أول مايو 1942، وتخرج من كلية الطب جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، ثم حصل علي دبلوم الجراحة، وكان يستعد لإنجاز رسالة الماجستير، وفي مساء 13 أغسطس 1969 غادر القاهرة ومعه رفيقه الدكتور محمد محمد علي إلي عمان للانضمام إلي صفوف حركة فتح الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، للقيام بعمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما تذكره مجلة "آخر ساعة" التي زارت قريته يوم جنازته، وأعدت تحقيقا بعنوان "قصة شهيد- طبيب وسط العاصفة" عدد، 1 أكتوبر 1969.

تطوع "عودة" لصفوف حركة فتح متأثرا بما تركته نكسة 5 يونيو 1967 لدي شباب مصر، وتفكير بعضهم في الانضمام للعمل الفدائي الفلسطيني، ويكشف تحقيق "آخر ساعة" أن عبدالرحمن كان أمله أن يعمل مع منظمة فتح ليحيا حياة الثوار، وكان جيفارا هو مثله الأعلى، كما بدت ملامح هذا الاختيار منه بعد تخرجه فوفقا لتحقيق "آخر ساعة" :"قرر أن يشارك بجهده بعد النكسة، فسافر إلي الإسماعيلية ليعمل في مستشفي المدينة عقب العدوان مباشرة، وعندما كلفته وزارة الصحة بالعمل في الريف أتيحت له فرصة خدمة أهل قريته، فقضي كل وقته في خدمة المرضي لا يعترف بالمواعيد الرسمية، ولا يقوم بإجازات، وأطلق عليه أهل قريته "دكتور الغلابة".

لعب عمه الدكتور عبدالملك خليل أحد أبرز المتخصصين في الشأن الأفريقي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة دورا بارزا في تكوينه، ففي الوقت الذي كان "عبدالرحمن" يستعد لدخول الثانوية، أخذه عمه عبدالملك معه إلي القاهرة ليشرف علي تعليمه، وألحقه بالمدرسة السعيدية الثانوية، ونجح "عبدالرحمن" بتفوق ليدخل كلية الطب جامعة القاهرة، ولهذا كانت أحزان العم عبدالملك عليه كبيرة عبر عنها أثناء الجنازة في "كفر الحاج شربين" بمشاركة الآلاف من أبناء القرية وقري مركز شربين، قائلا :"اصطحبت عبدالرحمن صغيرا، أخذته من القرية إلي القاهرة لأشرف علي تعليمه، وشاء القدر أن أحمله مرة أخري إلي القرية لأدفنه".      

وصل جثمان الشهيد عبدالرحمن عودة في الساعة السادسة من مساء يوم 24 سبتمبر 1969، وفقا لجريدة الأهرام في عدد اليوم التالي، وكان في وداعه من عمان ياسر عرفات، وسفير مصر في الأردن، ووفد رسمي يمثل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، ووفد آخر يمثل بعثة أطباء مصر في عمان، وفي مطار القاهرة كان  في استقباله عدد كبير من المواطنين وممثلي حركة فتح، والهلال الأحمر الفلسطيني، وتذكر الأهرام، أنه في خطاباته التي كان يرسلها إلي أهله قال :"إنني أعيش علي خط النار واضعا حياتي علي كفي مناضلا ومجاهدا من أجل تحرير الأرض وإزالة آثار العدوان".

شيعت جنازته يوم 25 سبتمبر 1969، وتذكر الأهرام يوم 26 سبتمبر، أن نعش الشهيد كان ملفوفا بعلمي مصر وفلسطين، بينما يردد الشباب نشيد "بلادي بلادي فداك دمي، وألقي ممثل منظمة فتح كلمة في الجنازة عند جامع جركس، وتضيف :"اشترك في تشييع الجنازة مندوب عن الرئيس جمال عبدالناصر، والدكتور عبده سلام وزير الصحة، ومحافظو القاهرة والدقهلية والشرقية ورئيس اركان حرب جيش التحرير الفلسطيني، ووفد عسكري يمثل القيادة العامة لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح، ووفد يمثل قيادة الكفاح الفلسطيني، ووفد شعبي من منظمات المقاومة الفلسطينية، ومئات من أعضاء منظمات المقاومة، ونقل الجثمان إلي قرية "كفر الحاج شربيني".

 


 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة