شيخ الأزهر: "اللطيف" من أسماء الله الحسنى معناه يدور بين الخفاء والدقة.. واسم ذات إلهية عندما يأتى من الخالق ولم يأت من المخلوق.. ويؤكد: النار لا تسبب الحرق إلا بإذن الله والدليل قصة سيدنا إبراهيم

السبت، 16 مارس 2024 10:00 م
شيخ الأزهر: "اللطيف" من أسماء الله الحسنى معناه يدور بين الخفاء والدقة.. واسم ذات إلهية عندما يأتى من الخالق ولم يأت من المخلوق.. ويؤكد: النار لا تسبب الحرق إلا بإذن الله والدليل قصة سيدنا إبراهيم شيخ الأزهر
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن معنى "اللطيف"، قائلا: "اللطيف" اسم من أسماء الله الحسنى، معناه يدور بين أمرين، "الخفاء والدقة"، حيث إنه يطلق على الشيء الخفي الذي لا تراه الأبصار، أو تبحث عنه بحثا عميقا حتى تراه، والشيء الدقيق جدا، مثل الذرة والأجسام الدقيقة في العلوم، حيث يطلق عليها أجسام لطيفة".
 
وأضاف الإمام الأكبر خلال حديثه بالحلقة السادسة من برنامج "الإمام الطيب" المذاع على قناة "الحياة"، أن هذا الوصف يتناول أيضا المعانى بالإضافة إلى الأجسام، حيث أن هناك موجودات أخرى غير الماديات، مثل الأفكار والشعور والحب والكره والصفات الذميمة، بدليل أن آثارها موجودة تدل عليها، فاللطف أمر خفي لكنه موجود.
 
ولفت الطيب إلى أن الأمور الحسية ليست هي الموجودة فقط، موضحا أن هذا هو الفرق بين الفلسفة الإلهية والفلسفة المادية الحسية، والتي يندرج تحتها مدارس ومذاهب كثيرة.
 
وأعرب الطيب عن أسفه الشديد لطغيان المذهب الحسي أو الفلسفة التجريبية العلمية التي تتعامل مع المادة، حتى أصبحت تحكم تفكير العلماء والأدباء وإنتاجهم، لدرجة أن بعضهم يقول: "ما في ذهني وليس في حسي كذب"، مؤكدا أن هذه مقولة يبررون بها اتجاههم الذي انحرف عن الله تعالى، ومال إلى الإلحاد.
 
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن اسم الله تعالى"اللطيف" كله لطائف تدور بين الخفاء والدقة، موضحا أن العلماء تناولوا اسم "اللطيف" من زاويتين؛ الذات الإلهية، والأفعال الإلهية.
 
وأضاف الإمام الأكبر أن اللطيف يكون اسم ذات حين يعود للذات الإلهية، من حيث كونه جاء من الخالق ولم يأت من المخلوق قبل الحدث، وكان موجودا ومعلوما، أما حين يحدث الأمر ويتعامل المخلوق، بحيث يحدث اللطف وفقا للعلم تماما لا يختلف ولا يتغير، نطلق عليه صفة فعل، أي اشتباك العلم الإلهي مع فعل العبد، ولهذا نسميه صفة لأفعال الله وليس العبد.
 
وأوضح شيخ الأزهر، أنه لدينا علم فيه لطف، ولدينا لطف يتعلق بعبد، فقبل أن يحدث فهو يتعلق بصفة العلم، وحين يحدث فإنه يتعلق بصفة القدرة، وهنا تكون صفة فعل.
 
وقال شيخ الأزهر الشريف، إن أفعالنا مطلوبة من حيث أمرنا الله تعالى بها، وإن الأسباب والنتائج من الله، لكن علينا أن نأخذ بها، لأنه أمرنا بذلك، مع اعتقادنا أنه لا ينتج بالضرورة المسبب، فالذي يحدث ذلك هو الله سبحانه وتعالى، كالذي يحدث بين النار والاحتراق.
 
ولفت إلى أن الذي يحدث الإحراق بعد ملاقاة النار هو الله سبحانه وتعالى وليس النار، بدليل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يُحرق، ثم إن العلماء قالوا إن النار هي جماد ليس لها إرادة، ولو اعتقدنا بأن النار هي التي تحرق، فكأننا نعترف بفاعل مؤثر غير الله سبحانه وتعالى.
 
وأوضح أن الإنسان يقوم بعمل حسابات واحتياطات دقيقة جدا، وتأتي النتائج عكسية تماما، في حين قد تأتي النتائج بأكبر مما فكر وقدر، وهذا يدل على أن هناك فاعلا خفيا، سبحانه وتعالى، قائلاً "هذا هو الإيمان الذي يسخر منه الماديون"، مضيفا انه للأسف الشديد كثير من شبابنا، بدأت تتفلت منه هذه الأنظار الدقيقة، وهذه الأنظار هي التي جعلت المسلمين الأوائل يؤمنون بالله ويثقون في قدرته، قال تعالى " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" ثم "ألف يغلبوا ألفين"، فكيف يغلب الألف ألفين؟ بالحساب لا يمكن، لكنهم كانوا يغلبون، لأنهم مسلحون بقوة خفية جدا.
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة