أهالى منطقة شرق البلد بالبراجيل يصممون أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء بمناسبة رمضان.. عادة سنوية عمرها 42 عاما.. يشارك فى تجهيزاته الأطفال والشباب والكبار.. "فلسطين فى القلب" تزينه هذا العام.. ويؤكدون: تقليد متوارث

الثلاثاء، 19 مارس 2024 08:00 ص
أهالى منطقة شرق البلد بالبراجيل يصممون أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء بمناسبة رمضان.. عادة سنوية عمرها 42 عاما.. يشارك فى تجهيزاته الأطفال والشباب والكبار.. "فلسطين فى القلب" تزينه هذا العام.. ويؤكدون: تقليد متوارث تصميم أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء
كتبت - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بأجواء احتفالية مميزة لم تبدلها الأيام، بما تحتويه من عادات وطقوس استثنائية ظلت حاضرة على مر السنين، وفرحة جماعية يشارك فيها الكبار، والصغار، والرجال، والنساء، يحتفل المصريون بشهر رمضان الكريم بزينة ملونة وفوانيس بديعة ساحرة، تتلألأ معها الشوارع والطرقات والأزقة، وتجعل للشهر الكريم رونقًا وبهجة متفرِّدة.

 

تنتشر مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، بروح المنافسة والمشاركة الجماعية التى تسود الشوارع، حيث يتشارك الأهالى فى شراء الزينات والفوانيس وتعليقها؛ لتزيين مداخل المنازل والمساجد والشرفات وجعلها فى أفضل شكل جمالى يجذب الأبصار، بما يجعل منافسة بينهم والشوارع الأخرى على أجمل شارع فى رمضان.

 

حافظ أهالى منطقة شرق البلد بقرية البراجيل فى محافظة الجيزة، جيلًا بعد جيل، فى تقليد شعبى متوارث، على طقوسهم وعاداتهم فى الشهر الكريم، حيث اعتادوا منذ 42 عامًا، على تعليق مجسم كبير لمسجد ذا تصميم جذاب وألوان مبهجة، تشاركوا فى تصميمه وتجهيزه وتزيينه؛ احتفالًا بقدوم شهر رمضان، فضلًا عن ترديد الابتهالات الدينية وإقامة حلقات الذكر، فى مشهد يعكس مزيجًا ثقافيًا واجتماعيًا لا ينسى.

 

تصميم وتجهيز وتعليق المسجد تقليد سنوى لا تكتمل دونه فرحة رمضان فى منطقة شرق البلد بالبراجيل، حسب محمد ناجى أحد أهالى المنطقة: "لم تتغير طقوسنا فى استقبال شهر رمضان منذ 42 عامًا، حيث أن صناعة مجسم المسجد وتزيينه وتعليقه عادة قديمة تبعث على الفرح والبهجة والتشارك، وإحدى المظاهر الاستثنائية للاحتفال والترحيب بالشهر الكريم، والتى توارثناها من الآباء والأجداد وحافظنا عليها حتى وقتنا هذا؛ تقديرًا لها وقيمتها".

 

تقليد شعبى اتخذه الأجداد قديمًا بسبب طفلين وانتقل من جيل إلى آخر وأصبح عادة يلتزم بها أهالى البراجيل كل عام ورمزًا للفرحة وتقليدًا محببًا فى شهر رمضان: "خناقة بسيطة بين عمى وعمتى على فانوس اشتراه جدى كانت السبب فى ظهور الفكرة، فحتى لا يُحزن جدى أحدًا من أبنائه، وتلبية لرغبة كثير من الأهالى الذين أعجبوا بالفانوس ورغبوا فى اقتناء فانوس مماثل له، اشترى جدى فانوسًا وعلقه فى منتصف الشارع حتى يرضى الجميع ويفرحهم، ومع مرور الوقت تطورت الفكرة، وأصبح تقليد سنوى نبتكر فى شكله وتصميمه وحجمه".

 

أى شيء قابل للاختفاء باستثناء الفكرة.. فتغيرت وتطورت أساليب استخدام الأهالى للمسجد احتفالًا برمضان ولكن الفكرة باقية وأساسها مبدأ: "الأهالى قديمًا، وقبل تعليق المسجد، متوسطًا الشارع، كانوا يخرجون فى مسيرات تجوب الشوارع حاملين المسجد، احتفالًا بقدوم رمضان، ولكن مع التوسع العمرانى وضيق الشوارع، أصبح من الصعب السير فى الشوارع بالمسجد، خاصة وأنه أصبح أكبر حجمًا مقارنة بما كان عليه فى الماضى، ولذلك اكتفينا بالاحتفال فى منطقتنا فقط، بوضع المسجد فور تجهيزه على الأرض لبضع ساعات ليلتقط الأهالى صورًا تذكاريه إلى جواره قبل تعليقه، واستدعاء فرقة ذكر؛ لنكمل فرحتنا بقدوم الشهر الكريم".

 

مراحل عديدة يتقاسمها الأهالى فيما بينهم قبل حلول شهر رمضان الكريم، ما بين تنفيذ تصميم جذاب ومميز يختلف عما سبقه، وتركيب وتجهيز الخشب وتنفيذ أعمال الإضاءة والطلاء والتلوين والتزيين والتعليق: "أهالى شرق البلد والمناطق المجاورة تعاونوا معًا وساهموا فى الحفاظ على الفكرة حتى وقتنا هذا، نجتمع كل عام ونتبادل الآراء حول الشكل والتصميم الجديد للمسجد، والذى سنستقبل به شهر رمضان، ونتقاسم الأدوار فيما بيننا حتى يخرج المسجد فى صورته النهائية، فما بين تصميم وأعمال نجارة ونقاشة وكهرباء، تستغرق جميعها نحو شهر ونصف، يقوم كل واحد منَّا بالدور الذى كان يقوم به والده منذ 42 عامًا".

 

يحرص الأهالى على تغيير تصميم المسجد عامًا تلو الآخر، وإضفاء تصميم مميز ذا ألوان متناسقة وإضاءات مبهجة يحافظ على استمرارية الفكرة ويميز شارعهم فى الشهر الكريم: "نحرص كل عام على تغيير تصميم وشكل المسجد، جسم المسجد مصنوع من الخشب الزان، واستوحينا تصميم المسجد هذا العام من الثقافة النوبية، ويظهر ذلك جليًا فى الشكل و"بكار ورشيد"، المتواجدان ضمن مكونات المجسم، وتحديدًا فى الجانب الأيسر من المسجد، كما استوحينا تصميم القبب من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة".

 

لم ينسى الأهالى فى تصميمهم دعم ومساندة أهالى غزة، فزينوا المسجد باسم وعلم فلسطين تعبيرًا عن تضامنهم مع أهالى غزة ولتظل القضية الفلسطينية حاضرة فى بيوتهم خلال الشهر الكريم: "فلسطين دائمًا فى قلوبنا وذاكرتنا، وبطريقتنا الخاصة حاولنا دعم القضية وإعلان تضامننا معها، وذلك بإضافة اسم وعلم فلسطين على المسجد".

 

مع مرور السنين، أصبحت الفكرة رمزًا وعلامة من علامات قرية البراجيل، تميزها عن غيرها من القرى فى شهر رمضان: "طقوسنا وطريقتنا فى الاحتفال بشهر رمضان دومًا ما تميزنا عن أى منطقة أخرى، فالمسجد أساس زينة رمضان بالنسبة لنا، ودومًا ما نطوِّر من تصميمه وألوانه بشكل مبهج وجديد، لإضفاء الفرح والسرور على نفوس الأهالى فى الشهر الكريم".

 

أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء
أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء

المجسم
المجسم

أهالى  البراجيل يصممون  بأكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء
أهالى البراجيل يصممون بأكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء

أهالى منطقة شرق البلد فى البراجيل يصممون  بأكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء بمناسبة رمضان
أهالى منطقة شرق البلد فى البراجيل يصممون بأكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء بمناسبة رمضان

تصميم أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء
تصميم أكبر مجسم خشبى لمسجد مضيء
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة