سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 أبريل 1979.. الاستفتاء على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وحل مجلس الشعب ووزير الداخلية النبوى إسماعيل يعلن موافقة 99.9%

الجمعة، 19 أبريل 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 أبريل 1979.. الاستفتاء على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وحل مجلس الشعب ووزير الداخلية النبوى إسماعيل يعلن موافقة 99.9% النبوى إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجه الدكتور صوفى أبوطالب، الذى كان يترأس جلسة مجلس الشعب، كلمة ختامية للنواب مساء يوم 10 أبريل عام 1979، قائلا: «بعد أن قالت الأمة ممثلة فيكم كلمتها، أقول ونقول جميعا لأنفسنا مبروك، وترفع الجلسة إلى أن يعود المجلس للانعقاد فى تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت 28 أبريل 1979».

كان «أبوطالب» يبارك موافقة الأغلبية 329 نائبا على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة يوم 26 مارس 1979، فى مواجهة 15 نائبا فقط عارضوها، ويدعو الجميع إلى العودة بعد 18 يوما، لكن رئيس المجلس حسب رأى المفكر القومى الدكتور عصمت سيف الدولة فى كتابه «هذه المعاهدة لماذا؟»: «لم يكن حصيفا فى هذا، ففى اليوم التالى «11 أبريل 1979» أصدر الرئيس السادات قرارا باستفتاء الشعب على حل مجلس الشعب ذاك المجلس الذى وافق على المعاهدة».

كان الدكتور بطرس غالى، وزير الدولة للشؤون الخارجية وقتئذ، ويتذكر فى كتاب «ستون عاما من الصراع فى الشرق الأوسط - شهادة للتاريخ»: «فى نهاية المناقشات التى جرت فى مجلس الشعب تمت الموافقة على معاهدة السلام بأغلبية 329 صوتا مقابل 15 صوتا، وامتناع صوت واحد، وفى هذه اللحظة أصابت المجلس هستيريا جماعية، ووقفت فايدة كامل المطربة، المصرية ونائبة فى المجلس، على المقعد، وصاحت: « يحيا السادات، تحيا مصر»، رددت الأغلبية كلماتها، ثم بدأت تنشد: «بلادى، بلادى، بلادى، لك حبى وفؤادى، وبدأ اعضاء المجلى ينشدون الأغنية فى مناخ محمل بالكثير من المشاعر»، يؤكد «غالى»: «بعد بضعة أيام قرر السادات أن يكون نشيد بلادى.. بلادى.. هو النشيد الوطنى لمصر».

يذكر «سيف الدولة» أن النواب المعارضين للمعاهدة ردوا بهتاف نشيد «والله زمان يا سلاحى /اشتقت لك فى كفاحى»، وهو النشيد الذى غنته أم كلثوم أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 من كلمات صلاح جاهين وتلحين كمال الطويل، وكان النشيد الوطنى لمصر حتى ألغاه السادات، وأقر «بلادى بلادى».

يطرح «سيف الدولة» أسئلة كثيرة فى كتابه «هذه المعاهدة» حول ما قدمته مصر خلال أسبوعين من أبريل 1979، مؤكدا، أن المؤرخين الذين سيشغلون أنفسهم بأحداثهما المثيرة ومادتهما التاريخية المعقدة البنية سيختلفون فى تحليلها وتبريرها وتفسيرها مهما تكون مناهجهم فى فهم التاريخ، وسيكون من بينها: لماذا كان الاستفتاء على المعاهدة بعد أن صدق عليها مجلس الشعب؟ إن الدستور الذى كان قائما حينئذ - هكذا سيقول المؤرخون - كان ينص فى المادة 151 على أن تكون للمعاهدات قوة القانون بعد إبرامها والتصديق عليها، فكيف ولماذا يستفتى الشعب فى معاهدة أصبحت قانونا؟

يجيب بطرس غالى: «رأى الرئيس أن موافقة مجلس الشعب على معاهدة السلام ليست كافية، وأراد أن يوافق عليها الشعب فى استفتاء شعبى، حتى ترى المعارضة أن الشعب المصرى كان موافقا على المعاهدة، كما أن ذلك سوف يؤكد أيضا للإسرائيليين على رغبة مصر فى السلام».

جرى الاستفتاء على المعاهدة وعلى حل مجلس الشعب يوم 19 أبريل، مثل هذا اليوم، 1979، ويذكر بطرس غالى أنه تجول بين حشود الناخبين وبدوا سعداء بشكل خاص، ويضيف: «كنت أسأل بعضهم عن رأيه، بعض الذين فقدوا أبناء لهم فى الحرب، قالوا إنهم يشعرون بالراحة لأنه لن تكون هناك حرب أخرى، وآخرون أكدوا لى أن الأمريكيين سوف يبنون مصانع فى مصر، وهو ما سوف يعطى الجميع فرص عمل، وآخرون أيضا كانوا راضين لأنهم يرون مصر حاربت بما فيه الكفاية من أجل البلاد العربية الأخرى التى من جانبها لم تفعل شيئا لأجلها... إلخ».

يضيف «غالى»: «جاءت هذه التصريحات لتؤكد لنا أن الشعب المصرى يشعر بالتضامن مع مبادرتنا، وأعترف أن ذلك جعلنى أشعر بالسعادة، فعلى الأقل كان الشعب على نفس الخط معنا، ولأول مرة فهمت شعور الوحدة الذى كان بالتأكيد يشعر به الإسرائيليون الذين ظلوا مستبعدين تماما من جزء كبير من المجتمع الدولى».

فى 20 أبريل أعلن وزير الداخلية النبوى إسماعيل نتيجة الاستفتاء، وكانت 99.9% من الناخبين قالوا «نعم» للمعاهدة، ويعلق «سيف الدولة» على هذه النتيجة، قائلا: «كيف وافق أكثر من تسعة ملايين من المصريين على معاهدة لم تنشر نصوصها وملاحقها ووثائقها وخرائطها نشرا رسميا؟ وكيف وافق الشعب على المعاهدة وعلى حل المجلس الذى وافق عليها فى الوقت ذاته؟ هل كان الشعب يريد المعاهدة فوافق عليها، ولا يريد من وافق عليها فحل المجلس؟ ثم لماذا رأى رئيس الجمهورية حل المجلس وهو لم يختلف معه فى شئ، أى شىء؟!».

يضيف «سيف الدولة»: «إذا كان الاستفتاء على حلس المجلس قرره رئيس الحزب بدون علم الحزب أو موافقته، فأى نوع من الأحزاب كان ذاك الحزب الوطنى الديمقراطى؟! وعلى أى وجه كان ديمقراطيا؟!»










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة