أكرم القصاص

مطاردة إسرائيل بجرائم حرب وإبادة.. والقاهرة تواصل مساعيها لوقف الحرب

الأحد، 05 مايو 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بجانب الحرب والقصف والإبادة، هناك حرب أخرى يشنها الاحتلال على غزة هى حرب تجويع وحصار، أصبح واضحا أنها متعمدة، وتتخذ مجالات متنوعة، وقد أكدت سيندى ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمى، أن شمال قطاع غزة يعانى من مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه، مشددة على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية لحماية السكان، وأنها تستند إلى ما شاهده البرنامج على أرض الواقع.


وفى الوقت نفسه، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مؤكدة أن علامات المجاعة واضحة فى غزة، حيث يتفشى الجوع والمرض بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب. 


ونقلت «واشنطن بوست» عن «ماكين» قولها فى مقابلة أجرتها مع شبكة «إن بى سى نيوز»: «رعب حقيقى، من الصعب جدا النظر إليه ومن الصعب جدا سماعه، آملُ بشدة أن نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار والبدء فى إطعام هؤلاء الناس، خاصة فى الشمال، بطريقة أسرع بكثير».


«ماكين» تتحدث بعد أشهر من تحذيرات المنظمات الإنسانية أن الحرب الإسرائيلية على غزة تدفع القطاع إلى حافة المجاعة، كما أظهر تحليل للصحيفة نفسها أيضا كيف أن الهجوم الإسرائيلى يدمر قدرة غزة على زراعة غذائها، كما تعرضت إسرائيل لانتقادات بسبب تقييد المساعدات للقطاع.


فى الوقت نفسه، وفى الاتجاه ذاته، فقد وقّع 86 نائبا ديمقراطيا رسالة إلى الرئيس الأمريكى جو بايدن، أكدوا فيها وجود أدلة كافية تثبت أن إسرائيل انتهكت القانون الأمريكى، من خلال تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذى دمرته الحرب، وأن القيود التى تفرضها إسرائيل على المساعدات تثير الشكوك فى امتثالها لبند فى قانون المساعدات الخارجية الأمريكى يلزم المستفيدين من الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة باحترام القانون الإنسانى الدولى، والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الأمريكية، ولا يوجد ما يشير إلى أن إدارة الرئيس بايدن تتخذ من هذه الرسائل أمرا جديا لكونها تجاهلت عشرات التحذيرات والرسائل السابقة التى تشير إلى انتهاك إسرائيل لكل القوانين، وقال المشرعون «إن الحكومة الإسرائيلية فرضت نظاما للتفتيش ووضعت قيودا تعسفية على المساعدات مما أعاق الإمدادات».


وحسب تقرير نشرته فى «اليوم السابع» الزميلة رباب فتحى، نائب رئيس القسم الخارجى، فقد نشرت «واشنطن بوست»  طلبا من  مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية طالب فيه أن «تتوقف على الفور» المحاولات الخارجية للتأثير على أنشطة المحكمة، بعد أن أثارت تقارير تفيد بأن المحكمة تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين، بما فى ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، غضب المسؤولين الإسرائيليين ورفضهم للمحكمة.


كل هذه التقارير تشير إلى أن الحكومة الاحتلال الإسرائيلى فى مأزق بجانب مأزق الحرب غير الإنسانية، والتى تشنها حكومة متطرفة، تواجه محاكمة بجرائم حرب بجانب محكمة العدل الدولية التى تنظر القضية التى تفضح جرائم الاحتلال وحرب الإبادة والعنصرية.


وفى الوقت ذاته تواصل الدولة المصرية تحركاتها الدبلوماسية والسياسية والأمنية فى مواجهة الاحتلال، وتسعى ضمن جهود كبرى للوزير عباس كامل إلى استكمال اتصالاتها مع كل أطراف الأزمة، سعيا للتوصل إلى هدنة تقود إلى وقف إطلاق النار، وتبذل مصر جهدها مع الأطراف المباشرة وغير المباشرة للتوصل إلى اتفاق ينهى حرب الإبادة غير المسبوقة.


فى كل الحروب السابقة، كانت مصر قادرة على تقديم مبادرات والتواصل مع كل الأطراف للوصول إلى هدنة، وخلال هذه الأيام بلورت مصر مبادرة لوقف الحرب على غزة، من خلال قنوات مع كل الخطوط والتقاطعات وأطراف ظاهرة، وفاعلة، واطراف أخرى مستترة ولها فاعلية فى قرار هذه الجهة أو تلك، خاصة أن هذه الجولة من الحرب هى الأخطر، فى السنوات السابقة كانت الحرب تتوقف بمبادرة مصرية، وتدخل من القاهرة، وسط هذا التشابك والتقاطع للمصالح والأهداف، وتتعامل مع تفاعلات أكثر من عقد كامل من الاضطرابات والصراعات الداخلية والبينية فى المنطقة.


الواقع أن مصر تخوض منذ ما قبل 7 أكتوبر حروبا داخل الحرب، حروب معلومات وسياسة ودبلوماسية، وبعضها لا يخلو من خشونة وخطوط حمراء، مع التواصل مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، الأصلية والوسيطة، والمرجعية، وبالطبع فإن مصر تتعامل مع أطراف متطرفة، وأيضا متعنتة، لكل منها أهدافه السياسية والتكتيكية، والتى قد لا تكون لصالح الشعب الفلسطينى، ومع هذا تستمر وتتخطى الكثير من الحواجز والعراقيل والقنوات، والهدف لدى مصر هو الشعب الفلسطينى ومصالحه، وليس فقط العودة إلى خطوط 7 أكتوبر، مصر تتحدث، والرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد دائما أنه لا بديل عن حل القضية الفلسطينية، ولا بديل عن حل الدولتين لعودة الاستقرار. مصر تتحدث عن استراتيجيات وليس مجرد تكتيكات لأطراف تعمل لأهداف دعائية أو سياسية.

p.8









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة