أحمد جمعة يكتب: الوساطة المصرية طوق النجاة الأخير لغزة.. المفاوض المصري يكثف جهوده للتوصل إلى اتفاق تهدئة.. إسرائيل تدفع نحو كارثة إنسانية في مواصي خان يونس.. ومؤسساتنا الوطنية قادرة على التصدى لأى تهديد خارجى

الإثنين، 06 مايو 2024 07:00 م
أحمد جمعة يكتب: الوساطة المصرية طوق النجاة الأخير لغزة.. المفاوض المصري يكثف جهوده للتوصل إلى اتفاق تهدئة.. إسرائيل تدفع نحو كارثة إنسانية في مواصي خان يونس.. ومؤسساتنا الوطنية قادرة على التصدى لأى تهديد خارجى الحرب على غزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش النازحون في قطاع غزة أوضاعا إنسانية مروعة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ 213 تواليا، ما أدى لسقوط حوالي 115 ألف قتيل وجريح ومفقود منذ إطلاق الاحتلال لعملياته العسكرية على القطاع عقب أحداث السابع من أكتوبر الماضي.

التصعيد العسكري المستمر أدى لتدمير حوالي 70% من البنية التحتية في قطاع غزة وتدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن انتشار الأمراض والمجاعة مع شح المياه الصالحة للشرب وتدمير شبكة الصرف الصحي، مع خروج عدد كبير من المستشفيات والعيادات الطبية عن الخدمة نتيجة القصف الإسرائيلي المتعمد للقطاع.

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة تكثف مؤسسات الدولة المصرية المعنية من جهودها لوقف العدوان والتوصل لاتفاق تهدئة وصفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، ورغم عدم توافر الإرادة السياسية اللازمة من كلا الطرفين لتقديم تنازلات لإنجاح الصفقة إلا أن القاهرة استمرت في جهودها الرامية لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من استقطاب سياسي وعسكري منذ سبعة أشهر.

وعملت مصر بجهد كبير لتقديم مبادرات تلبي مطالب حماس والجانب الإسرائيلي لإنقاذ ما تبقى في غزة من بنى تحتية وبعض المنازل السكنية للمواطنين البسطاء في رفح الفلسطينية، إلا أن عدم الوضوح ورغبة كل طرف في الظهور وكأنه هو المنتصر في هذه الحرب العبثية التي دفع ثمنها المدنيين دماء غالية وذكية، تسبب في تعثر المفاوضات التي تجري على قدم وساق منذ أكتوبر الماضي.

وخلال الساعات الماضية نجحت الدولة المصرية في التوصل لصيغة توافقية تدفع نحو إنجاز تهدئة بين حماس والجانب الإسرائيلي إلا أن تسرع الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على كرم أبو سالم تسبب في انتكاسة عملية التفاوض، ومنح الاحتلال الإسرائيلي ذريعة لدخول رفح الفلسطينية بمزاعم القضاء على ما تبقى من كتائب حماس جنوبي غزة.

ومنحت الصواريخ التي أطلقتها حماس وأدت لمقتل جندي إسرائيلي وإصابة 10 آخرين قبلة الحياة إلى مخطط بنيامين نتنياهو بالدخول إلى رفح الفلسطينية، وذلك رغم وجود ضغوطات أمريكية وغربية على تل أبيب لعدم القيام بأي عمل عسكري يستهدف النازحين الفلسطينيين في جنوبي غزة حيث يتواجد أكثر من 1.3 مليون فلسطيني.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 100 ألف مواطن فلسطيني بالنزوح قسريا من المنطقة الشرقية لمدينة رفح الفلسطينية إلى مواصي خان يونيس، وذلك استعدادا لقيام الاحتلال بعملية عسكرية محدودة النطاق في هذه المنطقة وسط حالة ترقب وفزع بين النازحين المتواجدين في رفح.
وتوقع مراقبون أن تدفع هذه العملية الجانب الإسرائيلي للقبول بالمقترح المصري المقدم على الطاولة، لإبرام اتفاق تهدئة مع حركة حماس والاتفاق على صفقة لتبادل الأسرى خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن المبادرة المصرية هي "طوق نجاة" لأبناء الشعب الفلسطيني المتواجدين في رفح الفلسطينية بشكل خاص.

وأوضح المراقبون أن منطقة مواصي خان يونس هي عبارة عن قرية صغيرة في الغرب لا يمكن أن تستوعب هذه الأعداد الضخمة من النازحين الفارين من شرق رفح، وذلك مع عدم توافر مقومات الحياة الأساسية من مياه وعلاج وشبكة صرف صحي أو مواد إعاشة متمثلة في الخيام التي يحتاجها النازحين للتواجد في هذه المنطقة.

وأشار المراقبون إلى أن إطلاق حركة حماس لصواريخ على كرم أبو سالم وفر الذريعة لحكومة بنيامين نتنياهو للقيام بعملية عسكرية في رفح الفلسطينية، مؤكدين أن إطلاق الصواريخ تسبب في تعثر الجهود التي حققت تقدما ملموسا وسط أجواء إيجابية خلال الساعات الماضية.
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال ووسط غزة من خلال الغارات الجوي والقصف المدفعي المكثف على هذه المناطق على مدار سبعة أشهر بشكل مستمر، حيث أكدت الأمم المتحدة في أحدث تقرير صادر عنها أن غزة تحتاج لأكثر من 40 مليار دولار لإعمار القطاع الذي قد يستغرق 80 عاما.

وتتمسك الدولة المصرية بممارسة دورها الهام والتاريخي الداعم لأبناء الشعب الفلسطيني بالدفع نحو التوصل لاتفاق تهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، بالإضافة إلى مضاعفة حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث وفّرت الدولة المصرية النصيب الأكبر من المساعدات إلى غزة حيث تفرض إسرائيل تفرض الحصار والعقاب الجماعي، وتضع العراقيل غير القانونية أمام النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية.
وتعمل الدولة المصرية على تشكيل جبهة إقليمية ودولية للتصدي لأية تحركات إسرائيلية تهدف لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، ويرفض مئات الالاف الفلسطينيين الخروج من أرضهم المحتلة بالمخالفة لكافة المواثيق الدولية.

كان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد حذّر في عدة مناسبات من هجوم إسرائيلى كبير على مدينة رفح الفلسطينية المكتظة فى غزة، قائلاً إن إسرائيل لم تقدم خطة لحماية المدنيين، مؤكدا أن عدم إمكانية دعم الولايات المتحدة لهكذا هجوم في حال عدم توفر خطة إسرائيلية واضحة، محذرا من الضرر الذي سيتعرض له النازحين في رفح الفلسطينية حال أقدمت إسرائيل على عملية عسكرية كبيرة.

ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في غزة على الصعيد الإنساني يحتاج إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية، حيث سينتقل حوالي 100 ألف فلسطيني إلى مواصي خان يونس وهي منطقة صغيرة لا تتوافر بها أي مقومات للحياة، مما سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها النازحين في غزة.

ما يجري في الإقليم يؤكد دقة تحذيرات القيادة المصرية من توسيع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ما يتطلب تكاتفا إقليميا ودوليا لنزع فتيل الأزمة والدفع نحو إرساء الأمن والاستقرار، ونثق في قدرات مؤسساتنا المصرية وفي مقدمتها القوات المسلحة التي تعمل على حماية مصر وشعبها من أي خطر خارجي يهدد الأمن القومي، وتعمل على الحفاظ على سيادة مصر وحماية أراضيها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة