قال علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إن إعادة الموتى رقميا اصبح على أعتاب الواقع وتحتاج إلى تنظيم عاجل، محذرين من أن روبوتات الموتي يمكن أن تسبب ضررا نفسيا، بل وتطارد منشئيها ومستخدميها.
يقترح باحثون من جامعة كامبريدج أن مثل هذه الخدمات، التى يمكن إنشاؤها من الناحية الفنية ومسموح بها قانونًا، يمكن أن تسمح للمستخدمين بتحميل محادثاتهم مع أقاربهم المتوفين لاعادتهم الى الحياه في شكل روبوت محادثة.
ووفقا لصحيفة الجارديان، قد يتم تسويق التقنية للآباء الذين يعانون من أمراض قاتلة ويرغبون في ترك شيء لاطفالهم الصغار ليتفاعلوا معه او يتم بيعه ببساطة للأشخاص الاصحاء والذين يرغبون في فهرسة حياتهم بأكملها وانشاء ارث تفاعلي
لكن فى كل حالة، يمكن للشركات عديمة الضمير والممارسات التجارية الطائشة أن تتسبب في ضرر نفسي دائم وعدم احترام حقوق المتوفى بشكل أساسي، كما تقول الدراسة.
وقالت الدكتورة كاتارزينا نواتشيك باسينسكا، إحدى المؤلفات المشاركة في الدراسة في مركز ليفرهولم لمستقبل الذكاء في كامبريدج: إن التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي التوليدي يعني أن أي شخص تقريبًا لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت وبعض المعرفة الأساسية يمكنه إحياء أحد أحبائه المتوفين هذا المجال من الذكاء الاصطناعي هو حقل ألغام أخلاقي. ومن المهم إعطاء الأولوية لكرامة المتوفى، والتأكد من عدم المساس بها من خلال الدوافع المالية لخدمات الآخرة الرقمية
ومن الممكن أن تكون النتائج أسوأ بكثير عندما يكون مستخدمو هذه الخدمات من الأطفال. الآباء الذين يرغبون في مساعدة أطفالهم على التعامل مع فقدان الأم أو الأب قد يلجأون قريبًا إلى روبوتات الموتى.
هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن مثل هذا النهج مفيد نفسيا، وهناك الكثير مما يشير إلى أنه يمكن أن يسبب ضررا كبيرا من خلال إعاقة عملية الحداد الطبيعية وتحذر الدراسة من أنه لا يمكن لأي خدمة إعادة إنشاء أن تثبت أن السماح للأطفال بالتفاعل مع روبوتات الموتى مفيد أو على الأقل لا يضر
ومن أجل الحفاظ على كرامة الموتى، فضلاً عن السلامة النفسية للأحياء، يقترح الباحثون مجموعة من أفضل الممارسات التي قد تتطلب تنظيمًا لإنفاذها.
على سبيل المثال، يجب أن يكون لدى مثل هذه الخدمات إجراءات "لإيقاف" الروبوتات الميتة بحساسية، ويجب أن تقصر ميزاتها التفاعلية على البالغين فقط، فضلاً عن أن تكون شفافة للغاية بشأن كيفية عملها والقيود المفروضة على أي نظام اصطناعي.
