محمد ثروت

تحديات ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام

الأحد، 02 يونيو 2024 04:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعد الحديث عن الذكاء الاصطناعي AI موضة وتقليعة أو  رفاهية وترف فكري،  بل ضرورة  لفهم المستقبل وتحدياته وعلاقة الإنسان مع الآلة من التسخير والتوظيف إلى البحث عن بديل للعقل البشري، يختصر الوقت والجهد ويوفر الطاقات والأموال.


وقد اطلعت على  وثيقة مهمة في اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بالبوندستاج (البرلمان الألماني جلسة رقم 184/2024) بعنوان:"
فرص ومخاطر الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام"  Künstlicher Intelligenz im Medienbereich
الوثيقة عبارة عن نص اجتماع  اللجنة الثقافية،  أو ما يشبه جلسة استماع للخبراء،  حيث تمت دعوة خبراء من النقابات والجمعيات المهنية و ممثلي الشركات العاملة في مجالات الAI أو بالألمانية KI.

واتفق الخبراء على الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للصحافة. أشارت هانا مولرز من جمعية الصحفيين الألمان (DJV)، على سبيل المثال، إلى أن فضيحة "أوراق بنما" "ربما لم تكن لتكشف أبدًا" لولا الذكاء الاصطناعي، لأن فريق التحرير لم يكن ليتمكن من "البحث في" 11.6 مليون وثيقة. أضافت أن الAI مفيد، إذا تم استخدامه بشكل صحيح، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمنح الصحفيين مزيدًا من الوقت للقيام بمهامهم الأساسية مثل إجراء المقابلات أو البحث الاستقصائي. وفي الوقت نفسه، حذرت مولرز من قصر استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام والصحافة فقط من منظور خفض التكاليف وزيادة تخفيض عدد الموظفين.  ويؤدي هذا في النهاية إلى تهديد الديمقراطية، لأن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه القيام بوظيفة الوصي على الصحافة الحرة في دولة ديمقراطية.

من جانبه حذر ماتياس فون فينتل من النقابة العمالية المتحدة لقطاع الخدمات (  Ver.di) من استبدال الصحافة المسؤولة التي يصنعها الإنسان بالذكاء الاصطناعي. مؤكدا شركات الذكاء الاصطناعي باعطاء  القوى العاملة رأيًا في مدى استخدام الذكاء الاصطناعي.


وقال روبرت كيليان من الرابطة الفيدرالية لشركات الذكاء الاصطناعي في ألمانيا أنه وفقًا لدراسة حديثة، فإن ثلث أعضاء جمعيتي جمعية الأداء الموسيقي GEMA في ألمانيا وSACEM في فرنسا يستخدمون بالفعل الذكاء الاصطناعي. ومن بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، تصل النسبة إلى 50 %. وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، يمكن تكييف العروض الثقافية والإعلامية بشكل أفضل مع الاحتياجات الاجتماعية، على سبيل المثال من خلال ترجمة النصوص والسياقات المعقدة إلى لغة أسهل للفهم. يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على كسر الحواجز وجعل الوصول إلى الفن والثقافة ووسائل الإعلام أكثر شمولاً.

واشتكى سيباستيان سوبر، أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة أوتو فون جيريكه ماجديبورج بولاية ساكسونيا Otto von Guericke University، من أن ألمانيا وأوروبا ستصبحان معتمدتين بشكل متزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها في دول غير أوروبية(الولاياتالمتحدة والصين مثلا). ففي مجال الثقافة والإعلام، هناك تدفق هائل للبيانات و استيراد القيم من دول خارج أوروبا. على غرار تطور محركات البحث، ودعا سوبر إلى استخدام قانون مكافحة الاحتكار والضرائب لخلق فرص متساوية لجميع المشاركين في السوق.

تحدث المحامي نيكلاس معمار عن ضرورة وضع العلامات على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. إذ تخلق هذه العلامات شفافية للمستخدمين فيما يتعلق بما إذا كان المحتوى قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. مما يجعل المستخدمون يثقون في صحة المحتوى المقدم،  في التقارير الصحفية.


جدير بالذكر أن ألمانيا متقدمة في بحوث الذكاء الاصطناعي مثلا المركز الألماني للذكاء الاصطناعي DFKI، وهناك مدينة مثل دارمشتات بولاية هسن تضم مركزَ مدينة هيسن للذكاء الاصطناعيّ/hessian.AI، وهو تكتلٌ يشمل 13 جامعة وكلية، كما يوجد بها  مختبر مركز الأبحاث الألمانية للذكاء الاصطناعيّ (DFKI)،  وتضم المدينةُ كذلك مقرَ معهد الأبحاث الرقمية ZEVEDI
وفي مدينة توبنجن توجد رابطة جامعة توبنجن ومعهد ماكس بلانك للأنظمة الذكية  MPI-IS. كما تضم مدينة ميونيخ أكبر مدرسة للروبوتات والذكاء الآلي  MSRM. بالإضافة إلى معهد برلين لأُسُس التعلُّم والبيانات  BIFOLD.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة